ترجمة| الاندبندنت: أمريكا تقصف اليمن والصحافة البرجوازية الاميركية لا تهتم

ترجمات| المراسل نت:

صحيفة الاندبندنت البريطانية: إن لدى الولايات المتحدة تاريخ في دعم الأنظمة القمعية والتدميرية في كل زاوية من زوايا هذا العالم. ففي 12 اكتوبر المنصرم، قصفت الولايات المتحدة ثلاثة رادارات في منطقة تقع تحت سيطرة الحوثيين في اليمن. احد الأشياء الأكثر قلق بشان ذلك هو عدم وجود تغطية لهذا الهجوم الذي لاقى تجاهل من قبل الصحافة البرجوازية الاميركية.

 

هذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بإجراءً عسكرياً مباشراً في اليمن منذ انسحاب القوات الاميركية من المنطقة قبل 18 شهرا عندما أطاح الحوثيون، جماعة شيعية، بالحكومة اليمنية، مما اضطر الولايات المتحدة الى سحب قواتها هناك.

وقد أطلق مسئولو وزارة الدفاع الأميركية على هذا بـ انه” دفاع محدود عن النفس” بداعي الثأر. حيث يدعي البنتاغون بان السفينة الحربية التابعة للولايات المتحدة كانت قد اُستهدفت قبالة سواحل اليمن، وان الهجوم، الذي يعتقدونه، كان قد نُفذ بواسطة الحوثيين.

بينما نفى مسئولين حوثيون اي صلة لهم في الهجوم . حتى انهم عرضوا المساعدة في التحقيق في محاولة القصف هذه، وفقا للجارديان.

وحتى قبل ان تتضح هذه الأحداث، فقد كانت الولايات المتحدة تلعب دورا مباشرا في تدمير اليمن عن طريق مساعدة التحالف الذي تقوده السعودية من خلال تزويدهم بالأسلحة، تزويد طائراتهم بالوقود وتوفير الدعم اللوجستي، وفقا لفوكس الاخبارية.

وفي اغسطس، صادقت الولايات المتحدة على مبيعات أسلحة بقيمة 1.5 مليار دولار للسعودية. وبعد توقيع هذا الاتفاق بأيام، قصف التحالف السعودي مستشفى تابع لمنظمة اطباء بلا حدود موديا بحياة ما لايقل عن 11 شخص. وفي مطلع اكتوبر المنصرم، ادت غارة للسعودية على مراسم عزاء الى مقتل 100 شخص، وفقا لمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وفي تقرير صادر عن موقع “ذا انترسبت”، فان قنابل موجهة نوع (MK82) تم استخدامها في قصف مكان العزاء دون ان يكون هناك ادنى شك من انها اميركية الصنع. حيث تُظهر صورا من شظايا القنبلة في موقع الحدث بوضوح الدور التي تلعبه الولايات المتحدة في التدمير الذي تقوده السعودية لليمن.

وما هذين الا مثالين من عدة فظائع قامت بها المملكة العربية السعودية في اليمن. فقد وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحادث بأنه جريمة حرب واضحة.

بصرف النظر عن عمليات القصف، فقد فرضت السعودية حصارا مطبق على اليمن، مانعة استيراد المواد الغذائية والإمدادات الطبية إلى واحدة من اشد البلدان فقرا في المنطقة. وتظهر صورة نُشرت بواسطة “كوارتز ديجتال نيوز، Quartz Digital News ، الاثار المدمرة التي نتجت عن هذا الحصار على اليمن.

 

تعتبر السعودية حليف معروف جيدا للولايات المتحدة، وواحدة من اكبر الحلفاء لها في الشرق الاوسط.

 

وفقا لادارة معلومات الطاقة الاميركية، كما في حدث في اغسطس، فقد استوردت الولايات المتحدة 1.142.000 برميل من النفط يوميا. ذلك ان الولايات المتحدة تستورد معظم احتياجاتها من النفط من السعودية. ففي الحقيقة، انها تلي كندا بفارق ضئيل بالنسبة لواردات النفط الأمريكية.

دعمت إدارة ريغان علنا الديكتاتور الذي لا يرحم أوغستو بينوشيه في تشيلي، الذي حول عاصمة تشيلي الى معسكرا للتعذيب. وهذه الممارسة تظل مطابقة اليوم مع الدعم الأميركي للنظام الثيوقراطي للسعودية.

 

يتعين على الولايات المتحدة شجب وإيقاف مبيعات الأسلحة للسعودية. إذ لا ينبغي السكوت عن دورهم المباشر في جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية، لاسيما الآن، لان الولايات المتحدة قد قصفت مباشرة اليمن.

فهذا الأمر يقدم إمكانية نشوب حرب جديدة لقادتنا الليبراليين الجدد للانخراط بكل سرور فيها، من اجل ابقاء علاقاتهم الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية في وضعا جيد.

إن الحرب ليست أمرا يتعذر اجتنباه، بل اختياري.

داني مونتسدوكا| الاندبندنت

(131)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات