ترجمة| الغارديان: الحصار يعيد اليمن مئات السنوات وأطفال مصابين بالسرطان يعانون آلام الاحتضار

ترجمة: جواهر الوادعي: المراسل نت:

صحيفة “الجارديان” البريطانية: 

إنها مهمة صعبة أن تكون أبا أو أم  في اليمن: فأنت تعرف انك قد تفقد طفلك بأي لحظة، إما بسبب المرض أو نتيجة القنابل التي تتساقط.

هنا في اليمن يموت الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها والسبب هو الحرب. فالسعال البسيط أو حمى الشتاء يمكن ان تقتلك عندما تكون معدتك فارغة..الطرق مدمرة جراء القصف والمستشفيات لا يمكن الوصول إليها سواء ماليا أو لوجستيا.

 

أنا مواطن يمني أعيش في عاصمتنا صنعاء. واجهت مدينتنا – جنبا إلى جنب مع مدينة صعدة الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية – معظم الهجمات الجوية للحملة التي تقودها السعودية.

 

أنا متطوع مع منظمة قدراتك للتنمية، واحدة من العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية التي تم تأسيسها ومقرها في العاصمة.

لقد أدى الحصار المفروض على اليمن إلى عودة البلد للخلف لمئات السنوات. معظم أنحاء البلد عاطلة وهناك نقص في الكهرباء والغاز والماء والغذاء. ما يقرب من 600 يوم والأطفال يذهبون إلى السرير، كل ليلة ، وهم خائفين من أصوات الطائرات.

تنتشر الكوليرا هنا كما أن خطر المجاعة بات يلوح في الأفق على الملايين. نرى مشاهد تذكرنا بيافرا، إثيوبيا، في السبعينيات والثمانينات. وننظر ثانية إلى اليمن الذي اعتدنا ان نعرفه فلا نجد إلا تشابك الذكريات مع الواقع.

من الناحية العاطفية انه ألم لا نهاية له مع جيل كامل من الأطفال متخوفين من الحياة. وهذا الإرث من الاضطرابات النفسية لا بد من معالجته إذا كنا نريد أن يتحول اليمن، يوما ما، إلى أمة تتعافى بطريقة أو بأخرى.

 

في وقت سابق من هذا العام التقيت محمد أحمد، أب لطفلين، وكلاهما يعاني بشكل خطير ومؤلم من سرطان اللسان. كان يبحث عن المساعدة وكان فقط قادرا على الوصول إلى العاصمة صنعاء لأن أصدقاء له في قريته قاموا بجمع التبرعات لتمويل رحلته.

كانت ابنته غزة البالغة من العمر ست سنوات تعاني من سرطان اللسان وعلى الرغم من زيارة العديد من المستشفيات الا انه لم يتمكن من العثور على علاج فعال. الحل الوحيد هو التدخل الجراحي العاجل، وربما زرع اللسان، ولكن بسبب الحرب لا يمكن للأطباء أن يقوموا حاليا بإعطائها هذا العلاج.

 

عملت مع الدكتور كريم من منظمة منى الإغاثية وحاولت أن نجد طريقة لإخراج غزة من اليمن. جواز سفرها والوثائق وكل شيء كان جاهزا. ولكن مطار صنعاء: كان مغلقا بسبب حصار السعودية على اليمن ولا توجد رحلات جوية مسموح لها الخروج من اليمن.

بقيت غزة طريحة الفراش وتعاني من آلام شديدة حتى أخذها الموت من والديها. لم تنته آلام والديها: ما تزال مستمرة من خلال طفلهما الثاني محمد، البالغ من العمر عامين والذي يعاني من نفس السرطان ويحتاج إلى نفس العلاج.

يأتي رجل آخر لرؤيتنا ومعه قصة بائسة. نزح جمال عبدالله من تعز، وهي المدينة التي تعاني من القتال بين مجموعات مختلفة من المليشيات. يقول لنا انه جاء إلى صنعاء لمحاولة الحصول على العلاج لابنته العنود التي تعاني من سرطان الدم. ومن المقرر أن تتلقى العلاج في مستشفى الكويت . يذهب هو واطفاله من دون طعام لشراء الأدوية لها.

 

إنها مهمة صعبة أن تكون أحد الوالدين في اليمن: أنت تعلم أنك سوف تفقد طفلك، إما بسبب المرض أو جراء القصف.

يلتقط الوالدين أشلاء أبنائهم بعد الضربات الجوية. المنازل والمدارس والمستشفيات ليس هناك أي مكان آمن. يتم إسقاط القنابل في كل مكان.

منظمتنا غير الحكومية تتلقى دعما محدودا سواء محليا ودوليا. في حين لا تزال البلاد مغلقة وعليها مواجهة مصيرها.

 

الكاتب: ناشط في مجال حقوق الإنسان في اليمن ويعمل مع منظمة قدراتك للتنمية YourAbility_org

(70)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات