ترجمة| هادي يعرقل السلام في اليمن بحماية سعودية

ترجمة نشوى الرازحي: المراسل نت:

 

علي أوزكوك: وكالة “أر تي” الروسية:

شكل الحوثيون في اليمن حكومة منافسة. وهذا يُصعب من مساعي الأمم المتحدة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية. تصف لنا المحللة المختصة بشؤون الأمن في الشرق الأوسط، ميريام غولدمان، في مقابلة مع وكالة آر تي باللغة الألمانية دور الرئيس السابق هادي المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية.

أعلنت حركة الحوثيين الاثنين الماضي عن تشكيل حكومتها الخاصة “حكومة الإنقاذ الوطني” في اليمن.

شرحت ميريام غولدمان، المحللة المختصة بشؤون الأمن في الشرق الأوسط، أن مبادرة الحوثيين هذه جاءت كرد فعل منافس للرئيس عبدربه منصور هادي. تقول غولدمان أن هادي يريد التلاعب بالوقت وهو لا يريد أن يتقاسم السلطة مع القوى السياسية الأخرى بصورة فعلية.

 

إن إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بوجود المحافظ السابق لمحافظة عدن، عبدالعزيز بن حبتور، والتي تضم 42 عضوا من الممكن أن يكون نتيجة لاستجابة حاسمة لخلق حكومة منافسة للرئيس السابق عبدربه منصور هادي. فالأخير يقاتل بالاشتراك مع حلفاءه من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة منذ اكثر من عام ونصف ضد “اللجنة الثورة” المنظمة من قبل الحوثي. بينما يتحالف الحوثي بدوره مع سلف هادي، الجنرال السابق علي عبدالله صالح.

منذ فبراير 2015، حاولت الأمم المتحدة، التوسط بين الحوثيين وحكومة الرئيس السابق هادي. حيث كانت محادثات الأمم المتحدة تهدف إلى التفاوض بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في المستقبل.

أعربت المحللة ميريام غولدمان عن تقييمها بأن الحكومة الجديدة لا تعيق أبدا المفاوضات التي وافقت عليها الأمم المتحدة.

وأضافت الخبيرة أنها ستعمل بالطبع على تعقيد المسائل المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفيما يتعلق بحكومة منافسة لحكومة هادي علقت قائلة:

يبدو انتقاد هادي مضحكا نوعا ما. لقد وافق الحوثيون على خارطة الطريق التي قدمتها الأمم المتحدة من أجل السلام. في حين رفضتها حكومة هادي في البداية وقبلت فيما بعد بخطوطها العريضة فقط.

وعندما سألنا الخبيرة الأمنية لماذا اعترض هادي على هذا القرار ردت قائلة: “يبدو أن هادي كان يأمل أنه بمساعدة من الرئيس الأميركي الجديد للولايات المتحدة الأميركية، ترمب سيتمكن من استعادة منصب الرئاسة. في حين أن خارطة الطريق للأمم المتحدة أضعفت من مكانة هادي. فمن ضمن جملة أمور، سيتوجب على هادي تسليم السلطة إلى نائب رئيس جديد سيتم تعيينه.

 

وفقا لتقارير وسائل الإعلام، يدور في اليمن صراع طائفي. سألت وكالة آر تي باللغة لألمانية الخبيرة غولدمان عن رأيها حول السبب الحقيقي للصراع في اليمن فكان ردها “أنه من الخطأ وصف الحرب بحد ذاتها في اليمن بأنها صراع بين السنة والشيعة.

 

فجوهر القضية هو وجود نزاع حول الأراضي والنفوذ في ظل صراع إقليمي بين المملكة العربية السعودية وإيران. وعلى الرغم من أن إيران دعمت الحوثيين في البداية فقط، إلا أن هذا العزم تعزز في طهران مع مرور الوقت تدريجيا كونها داخلة في صراع مع السعودية، التي تدخلت عسكريا وبصورة مكثفة وصعدت الأوضاع على نحو متزايد مما جعل النبوءة تحقق ذاتها.

 

ووفقا لغولدمان، فلن يُحل هذا النزاع إلا سلميا. حيث لم تعد الرياض قادرة على بسط نفوذها على البلد بأكمله. وأكدت لـ آر تي باللغة الألمانية:

“وقعت صنعاء من البداية تحت سيطرة الحوثيين. ومن الناحية العملية يشكل الصراع عبئا ماليا لجميع الأطراف. بالإضافة إلى ذلك، ازدادت حدة الأزمة الإنسانية. وتعمل الأمم المتحدة حاليا من أجل التوصل إلى اتفاق يُفضي إلى تقاسم السلطة الذي بموجبه تكون كل الأطراف شريكة في السلطة.

 

وعلقت ميريام غولدمان على تصريحات الجيش الإيراني نهاية الأسبوع الماضي، عن الرغبة في إنشاء قواعد عسكرية بحرية في اليمن كما يلي:

“أعتقد طالما والمملكة العربية السعودية تعمل على بسط نفوذها في اليمن، فمن الصعب على إيران أن تكون نشطة بشكل خاص في البلد. ومع ذلك، يبدو مشروع طهران لبسط نفوذها في المنطقة أمرا مثيرا للاهتمام.”

 

شكل المجلس السياسي الأعلى، الذي شكله الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح بداية العام في صنعاء، الحكومة الجديدة. وجاء إعلان الحوثيون عن تشكيل الحكومة كردة فعل على “عناد” حكومة هادي. ووفقا لوكالة الأنباء التابعة للأقلية الشيعية ذهبت كل من وزارة الدفاع والداخلية والخارجية لصالح أنصار صالح، وكل من وزارة النفط والمالية والإعلام والتعليم والعدالة للحوثيين.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد التقى بالحوثيين الأسبوع الماضي في مسقط، عاصمة سلطنة عمان. والتقى هذا الأسبوع مع هادي في عدن، المدنية الساحلية في الجنوب، التي فيها المقر المؤقت لحكومة هادي المعترف بها دوليا.

 

وقد ظهرت تقارير في هذه الأثناء تقول بأن قوات أميركية جديدة وصلت إلى عدن لتقف في صف هادي الذي تتحالف السعودية معه. كتب موقع مجلة “ريسكماب” المتخصصة بشؤون الإرهاب يوم الثلاثاء “أن على هذه القوات تعزيز التواجد الأميركي في اليمن الذي يقف في مجابهة تنظيم القاعدة.”

بثت وكالة آر تي بالألمانية فيديو يظهر تدمير الحوثيين لدبابتين تابعة للمملكة العربية السعودية شرق مدينة صنعاء.

هذا بعد أن كانت قد فشلت في أغسطس محادثات السلام الأولى في الكويت. وانتهت عملية وقف إطلاق النار التي مدتها 48 ساعة قبل أوانها حيث لم يتم الالتزام بها بصورة فعليه.

ووفقا لاستطلاعات الأمم المتحدة، قتل أكثر من 7 آلاف شخصا في هذه الحرب منذ مارس 2015. وأصيب 37 ألفا شخصا على الأقل.

 

(391)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات