ترجمة| مجلة “ذا ويك” الأمريكية: أوقف الحرب على اليمن ياترامب!

ترجمة: جواهر الوادعي: المراسل نت:

مجلة “The Week” الأمريكية: ما الذي سيقوم به دونالد ترامب فما يخص السياسة الخارجية الأميركية؟ فمن المستحيل أن نعرف لا سيما في ما يخص الشرق الأوسط. لقد تحدث عن وجهات النظر مستنفذه وآراء متشددة. العديد من المراقبين يتعاملون مع  الشرق الأوسط على أنه صراع ذو محصلة صفرية بين القوى الشيعية والسنية وبالتالي يتعين على الولايات المتحدة الأستمرار في الغالب مع حلفائها السنة. لكن انتقد ترامب حليف أميركا السني المملكة العربية السعودية باعتبارها معتمده على الولايات المتحدة. كما تحدث في الوقت نفسه عن تمزيق اتفاق الرئيس أوباما مع إيران ذات الأغلبية الشيعية.

ولكن إذا كان ترامب يرغب في جلب بعض التغيير الإيجابي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة فإنه ينبغي عليه أن يسعى إلى إنهاء الحرب في اليمن.

أعلنت السعودية يوم الاثنين أنها لن تمدد وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة 48 ساعة في حربها على اليمن. لا تتناول العديد من العناوين الرئيسية في الولايات المتحدة الحرب هناك على الرغم من أن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في المساعدة في القصف السعودي العسكري للأهداف في اليمن وحصار ذلك البلد.

اليكم هذه الخلفية فاليمن بلد منقسم, انضم الحوثيون- وهم عبارة عن مجموعة من رجال القبائل من شمال البلد الذين يمارسون مجموعة متنوعة من شعائر الإسلام الشيعي الذي يطلق عليه الزيدية، لمجموعات أخرى في الثورة اليمنية عام 2011. ولكنهم وجدوا أنفسهم مستبعدين من السلطة مرة أخرى عندما تم تشكيل الحكومة الانتقالية. وكانت تلك الحكومة ضعيفة وينظر إليها على أنها مخلب القط للسعودية والولايات المتحدة ولذلك تمردوا مرة أخرى عام 2012. وفي نهاية المطاف سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء,  إذ تلقى الحوثيون  بعض الدعم من المسلمين السنة في أجزاء أخرى من البلد الذين كانوا غير راضين عن الحكومة الانتقالية.

تحالفت السعودية وعدد من الدول العربية السنية التي تدعم رئاسة عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين, وهي قضية خاسرة, بقاء هادي رئيساً لان ما يحظى به من دعم محلي قليل جدا بالمقارنة بما يحظى به الحوثيين, لكن المقاتلين مستمرون في القتال لأنهم يرون الصراع  في جزء منه على انه احد  مسارح الصراع الأوسع بين السلطة السياسية السنية والشيعية التي تدور رحاها عبر الشرق الأوسط.

دور الولايات المتحدة في الحرب لا يستهان به, إذ تشتري السعودية معظم اسلحتها من الولايات المتحدة, كما يتم تدريب طياريها من قبل الولايات المتحدة, وأيضا تقوم الولايات المتحدة بتزويد الطائرات السعودية بالوقود في الهواء. ويعتقد على نطاق واسع أن الجيش الأمريكي يساعد السعوديين في اختيار الأهداف والقوات الخاصة الاميركية هي على أرض الواقع في اليمن، ظاهريا لمحاربة جماعات تنظيم القاعدة المحلية ولكن كما هو الحال في سوريا، تجد الولايات المتحدة نفسها ملتزمة بإسقاط الحكومة الشيعية، وفي الوقت نفسه تعمل على الحد من قدرة تنظيم القاعدة على الاستفادة من سقوط تلك الحكومة نفسها. يقصف التحالف السعودي بشكل روتيني أهداف مدنية مثل المستشفيات أو مرافق إنتاج الغذاء, وفي المقابل، لجأ الحوثيون إلى تكتيكات متطرفة أيضا.

كان الأثر الإنساني للحرب كارثيا, فقد تم تشريد أكثر من ثلاثة ملايين من الشعب اليمني من منازلهم بالاضافة الى  14 مليون آخرون مهددون بما تطلق عليه الامم المتحدة “انعدام الأمن الغذائي” نظرا للحصار,  فالحرب نفسها لها تأثير مدمر على الإمدادات الغذائية لبلد يعتمد على الاستيراد.

لكن لاينبغي أن تستمر الولايات المتحدة في تفاقم الوضع. انها حرب غير أخلاقية وغير عادلة على سكان لا يشكلون تهديدا للولايات المتحدة, فهي تساهم في اضطراب وفوضى في الشرق الأوسط استفادت منه الجماعات الإرهابية الدولية. ومن شأن وضع نهاية للصراع على الأقل أن يبدأ في التقليل من التوترات بين السعودية وإيران. (على الرغم من أن أي شخص واقعي يجب أن يعترف أنهم قد يزدادوا تدريجيا مرة أخرى في سوريا أو في أي عدد من مواقع الصراع في الشرق الأوسط).

 

اذا ما ينبغي على ترامب فعله؟

أولا، يجب عليه القيام بدفعة عنيفة لجعل السعودية تتخلى عن دعمها لهادي وخفض توقعاتهم بشأن تشكيل والسيطرة على حكومة ما بعد الحرب في اليمن. و إذا كانت السعودية لاتريد ان تفعل ذلك، يمكن للولايات المتحدة كما يجب عليها وقف جميع عمليات الدعم العسكري للسعودية في منطقة حرب.

قد يعود مستشاري ترامب ويوضحون أن التعامل بفتور مع السعودية هو مشكلة وربما سيقولون أنه في حين أن السعودية قد تقوم بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، فهي لا تزال تتحرى إيران في المنطقة. وربما سيقولون أن السعودية قد تقوم بتمويل المساجد في أوروبا التي يخشى اللاجئين المتشديين من الشرق الأوسط الذهاب إليها, فأنهم سوف يبقون سعر النفط منخفضا.

إذا كان هذا هو الحال، انها فرصة مثالية لترامب لإعادة النظر بشكل كبير في شروط العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. قم بإبرام اتفاق سيد ترامب.

(390)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات