خاص| المراسل نت:
تدرك السعودية اليوم أنها ارتكبت أكبر خطيئاتها وأعظم أخطاءها عندما امتلكت الجرأة والاستعداد لإبادة كبارات قبائل خولان عندما قصفت طائراتها الصالة الكبرى التي كانت تحتضن عزاء آل الرويشان، وريما لو عاد بها الوقت إلى ماقبل الجريمة لتراجعت عن ذلك مهما كان الهدف مغريا لها عسكريا.
قبل جريمة الصالة الكبرى اعترفت السعودية بعدة اخطاء وقالت انها واردة في الحروب وفي مجزرة سوق مستبأ قال الناطق باسم التحالف في حينه ان الهدف تم تحديده من قبل حكومة هادي أي نفس الذريعة التي قدمتها في قضية الصالة الكبرى، لكن التصريحات السعودية توقفت عند ذلك فيما يخص مجزرة سوق مستبأ بمحافظة حجة كون الضحايا كانوا من البسطاء والمهمشين غالبا، لكنها بذلت وتبذل مجهودا كبيرا خلال محاولاتها لامتصاص غض قبائل خولان إداركا منها بخطورة الموقف وخطورة الثأر.
منذ واقعة الصالة الكبرى حاولت السعودية امتصاص الصدمة واحتواء التداعيات، من خلال انكار الجريمة واتهام الحوثيين بها أملا في ان يتحول رد الفعل إلى خلافات تستفيد الرياض منها، وتارة أخرى عبر تزوير بيانات باسم قبائل خولان في محاولة لاحداث انقسام قبلي، وعندما لم يجدي كل ذلك ونزولا ليس عند الضغوط الدولية وإنما عند حجم المستهدفين (قبائل خولان) فقامت بالاعتراف بالقصف بغض النظر عن محاولاتها إلباس هادي وحكومته مسؤولية الجريمة.
خلال الايام الماضية حاولت السعوية اغراء خولان عبر الالتزام بدفع التعويضات وآخرها تصريح وزير الخارجية عادل الجبير الذي قال انه سيتم معاقبة المتسببين بالجريمة وتعويض الضحايا، لكن السعودية ترتكب خطأ ثانيا عندما تفكر أن قبائل خولان ستلهث وراء التعويضات وهي القبائل التي تشارك في القتال ضد التحالف وترفض الاموال السعودي من قبل ان تحدث الجريمة.
بالنسبة لقبائل خولان أصبح الثأر فرضا واجبا لعدة اعتبارات، أولها ان قبائل اليمن تتجاوز مفهوم الدولية بمعنى أنها ترى ان الاسرة السعودية المالكة امتلكت الجرأة وأرادت القيام بإبادة جماعية لمشايخ خولان، ولذلك بمقتضيات القبيلة لدى خولان ثأر لدى أسرة ال سعود، وايضا بمقتضيات الدولة فإن القبيلة باليمن كانت وما زالت هي اساس الدولة ولذلك فإن القبيلة كدولة لديها ثأر مع السعودية كدولة فيما يخص الجريمة الاخيرة بشكل خاص وبسبب الحرب على اليمن بشكل عام.
أيضا تدرك قبائل خولان أنها إذا لم تكن عند مستوى الثأر فإن ذلك سيمثل ضربة تاريخية لها وسيجعل مكانتها تتراجع بين القبائل اليمنية والعربية، فما من قبيلة تركت ثأرها إلا وأصبحت محط سخرية كل القبل الاخرى.
اليوم حشدت قبائل خولان حشدا كبيرا وبمجرد مشاهدة حجم الجمع يظن المرء أنه جمع لما قبل الثأر ولكنه في حقيقة الأمر كان جمعا بغرض الاعلان عن الجمع الحقيقي الاثنين القادم الذي يتوقع ان يكون الاكبر من نوعه.
ولأن القبيلة اليمنية لا ترضى أن تكون تابعة فإن زعيم انصارالله عبدالملك الحوثي كان حذرا او بالاصح تمكن من اختيار مفرداته بعناية عندما خاطب قبائل خولان بعد الجريمة في خطاب متلفز قائلا: “اتوجه إلى الأحرار الشرفاء في خولان الطيال والمناسبة مناسبتهم، لن أُحدّد لكم ما تفعلون ، لكن كونوا عند مستوى ما تفرضه مسئوليتكم الدينية أمام الله ومسئوليتكم الوطنية والقبلية”. نداء الحوثي اختيرت مفرداته بعناية ولذلك كان الخطاب على سبيل الحث والتضامن وليس على سبيل الاملاء او الاوامر.
بالعودة إلى احتشاد خولان اليوم الاثنين فقد شهدت منطقة جحانة التابعة لمنطقة خولان الطيال تجمعا كبيرا لقبائل خولان بغرض الدعوة لاجتماع آخر او لا طلاق (داعي الثأر) يوم الاثنين القادم لتدارس الرد على جريمة الصالة الكبرى التي استهدفت قبائل خولان بشكل رئيسي.
وصدر عن اللقاء بيان مطول امتلأ بالمفردات القوية والحماسية والمتوعدة بالرد والثأر من السعودية على جريمة الصالة الكبرى.
ولاستطلاع جانب ما يعتري قبائل خولان تجاه الجريمة يمكن ذلك من خلال مطلع البيان الصادر عن القبائل اليوم في حجانة والذي يقول:
“يا أبناء خولان الطيال يا رماح المجد في تاريخ الإنسان، يا مهد البطولة في سطور التاريخ عن العروبة واليمن، لنا اليوم ان نقف في هذا الموقف الجلل واللحظة الفارقة في تاريخ “اليمن” الوطن والولاء، وتاريخ “خولان” القبيلة واللواء، لنا اليوم موعدٌ جلل مع خطب جلل وشرٍ جلل، لنستنهض نخوتنا التي لا تخور ووثبتنا التي لا تسهو، وصيحةٌ وهبها الخالق في اجيالنا منذ جدنا الأول وحتى حفيدنا الأخير، لنا اليوم أن نردد مع الدنيا نشيدنا ومع التاريخ ما عهدنا التاريخ عليه بين النوائب والفتن.”
وكذلك تفصح خائمة البيان عما تريده قبائل خولان من خلال احتشاده عندما قالت القبائل في بيانها “ولذا ندعونا نحن مشائخ وحكماء ورجال وأعيان قبيلة خولان الطيّــال لإعلان النفير والاحتشاد للوقوف المسـؤول والتدارس وإيقاد وهج خولان ورفع شوكتها ومجدها تجاه من يستهدف عزتها ودمائها .. لذا ندعوا انفسنا للاحتشاد المُهيب يوم الاثنين الموافق 17/10/2016م فنحن أهلها .. وقبل ان نفاجئ العالم نكون قد فاجئنا انفسنا..!”
(980)