ترجمة|هل تلاقي الملكية السعودية مصير شاه إيران، أم أن الأسوأ في الانتظار؟

ترجمة: محمد السياري: المراسل نت:

 

موقع “سبوتنيك السياسي” الفرنسي:

إن اتفاقية خفض الإنتاج النفطي، المبرمة بين موسكو والرياض، تهدد المملكة العربية السعودية بإنزالها الى صفوف الدول المهمشة من قبل حلفائها من الدول الغربية التي تتوقع هي الأخرى انحسار النظام الملكي السعودي، في مسار متوازٍ مع المصير الذي لقيته آخر السلالات البائدة في إيران.

 

لقد مُنيت تلك الاتفاقية السعودية-الروسية بالكثير من الانتقادات اللاذعة من قبل وسائل الاعلام البريطانية والأميركية التي سارعت بدورها إلى التكهن بسيناريو باهت من الحروب الطائفية أو الإطاحة بالسلالة الحاكمة في المملكة. ومن الواضح للعيان أن الأميركيين وحلفائهم الغربيين لم يلاحظوا أن المملكة العربية السعودية، التي تتولى القيادة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وروسيا قد تمكنتا من إيجاد نقاط تقاطع مشتركة فيما بينهما للوقوف في وجه الولايات المتحدة الأميركية.

 

في مقابلة مع موقع سبوتنيك السياسي، قدم المحلل السياسي الايراني والمختص في شؤون الشرق الأوسط ورئيس تحرير وكالة “مهر” الإيرانية سابقاً، حسن هاني زاده، صورة شديدة السواد لمستقبل السلالة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، حيث أشار في توضيح له قائلاً: “في ظل الغياب التام للبنية الديموقراطية، فإن المملكة العربية السعودية مهددة بشكل دائم بانهيار النظام القائم فيها؛ ومن ناحية أخرى، لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأميركية والعديد من الدول الغربية تعتبر المملكة كحليف ومصدر تمويل رئيسي لها؛ وإلى الآن، لم تعمل الأموال السعودية سوى على خدمة المصالح الأميركية والدول الحليفة؛ ولكن مع الانخفاض المستجد في سعر النفط الخام وفي ميزانية المملكة، فإن ذلك الممول سوف يبدأ في خسارة مكانته وقيمته”.

 

وفي تذكير بأن الولايات المتحدة الأميركية لم تحتفظ قط بأيً حليف دائم في سياستها الخارجية، أردف حسن زاده بقوله: “في كل مرة كانت واشنطن تستشف بوادر ضعف مالي لدى حليف يعاني من عدم قدرته على تمويل السيناريوهات والمشاريع الأميركية، فإنها كانت دون أدنى شك تسارع إلى التخلص منه”.

كما أكد بأن نظام الحكم في المملكة لا يشتمل على أبسط مفاهيم “الدستور”، حيث تجسد العشائر الحاكمة صورة حقيقية من الاستبداد في التعامل مع غيرها من سكان المملكة، ولاسيما مع خمسة ملايين شيعي؛ وبالرغم من أن الشيعة يعيشون في المنطقة الشرقية من البلد، والتي تعد أغنى المناطق بالبترول، إلا أنً حقوقهم منتهكة بشدة، فضلاً عن أنً الأمراء السعوديين، والبالغ عددهم 6000، يستحوذون على ما يقرب من 60٪ من عائدات النفط. وعلى حد قوله، فإن “أي نكسة سياسية أو اقتصادية، إلى جانب إنفاق 60 مليار دولار (57,6 مليار يورو) لشن غارات جوية على المدنيين في اليمن، قد يفضي إلى انهيار النظام السعودي المترنح وغير المستقر في أي لحظة”.

كذلك شدد على أنً كثير من المحللين السياسيين يرجحون بأن العام 2017 سيكون عام انهيار الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، بيد أن سقوط سلالة آل سعود قد يكون أسوأ بكثير مما شهده نظام الشاه في إيران في العام 1979، ذلك أنه من المحتمل أن تشتعل حرب أهلية طاحنة في جميع أنحاء المملكة، ومن غير المستبعد أن يمتد الصراع بين أطراف لا تحصى  من المتنافسين على سدة الحكم، المتعطشين للسلطة والمدعومين من جميع قبائل المنطقة؛ واضاف ختاماً : “اذا ما سارت الأحداث في هذا النسق، فإنً ذلك التنافس المتقد بين القبائل سيؤدي دون أدنى شك إلى نشوب حرب أهلية لا يحمد عقباها”.

(272)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,