خاص| المراسل نت:
لعقود مضت، ظلت محافظة عمران، مركز النفوذ القبلي الموالي للمملكة السعودية، حيث كان الحليف الأبرز وشيخ مشايخ اليمن في حينه، عبدالله بن حسين الأحمر، يضمن للسعودية ولاء الجزء الأكبر من قبيلة حاشد، ولم يستطع أولاده من بعده أن يحافظوا على ذلك، وكان سقوط الموالين للمملكة في عمران عام 2014 بداية عهد جديد، وجدت فيه المملكة نفسها وقد فقدت قدرتها على السيطرة على اليمن.
منذ انطلاق الحرب السعودية على اليمن في مارس 2015، فشلت كل محاولات اللواء علي محسن الأحمر وأولاد الشيخ عبدالله الأحمر المقيمين في السعودية، في اختبار ما إذا كان قد تبقى لديهم نفوذ في عمران، لتفجير الوضع امنيا أو عسكرياً بهدف إحداث تحول مضاد لما حدث في 2014.
ومنذ انطلاق الحرب، وبمرور ايامها وشهورها، كانت السعودية ومعها الأحمر وأولاد الشيخ الأحمر، يشاهدون تلاشي الأمل في عودة محافظة عمران، كلما شاهدوا تلك الوقفات القبلية الحاشدة في مختلف مديريات المحافظة، فقد انتهى الأحمر، وعمران التي كانت تحشد لقتال الحوثيين ومحاصرتهم في صعدة، تحتشد اليوم في صف الحوثيين لمواجهة المحاولات السعودية.
وشهدت محافظة عمران، اليوم الاثنين، تجمعا كبيرا لقبائل حاشد، بمشايخها وأعيانها لاستعراض امكانياتها العسكرية التي ما تزال تحتفظ بها مثل قبائل اليمن الأخرى، رغم مرور 20 شهرا من الحرب والحصار.
قبائل حاشد نظمت الجمع الكبير تحت عناوين كثيرة، أولها أن الثأر لضحايا الصالة الكبرى بصنعاء، لم تسقطه المدة او الحراك السياسي، وكذلك أرادت قبائل حاشد أن تقول أن ما يزال لديها من الرجال الذين سيتوجهون للجبهات أكثر من الذين شدوا الرحال إليها، وعلى وقع الازمة الاقتصادية، أخرجت قبائل حاشد قافلة غذائية كبيرة، تبرعت بها للقوات اليمنية في مختلف الجبهات.
الجموع القبلية في عمران، تأخذ بعدا آخر وأكثر أهمية، لعل أهم بعد يقول أن النفوذ السعودي لن يعود من بوابته التاريخية.
يذكر أن التجمع الذي نظمته قبائل حاشد اليوم استضافته مدينة خمر ، التي كانت توصف بأنها عاصمة قبيلة “الأحمر” وبالتالي عاصمة النفوذ السعودي، لكن تجمع اليوم أكد على استمرار، ما وصفه بيان اللقاء القبلي، “الصمود والوقوف إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في مواقف العزة والشرف لمواجهة العدوان الذي استهدف كل مقدرات الوطن”.
وخلال اللقاء –بحسب وكالة سبأ- الذي حضره محافظ عمران الدكتور فصيل جعمان وأمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس، شددت قبائل حاشد “على ضرورة الاصطفاف الوطني والتصدي للعدوان ومخططاته التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا كون ذلك واجب ديني ووطني”.
كما جدد أبناء قبيلة حاشد التأكيد على ما وصفوه “باستمرار الجاهزية لمواجهة الغزاة والمحتلين ودعم المرابطين في الجبهات بالرجال والمال”.
(483)
