اللواء عشقي والسفارة السعودية في تل ابيب

خالد الجيوسي
يقول مذيع سعودي على قناة “السعودية 24″ أن العربية السعودية قدمت مساعدات مالية ضخمة للأشقاء “العرب”، ويؤكد المذيع “المنفعل” أن أكثر مساعدات بلاده ذهبت “للأشقاء” الفلسطينيين، ويطالب المذيع المشاهدين بجلب دولة واحدة قدمت ذلك القدر من المساعدات، كتلك التي تقدمها بلاد الحرمين لقضية فلسطين، فكل المساعدات الأخرى التي تصل برأيه إلى فلسطين مجرد حبر على ورق، وتأتي في إطار استعراض إعلامي!
في نفس الإطار، قال الجنرال أنور عشقي في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية أنه يعارض تسليح الفلسطينيين كما تفعل إيران، لأن نتيجة ذلك ستكون عكسية، وأكد عشقي أن الرياض ستُقدم على إنشاء سفارة لها في إسرائيل إذا قبلت تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام ٢٠٠٢، والسعودية كما يقول الجنرال تنتظر رد رسمي من إسرائيل.
نشكر السعودية على مساعداتها المالية التي تصل فلسطين يومياً كما يقول الزميل المذيع، وهنا يجب أن نذكره أن الشعب الفلسطيني، شعب مناضل، وهو كما يعلم بالتأكيد أن تلك المساعدات تذهب لجيوب المسؤولين في بلادي، ويبقى أصحاب الانتفاضة يعشقون أكل الحجارة لأنها وسيلتهم الوحيدة لتحرير بلادهم، وأما بخصوص عقد المقارنة بين المساعدات السعودية وغيرها، فنقول للزميل، أن المساعدات الإيرانية ذات الطابع التسليحي، وباعتراف الجنرال عشقي أنها مساعدات عسكرية، لا بد أن مفعولها أكثر من ذلك الحبر على الورق بالنسبة للفلسطينيين، والإسرائيليين معاً.
نعلم أن تصريحات الجنرال عشقي لا تمثل السعودية الرسمية، لكن بالمناسبة من قال أن الشعب الفلسطيني يقبل ببنود المبادرة العربية التي طرحتها المملكة، فنحن لا نريد بالطبع أن يتم حل الدولتين على أساس انسحاب إسرائيل إلى خطوط هدنة قبل العام ١٩٦٧، والقدس عاصمتنا بالكامل، ولن نقبل التفريط لا بغربها ولا شرقها، وإسرائيل هي “العدو”، وستبقى “العدو”، ولن نقبل إلا بطردها من كامل أراضي “دولة فلسطين” لنعود إليها جميعاً، وبعدها سنرحّب بالجميع لفتح أبواب سفاراتهم على أراضينا المستقلة.
هذه بلادنا يا سادة، لم ولن نعطي الحق لأحد بأن يتحدث عنا، أو يتفاوض بالنيابة عنا، نحمل السلاح ونقاوم، وكما رحل الاستعمار، سينهزم الاحتلال، من يسلحنا يامرحباً به، ومن يتأمر علينا لا أهلاً، ولا سهلاً فيه، وأرجوكم احتفظوا بأموالكم، فنحن شعب “الجبارين”، نحيا ونموت على تراب بلادنا، ولا حاجة لنا بجميل أحد، لا أبداً لا نصطف في المحور الإيراني، لكن لو عقدنا مقارنة بين المذكورين، والإيرانيين، لا بد أن الكفّة سترجح لمن يُثقل ميزاننا بالسلاح، لا من يكسر عزيمتنا، ويقلل من هيبتنا، ويبيع بلادنا، سئمنا من المؤامرات العربية، وهرمنا من أجل لحظة فخر عربية..
كاتب وصحافي فلسطيني

(107)

الأقسام: آراء,الاخبار