ترجمة| موقع فرنسي: السعودية وأمريكا..علاقة تسير نحو الأسوأ وتطور الملكية الوهابية الحديثة

ترجمة: شامية الحيدري:

موقع لوكليه دو موين اغيونت:

تعود جذور العلاقة التي تربط  المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى النشأة الأولى للسعودية التي شهدت فيها ولادته على يد محمد بن آل سعود من خلال تحالف ضمه وأحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب عالم الدين المنتمي للتيار السني المنحدر من المذهب الحنبلي، الذي ولد في العام 1703 وتبنى تفسير الفقه الإسلامي الذي اُعتبر الأكثر تطرفاً في المذهب السني الإسلامي.

 

فقد بدأ هذه التحالف في القرن الثامن عشر واستمر حتى تمكنت المملكة العربية السعودية من التأثير بشكل مباشر على سياستها الداخلية والخارجية.

 

شهدت المملكة العربية السعودية في العام 1933 انفتاحها على العالم الغربي بعد بدء رجال الأعمال الأمريكيين مباشرة العمل في المملكة العربية السعودية حيث عملت شركة ستاندرد أويل كاليفورنيا على إنشاء الشركة العربية ستاندرد أويل التي تمكنت من الاستحواذ على حق الامتياز من الحكومة السعودية لاستكشاف الموارد النفطية في المملكة.

 

وفي العام 1936 اضطرت الشركة العربية ستاندرد أويل لبيع نصف حصتها لشركة تكساكو “نفط تكساس” بعد ان فشلت في العثور على منابع الذهب الأسود وبالتالي تم تشكيل  شركة كالتكس العلامة التجارية البترولية الأمريكية شيفرون في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط و أوقيانوسيا, وبعد أربع سنوات من التنقيب تم الوصول إلى أول نجاح وذلك في العام  1938 في موقع الحفر السابع في مدينة  الدمام والتي تقع على بعد أميال قليلة شمال مدينة الظهران.

ومن المتوقع حالياً أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك نصيب الأسد في رأسمال الشركة العربية ستاندرد أويل الأمر الذي يتعارض مع كبريات الشركات النفطية الأخرى.

وفي العام 1944 عملت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على إنشاء إتحاد نفطي في منطقة الشرق الأوسط يخضع لسيطرتهما الكاملة.

 

وفي المقابل قامت الشركة العربية ستاندرد أويل بتحرير نفسها من الشركات الأم المالكة لتتخذ خطوة حاسمة بخصوص ذلك في يناير من نفس العام حيث عملت على تغيير اسم الشركة إلى شركة النفط العربية – الأمريكية أرامكو, وبعد الحرب العالمية الأولى ، وبسبب الضرورة الملحة على الالتزام بالاستثمارات الكبيرة، قامت كبريات الشركات الأمريكية الأخرى بشراء أسهم ضمن حصة رأس مال شركة النفط العربية الأمريكية أرامكو.

وطوال هذه الفترة حازت الشركات النفطية الأمريكية على الميزة والأفضلية من قبل المملكة العربية السعودية مقارنةً بغيرها من الشركات الأوربية التي استثمرت ونقبت عن النفط في بلدان أخرى مثل العراق وجمهورية إيران الإسلامية.

ولكن هذه الشركات الأوربية كانت تمثل نوعاً من أنواع القوى الاستعمارية المسيطرة على تلك المناطق في تلك الفترة, الأمر الذي جعل من مؤسسي المملكة العربية السعودية الحديثة يرفضون التعامل مع هذه الشركات بشكل قاطع.

وفي 14 فبراير 1945 تمكن  كلاً من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من التوصل لاتفاق  عُرف باسم اتفاق “كوينسي” بعد اجتماعهما في مصر على متن المدمرة الأمريكية يو اس اس كوينسي، وفي الوقت الذي شارفت فيه الحرب العالمية الثانية على الانتهاء اتفق الجانبان على ضمان الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب في منطقة الشرق الأوسط وأن تتولى الولايات المتحدة الامريكية ضمان أمن المملكة العربية السعودية  بينما تضمن الثانية وصول الأولى  إلى حقول النفط في المملكة.

 

وخلال هذه المفاوضات الصعبة نال الملك عبد العزيز آل سعود استحسان وإعجاب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي كان يعاني من حالة صحية متدهورة إذ لم يلبث على قيد الحياة سوى أسابيع قليلة.

وجد فرانكلين روزفلت في ابن سعود شخصية رائعة ولكنه كان مفاوضًا صعبًا, فبعد الاجتماع الذي دام لمدة خمس ساعات قال الرئيس الأمريكي لأحد مساعديه أن الملك السعودي من بين كل الرجال الذين تعاملت معهم في حياتي لم ألتق بمثل هذا الملك العربي الذي لم أستطيع ان  انتزاع منه سوى القليل جدًا, فالرجل لديه إرادة وعزيمة حديدية .

أما عن نقطة الخلاف الأساسية بين الرئيسين في ذلك اللقاء فقد تمحورت حول القضية الفلسطينية والحركة الصهيونية حيث حاول الرئيس الأمريكي أن يقنع الملك السعودي بدعم خطط إقامة الدولة اليهودية في فلسطين.

 

ومن جانبه قال الملك أن اليهود هم ضحية الجرائم النازية ولذلك ينبغي عليهم أن يقيموا دولتهم في الأراضي الألمانية وأضاف ” دع الألمان يدفعون ثمن جرائمهم”.

أما الرئيس الأمريكي روزفلت فقد أدرك فشل محاولاته في تغيير موقف ابن سعود لذا أخذ بعين الاعتبار معارضته القطعية بخصوص فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين وتعهد بعدها “بعدم مساعدة ودعم اليهود ضد العرب وعدم الإقدام على أي عمل قد يكون معادياً للشعب العربي”.

وبعد أسبوعين على اللقاء الذي اتخذ من المدمرة الأمريكية يو اس اس كوينسي مقراً له, أعلنت المملكة العربية السعودية الحرب على دول المحور- ألمانيا النازية والإمبراطورية اليابانية -الأمر الذي أتاح لها الانضمام والحصول على مقعد في هيئة الأمم المتحدة.

بعد مرور ما يقرب من 70 عاما على التحالف السعودي الأمريكي، قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يناير من العام المنصرم  بزيارة للمملكة العربية السعودية لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك الراحل عبد الله ولقاء الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود الابن  25 للملك عبد العزيز الذي تفاوض مع الرئيس روزفلت في العام 1945.

وخلال هذا اللقاء أكد الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الامريكي باراك اوباما على ضرورة تنفيذ خطة السلام العربية التي تنص على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة معتبراً ذلك على رأس أولوياته, كما اضاف أن استمرار الصراع العربي الإسرائيلي هو السبب في تأجيج الإرهاب في المنطقة والعالم بأكمله.

 

(156)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات