“الاشتراكي”ياسين نعمان والدولة المدنية والقبيلة

زكريا الشرعبي

“مقاومة تعز تستند على حقيقة جوهرها أن تعز كانت وستظل مشروعا للدولة المدنية”

هكذا تحدث ياسين سعيد نعمان الأحمر   في مقاله  المعنون ب “حشد الهضبة على تعز مشروع عصبوي فاشل” عن نكف قبائل اليمن لمواجهة العدوان السعودي ومرتزقته المستمر منذ تسعة أشهر وعام .

يتحدث ياسين نعمان بلغته المعهودة والمكررة متجاوزا الواقع والحقائق الماثلة فيه غير مدرك لوعي الجماهير الذي أصبح يتجاوز كثيرا مغالطات نعمان وغيره ممن لا يجيدون غير التنظير وصب المفردات والأحداث في قالب نمطي يتوافق مع مصالحهم ومصالح أرباب اشتراكيتهم الرجعيين .

هذا الاشتراكي الذي ظل يزايد على العوام بالأممية والعدالة ويمنيهم بعبور المضيق بواسطة مجاذيف حزبه الاسفنجية ويحذر الآن من المناطقية والعصبوية مارس ويمارس منذ الأزل هو ورفاقه الثورجيين دورا تمزيقيا نهج على مشروع عصبوي استهدف به تمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيته إلى كانتونات متناحرة وطبقيات تمارس الكره إيدلوجية في وجه بعضها البعض.

هذا الاشتراكي الذي يسمي اليوم نخوة اليمني على أرضه مشروعا عصبويا ظل هو ورفاقه يصدرون المناطقية ويغرسونها في لاوعي  ووعي الجماهير.

وهو ورفاقه وليس غيرهم  وليس حتى الإخوان المسلمين من كانوا يتكلمون عن “مطلع” نبلاء  و”منزل” أقنان .

هم وليس غيرهم من حرض على أبناء صعدة وأبناء صنعاء وعمران وقالوا أنهم أصحاب كهوف  ليس من حقهم أن يكونوا في هذه البلاد ولا في تلك  الجغرافيا.

 

أن يتحدث ياسين نعمان اليوم بتلك اللغة العصبوية الفجة عن القبيلة ويحرض عليها ويعتبرها خارج سياقات المجتمع اليمني واصفا مايجري في تعز على يد مرتزقة العدوان بمشروع الدولة المدنية فليس بغريب والإشتراكيون منذ أن عرفناهم يحرضون على القبيلة ويدعون إلى اجتثاث جذورها  لا لشيء سوى أنهم لا يملكون أي مشروع يناسب المجتمع والواقع اليمني كذلك لا غرابة في أن يعيد ياسين انتاج تصنيف “مطلع ” و”منزل” بتصنيف “الهضبة” و”السهل”  ما دام يرى أن مشكلة اليمن تكمن  في جغرافيتها لا في غياب دولتها طوال السنين الماضية وخضوعها للوصاية والتدخلات الأجنبية.

لقد كان على ياسين سعيد نعمان أن يدرك أنه وفي الوقت الذي يقف حزبه “الثوري” مع عدوان همجي غاشم دمر الأرض وفخخها بالجماعات الإرهابية  تقف القبيلة في مواجهة هذا العدوان ،وأنه وبينما يقف حزبه مع عدوان قتل البسطاء ودمر معيشتهم ،دمر المصانع ،والمعامل،والمدارس والجامعات وقتل الكادحين والعمال والأطفال والنساء  تقف القبيلة في صف هؤلاء البسطاء وفي مواجهة هذا العدوان.

كان على ياسين سعيد نعمان أن يدرك وهو يتحدث عن مايسمى بمقاومة تعز واستنادها على مشروع الدولة  المدنية أن يدرك أنه لم  يعد هناك أي مكان لحزبه وأن من يسميهم بالمقاومة هم من يكفروه ويعدون له ولرفاقه المشانق والمقاصل وأن يلجأ إلى أقرب موقع إلكتروني ليرى أبو العباس وأبو الصدوق وحارث العزي وعدنان رزيق وأبو أحمد الآنسي والصنعاني وقاسم الريمي ويشاهد فيديوهات داعش وعملياتها العسكرية وأطقمها وراياتها السوداء ليحدثنا فيما بعد عن الدولة المدنية والعدالة والمساواة .

قبل هذا كله كان على نعمان أن يدرك ماهو حجمه وماهي مكانة حزبه بين أدوات حلفاء الرياض  قبل أن يتحدث لنا ع أي شيء آخر.

(201)

الأقسام: آراء