ترجمة|مباركة غربية لحرب دموية في اليمن وواشنطن تحاول التهرب من المسؤولية

 ترجمة: اسماء بجاش: المراسل نت:

ثيو ماغكادير| موقع “كونبيني” الفرنسي:

أصبحت الحرب الاهلية الدائرة في اليمن بمثابة مسرحاً للجرائم بشكل متكرر، وبدورها بدأت الدول الغربية بمراجعة موقفها إزاء المملكة العربية السعودية التي تقود حرب ضروس ضد اليمن بفضل الأسلحة الغربية.

منذ العام 2014 والمملكة العربية السعودية تشارك في الصراع المحتدم أركانه ضد المتمردين الحوثيين، وكما جرت العادة فان المدنيون هم الفصيل الاول الذي يتجرع علقم هذا الصراع، إذ لقي ما يقرب من 3800 شخص مصرعهم جراء العمليات القتالية بين كلا المعسكرين، فاليمن أصبح مسرحا لحرب صامتة تدور رحاها فيها.

 

يُعزى 60% من إجمالي عدد الوفيات إلى الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض، حيث جعلت هذه الغارات من قادة المتمردون الحوثيون هدفاً نصب أعينها بالرغم من تواجدهم في المناطق المأهولة بالسكان.

ففي 8 أكتوبر من هذا العام شن طيران التحالف العربي غارة جوية استهدفت احد مراسم العزاء كان ضحيتها 140 شخصاً بالإضافة إلى 525 اخرين، وبالإجماع تم إدانة هذه المجزرة من قبل المجتمع الدولي، بالرغم من ان المملكة العربية السعودية هي من يقف وراء هذا العمل.

وفي المجمل، اجبرت هذه الحرب ما يقرب من 200 ألف شخص على النزوح خارج البلد، ناهيك عن ان 3 مليون شخص شردوا من منازلهم منذ بدء الصراع.

 

صراع مميت:

بدء هذا الصراع في سرد فصوله مطلع العام 2011  عندما هبت رياح التغيير التي جابت أرجاء اليمن والتي عُرفت آنذاك بالربيع العربي, والتي على اثرها  تم انهاء حكم الديكتاتور علي عبد الله صالح, إذ تعثرت العملية السياسية التي عُلقت عليها الآمال: ففي العام 2014 تمكنت حركة التمرد التي يتكون الجزء الاكبر منها من المتمردين الحوثيين  في الاستيلاء على السلطة المركزية تحت ذريعة الحفاظ على الدولة, فقد سميت حركة التمرد بالحوثية نسبة إلى مؤسسها والأب الروحي لها والزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي الذي تمكنت القوات الحكومية التابعة للرئيس علي عبد الله صالح من تصفيته في العام 2004.

 

خلفه في قيادة هؤلاء المقاتلين وتولي زمام امرها عبد الملك بدر الدين الحوثي شقيق مؤسس الحركة الحوثية, وتوالت الاحداث وسرعان ما تمكنت حركة التمرد الحوثي من اجتياح العاصمة صنعاء بالإضافة إلى اجزاء كبيرة من البلد .

ولان فكرة ولادة دولة شيعية على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية اثار حفيظة وقلق الساسة في الرياض، فقد أعلنت المملكة السنية عن بدأ عملياتها العسكرية لأجل الدفاع عن نظامها.

تسعى المملكة العربية السعودية بشكل خاص إلى اجهاض الحلم الإيراني في خلق حليف جديد لها في المنطقة، بالإضافة إلى توطيد موقعها الاستراتيجي في المنطقة، وفي الواقع ان اليمن أصبح ساحة للحرب بالوكالة بين الرياض وطهران، فكلاهما يرى في نفسه الحصن المنيع للدين الاسلامي.

 

وكما هو المعتاد فقد اسدل الستار عن العجز الذي لطالما اصاب هيئة الامم المتحدة, فهذه ليست المرة الاولى التي تعجز فيها عن ايجاد حل لهذه الأزمة الانسانية التي يندى لها الجبين، لاسيما وان بعض من الدول الغربية تشارك في العمليات العسكرية على الارض.

 

مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية:

يعمل الجيش الامريكي على تقديم السواد الأعظم من الاسلحة التي يتم استخدامها في هذه الحرب من قبل الرياض، ناهيك عن وجود العديد من المستشارين العسكريين الامريكيين –  في مركز القيادة والسيطرة والإشراف – والمسؤولين عن تقديم الخدمات اللوجستية التي عكفت على جمعها وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الامن القومي.

 

شهد العام الماضي ابرام صفقات تسليح ضخمة بين الرياض وواشنطن بقيمة اجمالية بلغت 1.3 مليار دولار اي ما يعادل 1.2 مليار يورو, على الرغم من اتهام المملكة العربية السعودية بارتكاب جرائم حرب في حربه ضد اليمن.

ومن جانبه لم يتردد زعيم المتمردين الحوثيين في توجيه التهم للولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشار إلى أن الغارة الجوية التي استهدفت صالة العزاء في 8 اكتوبر المنصرم نُفذت بعد تلقيها ما اسماه بالضوء الأخضر من واشنطن.

ولكن سرعان ما عملت الولايات المتحدة الأمريكية على النأي بنفسها بعيداً عن تلك التهم اذ اشار المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأمريكي نيد برايس إن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية والتحالف الذي تقوده “ليس شيكا على بياض”, ولكن الكثير من الشكوك تحوم حول مدى التزام وسيطرة الولايات المتحدة الامريكية على الوضع.

اصبحت الولايات المتحدة الأمريكية قلقة حيال امكانية مثولها امام محكمة الجنايات الدولية بتهمة تواطؤها في ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

ففي 13 ديسمبر أعلن مسئولون أمريكيون عن رغبة واشنطن في حظر بيع الاسلحة الموجهة إلى المملكة العربية السعودية بسبب عدم دقة الضربات الجوية التي تنفذها الرياض والتي تسببت في سقوط الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين.

 

وبالنسبة لفرنسا فهي لا زالت تواصل سعيها الدؤوب لإبرام صفقات بيع أسلحة مع المملكة العربية السعودية على الرغم من تقارير الإدانة التي تصل اليها من جميع الجهات.

 

ففي العام 2015 تربعت فرنسا على عرش البلدان المصدرة للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بمعدل 141 مليون يورو، في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المنددة على نطاق واسع بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

ولم تكتفي فرنسا بهذا، اذ عملت على تتويج ولي العهد السعودي وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وسام جوقة الشرف الوطني – أرفع الأوسمة الوطنية في فرنسا – بالرغم من كونه من يقف وراء قرار شن الحرب على اليمن.

(131)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,,