خاص| المراسل نت:
ارتفع عدد قتلى التفجير الإرهابي الذي وقع اليوم الاحد في عدن إلى 52 قتيلا وعشرات الجرحى، وفيما تبنى تنظيم داعش الإرهابي التفجير بواسطة انتحاري ينتمي للتنظيم، فإن العملية التي تكررت في نفس المكان ونفس الظروف قبل أسبوع، كشفت بشكل كبير عن العجز التام لحكومة هادي وقوات التحالف عن تأمين المحافظة الأصغر بين محافظات اليمن وكشفت أيضا عن حجم التواطؤ الذي يسهل تنفيذ مثل هذه العمليات.
ووقع التفجير الانتحاري أمام معسكر الصولبان بمنطقة خور مكسر بعدن، مستهدفا للمرة الثانية خلال أسبوع، عشرات المجندين ممن كانوا ينتظرون استلام مرتباتهم، وتبنى تنظيم داعش العملية التي قال أن منفذها يدعى ابوهاشم الردفاني.
وقبل ستة أيام، في في 13 ديسمبر الجاري، سقط أكثر من 110 من المجندين بين قتيل وجريح بتفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش ووقع في ذات المكان الذي شهد التفجير الانتحاري الاخر اليوم، واستهدف مجددا مجندين من المحافظات الجنوبية.
وعقب التفجير الأول، تعهدت حكومة هادي بإجراءات أكثر صرامة لمنع تكرار هذه التفجيرات التي حصدت خلال فترة سيطرة قوات التحالف منذ يوليو2015 المئات من القتلى وآلاف الجرحى، إلا أنها عادت اليوم لتحمل الضحايا مسؤولية تعرضهم للتفجير الانتحاري، عندما قالت أن المجندين حضروا مبكرين قبل موعد تسليم المرتبات، رغم أنها قالت أيضا أنها قد أمنت المنطقة بثلاثة أحزمة أمنية.
وسواء كان حضور الضحايا في موعدهم أو قبل الموعد، فإن على حكومة هادي أن تفسر كيف اخترق الانتحاري بسيارته المفخخة الاحزمة الأمنية الثلاثة التي قالت انها شكلتها لحماية المنطقة بعد المجزرة الدامية قبل ستة أيام؟
وخلال الحرب التي شنها التحالف السعودي، كشفت عدة تقارير ميدانية، منها تقريرين مصورين لقناة بي بي سي البريطانية، والتي أثبتت أن مسلحو داعش والقاعدة يقاتلون جنبا إلى جنب مع قوات هادي والإصلاح الموالية للتحالف السعودي.
ويضع التفجير الجديد مدينة عدن أمام حقيقتين، أولهما فشل التحالف وحكومة هادي في تأمين عدن، والثانية أن هناك علاقة وطيدة بين معسكر التحالف بما في ذلك هادي وحكومته وبين التنظيمات الإرهابية، التي تسعى لتنفيذ مخطط لجهة تريد القضاء على القوات المنتمية للجنوب.
(148)
