صحيفة “نيويورك تايمز” تكشف بصمات أمريكا في التدمير المتعمد لاقتصاد اليمن

ترجمة وتحرير: أحمد عبدالرحمن لـ المراسل نت:

 

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هناك دلائل على الدور أمريكي في الغارات الجوية التي يشنها التحالف السعودي على اليمن، مستنتجة أن أحد أهداف تلك الضربات هو تدمير اقتصاد اليمن، وأن ذلك أصبح استراتيجية تهدف للضغط على الحوثيين سياسيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن العملية الجوية التي تقودها السعودية، تركز على ضرب أهداف مدنية، مثل مصانع وجسور ومحطات طاقة، دون أن تكون هناك أي أدلة على استخدام تلك المنشآت من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية.

 

وذكرت “نيويورك تايمز″ أن المصنع المملوك لعائلة “العاقل” كان منذ عقود ينتج الأغذية الخفيفة، لكن هجوما شنه التحالف على هذا المصنع الواقع في صنعاء الصيف الماضي، دمره بالكامل، وأدى إلى مقتل 10 من العمال.

وتابعت الصحيفة أن الغارات السعودية المستمرة منذ 19 شهرا، لم تنجح في إلحاق الهزيمة بالحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح حتى الآن، لكنها باتت تركز على ضرب ركائز الاقتصاد اليمني، إذ يشير منتقدو تلك الحملة إلى أن الغارات قد دمرت عددا كبيرا من الأهداف المدنية، في الوقت الذي لم تكن فيه أي دلائل على استخدامها من قبل الحوثيين.

 

وتقول الصحيفة “على سبيل المثال، استهدفت الغارات السعودية مستشفيات، ومدارس، وجسور، ومحطات طاقة، ومزارع دوجن، وميناء بحريا استراتيجيا، ومصانع زبادي وشاي ومناديل ورقية، وكوكا كولا، ورقائق بطاطس مقلية، بالإضافة إلى استهداف حفلات زفاف وجنازات”.

 

وذكرت الصحيفة أن تلك الغارات أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، في ظل تفشي مرض الكوليرا، وتزايد أعداد الناس المحتاجين إلى المساعدات الغذائية بصورة ماسة، فيما امتلأت المستشفيات بأطفال يعانون من سوء التغذية.

واضطر الملايين لترك بيوتهم، فيما بقيت السلطات منذ أغسطس/آب الماضي، عاجزة عن دفع الرواتب لمعظم الموظفين المدنيين الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون شخص.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة، التي حاولت علنا النأي بنفسها عن الحملة العسكرية السعودية في اليمن، قد تركت بصماتها على تلك الغارات، وذلك بعد أن زودت الرياض بالأسلحة في صفقات قيمتها عشرات مليارات الدولارات.

 

وتابعت “نيويورك تايمز″ أن طيارين تلقوا تدريبات في الولايات المتحدة، ينفذون العديد من تلك الهجمات، من مقاتلات أمريكية الصنع، ويتزودون بالوقود في الجو من طائرات صهاريج أمريكية. ويعثر اليمنيون عادة على آثار ذخائر وقنابل أمريكية الصنع في أعقاب ضربات جوية، إذ تم العثور على بقايا تلك القنابل إثر الضربة التي قتلت أكثر من 100 شخص باستهداف مجلس عزاء الشهر الماضي.

 

ودفعت الوتائر المتسارعة لتدمير البنية التحتية المدنية في اليمن بالمحللين وعمال الإغاثة إلى استنتاج مفاده أن استهداف الاقتصاد اليمني أصبح جزءا من الاستراتيجية السعودية في الحرب.

ونقلت الصحيفة عن منسق الشؤون الإنسانية بشأن اليمن في الأمم المتحدة جيمي ماك-غولدريك أن: “البعد الاقتصادي في هذه الحرب تحول إلى أسلوب تكتيكي. إنه جزء من استراتيجية متماسكة: الميناء، والجسور، والمعامل. يجري تدميرها من أجل الضغط على السياسيين”.

(197)

الأقسام: الاخبار,المراسل العام,اهم الاخبار