ترجمة| موقع المونيتور الأمريكي: ماذا تعني تحركات الحوثيين في البحر الأحمر بالنسبة لإسرائيل؟

ترجمة: أحمد عبدالرحمن: لـ المراسل نت:

في أكتوبر، أستهدف المتمردون الحوثيون في اليمن السفن التي كانت متواجدة بالقرب من مضيق باب المندب ثلاث مرات. وهذه الحوادث تتطور الى تهديد استراتيجي ضد إسرائيل ودول أخرى على شواطئ المضيق.

 

هذا الوضع الجديد، والذي يمكن أن يؤثر على الاقتصاد المحلي والإقليمي، يتطلب التعاون الإقليمي من أجل الحفاظ على سلامة المسافرين عبر المضيق وحماية التجارة البحرية.

وقد وقع الحادث الأول في 1 أكتوبر، عندما أصاب صاروخ أُطلق من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن على سفينة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما تسبب في أضرار جسيمة.

وقد أطلق الصاروخ من على مقربة من المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر “المخا”، والتي تبعد قليلاً إلى الشمال من مضيق باب المندب.

موقع الحادث ونوع الصاروخ الذي أُطلق لهما أهمية قصوى، وقد قال الحوثيون ان الصاروخ المضاد للسفن كان صيني الصنع من نوع C-802.

وهذا هو نفس النوع من الصواريخ التي أطلقها حزب الله على سفينة “أهي-حانيت” البحرية الإسرائيلية في المياه اللبنانية في يوليو 2006، مما تسبب بأضرارا جسيمة ومقتل عدد من أفراد الطاقم.

 

ونستطيع أن نفترض الأن بأمان أن هذه المرة أيضا، قد قطعت الصواريخ طريقها من الصين إلى إيران ومن إيران الى المتمردين الحوثيين المدعومين والمدربين من قبل فيلق قوة القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ويوم 9 اكتوبر، أطلق صاروخين من نوع كروز من نفس المنطقة، إلى الشمال من مضيق باب المندب، باتجاه المدمرة الامريكية ميسون، وقد تم تفعيل الإجراءات المضادة في السفينة، وفشلت الصواريخ في ضربها.

ويوم 12 اكتوبر، كانت ميسون قد استهدفت مجدداً بنفس الطريقة، وفي نفس المكان.

 

وحتى لو اتضح بأنه لم يكن صاروخ “C-802” هو الذي ضرب السفينة الإماراتية وهي الصواريخ التي أطلقت مرتين ضد المدمرة الأمريكية، فإن تباهي الحوثيين الكبير بهذا الشي يشير الى دعم المتمردين من قبل الحرس الثوري الإيراني.

ولكن الأهمية الاستراتيجية لهذه الهجمات تكمن في موقعها. على مضيق باب المندب، وعلى بعد نحو 12 ميلا بحريا في العرض، هو ممر حيوي يربط بين المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

حيث أن إغلاق مضيق هرمز لا يقطع الطريق الى ممرات الملاحة الدولية الا على دول الخليج، بما في ذلك إيران.

ومع ذلك، فإن إغلاق باب المندب سيكون ضربة أكثر خطورة بكثير على الدول المجاورة – مصر والأردن وإسرائيل – وعلى الاقتصاد العالمي.

في الوقت الراهن، لن تعرقل سلسلة التجارب الصاروخية التي قام بها الحوثيين على المضيق، ولكنها الجدوى التشغيلية لمثل هذه الخطوة توضح ما سيحصل إذا ما واصلت إيران سيطرتها على شواطئ اليمن، والتي تشكل الضفة الشرقية للمضيق.

وعندما أطلق المتمردون الحوثيون صاروخاً للمرة الثالثة ضد سفينة أمريكية (والذي فشل في ضربها أيضاً)، رد الأمريكيون بصواريخ توماهوك، التي استهدفت ودمرت محطات الرادار التابعة للحوثيين – والتي كانت على ما يبدو المحطات نفسها التي استخدمت لتحديد واستهداف السفن.

كما أنه من الصعب القول في هذه اللحظة إذا ما كان الرد الأمريكي مجرد إشارة “لمرة واحدة” إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بأن الولايات المتحدة لم تتخل عن حلفائها أو مؤشراً على التصعيد في السياسة الأمريكية ضد وكلاء إيران.

 

وفي ضوء هذه التطورات، فإن كل الدول المطلة على البحر الأحمر والتي هي عرضة لتزايد النشاط الإيراني قبالة شواطئها يجب أولاً وقبل كل شيء ان تقوم بتشديد التعاون العسكري.

هذه الأحداث تسلط الضوء أيضاً على دولة منسية والتي هي في الواقع في عين العاصفة – “إريتريا”.

فالقارب الإماراتي التالف قد أُخذ الى ميناء العصب الإرتيري من أجل إصلاحه، ويتم تشغيل هذا الميناء باعتباره القلب اللوجستي لقوات التحالف التي تقودها السعودية وهو يبعد بنحو 50 كيلومترا (31 ميلا) من ميناء المخا اليمني على الجهة الغربية من المضيق.

وعلى الرغم من أن إريتريا تشارك الى حد كبير في الحملة المعادية لإيران في اليمن، الا ان الغرب يستمر في الحصار وفرض العقوبات ضد هذه الدولة الأفريقية الصغيرة.

ميناء عصب والقاعدة الجوية المتاخمة تعرضوا لهجوم مؤخرا من البحر من قبل المتمردين الحوثيين. ونظرا للصراع القائم من أجل السيطرة على البحر الأحمر، يجب أن ينهي العالم القطيعة مع إريتريا.

كما يجب تعبئة إريتريا بالجهود الدبلوماسية والعسكرية وذلك من أجل اعتراض إيران في البحر الأحمر.

مصر، وهي دولة رئيسية في العالم العربي والتي تقع على طول ساحل البحر الأحمر، وتوفر ممرا لجميع وسائل النقل البحري من وإلى قناة السويس، وهي أيضا لها دور حيوي.

ودعونا لا ننسى أن مصر لديها واحد من أكبر القوات البحرية في المنطقة، والتي يجري تحديثها وترقيتها باستمرار.

إسرائيل، والتي تمر تجارتها مع آسيا في المقام الأول من خلال الممر الملاحي المهدد، يجب عليها أيضا أن تأخذ احتياطات خاصة، وأن توضح الثمن الذي يجب دفعه لمهاجمة السفن المتجهة الى ميناء إيلات على البحر الأحمر.

 

إسرائيل لديها الوسائل للتعامل مع التهديدات التي تؤثر على حرية ملاحتها، حتى على تلك الجبهة البعيدة.

وبالتالي، فأن هناك فرصة وحاجة ملحة للتعاون الإقليمي من الدول التي تتشارك في هموم الأنشطة التخريبية الإيرانية، بشكل عام، وفي البحر الأحمر، على وجه الخصوص.

كما ان المتمردين الحوثيين لم يكونوا ليهاجموا سفينة الإمارات العربية المتحدة ولم يكونوا ليتفاخروا حول هذا الموضوع دون ضوء أخضر من إيران.

تنويه: الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى الإشارة إلى ذلك في حال إعادة نشر المادة.

(342)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات