تسوية المتحاربين في اليمن والشرعية اخر من يعلم

منى صفوان

لا شيء جديد في تصريحات عبد الملك المخلافي وزير خارجية “هادي” من الرياض بعد كل اتفاق: “نحن لا علم لدينا، هذا اتفاق من طرف واحد، ولسنا ملزمين بالاتفاق”.

يبدو ان المهمة لحكومة هادي انتهت، فهي كستار  للصراع الحقيقي بين السعودية والحوثين قد هتك مع اول تواصل مباشر بين الحوثيين والسعودية نهاية العام الماضي في “الظهران”،  حيث ظهر جليا للعيان ان هادي ورجاله ليسوا اكثر من واجهة “يمنية” لافعال سعودية.

فلا هادي ولا اي من رجاله في فنادق الرياض، يعرفون ما الذي يدور في الدهاليز السياسية الدولية والاقليمية بخصوص اليمن، منذ اول طلقة لعاصفة الحزم، وحتى اخر تصريح للجبير او كيري.

بل لقد وصل الامر ان يتصل وزير خارجية هادي بقناة “العربية” من مقره في الرياض، ليذكر السعودية بانهم هم الحكومة الشرعية، وانه لم يتم ابلاغهم، فهل نسيت السعودية تواجدهم في فنادقها.

اذا الاتفاق الذي كان يتم التشاور عليه بين السعودية والحوثيين منذ اشهر، حدث، وتم الاعلان عنه، لتسريع انجازه قبل نهاية هذا العام، اي قبل وصول ترامب رسميا.

فالضغط الامريكي لانهاء الحرب كان واضحا، لكن السعودية فضلت انهاء الحرب قبل مجيئ  ترامب بصلاحياته وتصريحاته، حتى يمكنها ان تنهيه بطريقتها، بتسوية مع الحوثيين، على الاقل شكليه، تخرجها من مستنقع اليمن.

اما اليمن كصراع داخلي فبفضل حكومة “هادي” التي دائما لا تعلم شيئا ومن خلفها حزب الاصلاح الاسلامي، فانها ستاخذ تعز وبعض المناطق الوسطة كدروع بشرية لتصعيد الصراع المسلح، ولن تسلم بفكرة تقاسم السلطة مع الحوثيين، لانها ترفض تواجدهم منذ العام 2011 حين تم استثناؤهم من اول حكومة،  بعد الاحتجاجات الشعبية،  وتسليم علي عبد الله صالح للسلطة.

هذا هو لب الخلاف بين الحوثيين وحزب الاصلاح الاسلامي، صراع يمتد الى العام 2004 وحروب صعده الست،  ولم يستطع اي طرف القضاء على الاخر، صراع شرس، زج باليمن كله في اتون حرب كادت الا تنتهي.

الان السعودية تريد الخروج خروجا مشرفا قبل مجيئ ترامب، وهي التي اعلنت عن هذه الرغبة في اكثر من مناسبة، لكن من يقنع هادي بالتنازل عن السلطة من اجل تسوية سياسية في اليمن، من يقنع كل الاطراف باهمية تشكيل حكومة وطنية وان لا حل الا بالتقاسم، وان فكرة اجتثاث اي طرف لم تعد مقبولة واثبتت فشلها.

هذه الحرب لم تضعف الحوثيين، واي ساعة حرب اضافية تقوي تواجدهم، ولكنها تضعف اليمن الانسان والموارد والمستقبل، فمن يهتم لهذا البلد.

كاتبة يمنية

(268)

الأقسام: آراء