رئيس فرنسا يواجه خطر الاقالة: هل يواصل الرئيس الأسد هواية اسقاط رؤساء العالم؟

خاص| المراسل نت:

يدون الرئيس السوري بشار الاسد اسمه في التاريخ باعتباره الرئيس الذي أجمعت معظم دول العالم على ضرورة الإطاحة به وفي ذات الوقت بقي في منصبه بل وتزايدت فرص بقائه بشكل غير مسبوق مع الانتصارات التي يحققها الجيش السوري بمساندة روسيا، وفي المقابل يسقط بين الحين والاخر أكثر الزعماء في الدول الغربية والعربية ممن طالبوا بإسقاط الأسد.

بالنسبة لقطر كان أميرها حمد بن خليفة من أكثر الداعمين لاسقاط الأسد، غير أن الرجل تنازل لابنه تميم عن الامارة في ظروف غامضة فودع الكرسي فيما كان بشار الأسد في قصره ربما مبتسما وهو يشاهد خبر تنازل “حمد عن العرش”، ورحل ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان من أشد المعادين للأسد وأكثر الداعمين الماليين والعسكريين لاسقاطه.

وفيما كان الاسد يقاوم للبقاءن كان الاخوان المسلمين في مصر في قمة نشوتهم وهناك وقف الرئيس المعزول محمد مرسي في “ملعب كرة القدم” بحضور آلاف الاسلاميين يخطب ويؤكد أن بلاده ستدعم اسقاط الأسد، قبل أن ينتهي به الامر في السجن ولعل الاسد حينها كان يضحك.

القائمة تطول وتضم عبدربه منصور هادي واخوان اليمن الذين تحولوا الى لاجئين في السعودية بعد أن كانوا يحكمون البلاد ويفتحون المعسكرات لتدريب المقاتلين وارسالهم بطائرات تركية للقتال ضد الاسد في سوريا.

رحل كثير من الزعماء المطالبين باسقاط الاسد، سواء بوفاتهم او الاطاحة بهم أو انتهاء ولايتهم كما يحدث اليوم مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يخلفه الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي اعلن انه سياسته ستركز على محاربة داعش وليس اسقاط الاسد.

آخر الضحايا المحتملين للرئيس السوري بشار الاسدن هو الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” الذي يواجه اليوم خطر الاقالة بعد افشائه “اسرار خطة عسكرية” بين فرنسا والولايات المتحدة لاسقاط الاسد عسكريا.

البداية من كتاب ألفه صحفيين فرنسيين هما جرار دافي وفابريس لوما بعنوانة ” لا ينبغي للرئيس ان يقول هذا الكلام” وتضمن الكتاب مجموعة من التصريحات والمقابلات التي اجراها الرئيس الفرنسي للوسائل الاعلامية وتضمنت معلومات يرى الفرنسيون أنها سرية ولا يحق للرئيس الكشف عنها.

وتضمن الكتاب ما كشف عنه الرئيس الفرنسي حول وجود خطة عسكرية فرنسية امريكية كان يفترض تنفيذها في عام 2013 ببدء ضربة عسكرية ضد النظام السوري حيث كشف الرئيس فرانسوا هولاند عن مكالمة اجراها مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في ذلك الحين وقال انه اكد استعداده لبدء عملية عسكرية ضد سوريا وكشف أيضا عن الجدول الزمني الذي تم اعداده للخطة العسكرية.

نواب البرلمان الفرنسي رأوا أن هولاند أخل بالقوانين وكشف عن معلومات تضر بالدولة، حيث تقدم رئيس كتلة حزب “الجمهوريين” كريستيان جاكوب بمشروع لإقالة الرئيس الفرنسي ووقع على العريضة لحد الان 152 نائبا من أصل 199 من النواب الذين يمثلون اليمين في فرنسا.

وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية تم تسليم العريضة لرئيس البرلمان وهو الاشتراكي كلود برتلونوالذي أحالها بدوره على الوزير الأول مانويل فالس وعلى الرئيس نفسه فرانسوا هولند.

العريضة لم تعتمد بشكل كامل على افشاء الرئيس لمعلومات حول عملية عسكرية ضد سوريا حيث توضح الصحيفة الفرنسية ان من بين الحجج المخأخوذة على الرئيس الفرنسي هو كشفه عن تنفيذ عمليات تصفية متطرفين خارج الأراضي الفرنسية.

كما نقلت صحيفة فرنسية عن احد زعما اليمين في البرلمان الفرنسي قوله “بدأنا مسلسل إقالة الرئيس اعتمادا على الفصل 68 من الدستور الفرنسي لأننها نعتبر أن رئيس الجمهورية قد تخلى عن واجباته نظرا لما نشر في كتاب “الرئيس لا يمكن قوله هذه الأشياء”، حول وثائق مصنفة بالسرية للدفاع. لا يمكن للرئيس الكشف عن هذه الأشياء”.

ورغم ان الصحافة الفرنسية تقول أن مسألة اقالة الرئيس هولاند تحتاج لدعم أكبر من الموجود حاليا إلا أن حجم الاصوات التي وقعت على العريضة يعد كبيرا بالنسبة للمدة القصيرة التي بدأت بها تلك التحركات والتي يمكن ان تتطور في الايام القادمة.

(310)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,تقارير المراسل