ترجمة| تقرير ألماني: السياسة الخارجية السعودية الجديدة.. علامات ضعف خطيرة

ترجمة: نشوى الرازحي: المراسل نت:

على مدى عقود، حرص دبلوماسيو المملكة العربية السعودية دائما على عدم المغامرة بعائدات النفط ولكن منذ أن تولى الملك سلمان الحكم تغير الأمر. فمنذ أكثر من عام والجيش السعودي يقاتل في اليمن وأصبح صوت الدبلوماسية السعودية أكثر خشونة.

 

مارك تورنر |موقع “راديو دويتشلاند فونك” الألماني:

“لم نستخدم قنابل عنقودية في صنعاء. هذا غير منطقي أبدا.” هذا ماقاله اللواء أحمد عسيري وهو يجلس مرتديا بدلته العسكرية أمام علم المملكة العربية السعودية ألأخضر الذي كتب عليه بالخط العربي شعار العقيدة الإسلامية “لا إله إلا الله” ويشرح لوسائل الإعلام الخارجية ما تفعله القوات المسلحة السعودية في اليمن وأضاف: “اليوم نحن نقاتل في محافظة صنعاء وعندما يحين الوقت، سننتقل إلى العاصمة اليمنية.”

 

يشعر دبلوماسيو المملكة العربية السعودية بالقلق منذ عقود ولكن لم يسبق أن غامروا بالنفط بفعل الاستفزازات غير الحكيمة.

وكان تدخلهم يقتصر على افتتاح مدارس القرآن والمال. ومنذ تولي الملك الجديد سلمان الحكم في العام الماضي تغير كل ذلك. ولكن ماهي دوافع هذا التوجه الجديد للسياسة السعودية الخارجية والعسكرية؟

 

القوات السعودية تدربت على يد الغرب:

انخرطت القوات السعودية في الحرب. تلك القوات، التي تدربت على يد خبراء من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الغربية وتم تجهيزها بكل سخاء، إذ بُدءا بالتدريب على استخدام المدرعات ومرورا بالذخيرة ووصولا إلى الموسيقى العسكرية.

“تنتهج المملكة العربية السعودية في عهد الملك الجديد سلمان سياسة تدخل خارجية أكثر مما كانت عليه في عهد الملك السابق.”

 

يرصد سيباستيان سونس من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، التطورات في المملكة العربية السعودية.

“ويتضح ذلك على وجه الخصوص في اليمن، حيث تتدخل المملكة العربية السعودية عسكريا منذ العام 2015 هناك, والسبب الرئيسي المعلن لسياسة التدخل الخارجية هذه هو أن السعودية تخشى من تحقيق إيران مزيد من النفوذ في المنطقة والذي كان قد ازداد في السنوات الأخيرة في اليمن وسورية والعراق ولبنان والبحرين وأن عليها العمل على إزالة هذا التأثير.”

 

السياسة الخارجية العدوانية علامة ضعف؟

“بنيت على الرمال” هذا هو عنوان التحليل الأخير للخبير في شؤون الإسلامية سيباستيان سونس والمتعلق بأكبر مملكة من ممالك الخليج, وفيه يرى سونس أن السياسة الخارجية العدوانية ما هي إلا علامة على ضعف المملكة وليس علامة على قوتها وسبب القلق المتولد لديها هو التطلعات المستقبلية غير المضمونة لجزء كبير من سكان المملكة.

 

فنسبة البطالة 40 % بين الشباب في الوقت الحالي, فالكثير من النساء السعوديات والرجال لا يجدون وظائف، بالرغم من أنهم مؤهلون جيدا وبالرغم من أنهم درسوا في الخارج ووو…”

لقد باتت الأرقام التي تليق بدولة بحاجة ماسة للإصلاح من دول الكتلة السوفيتية السابقة، تليق الآن بواحدة من أغنى دول العالم، 40% معدل البطالة بين الشباب, والمسؤول عن ذلك كله هو العائلة ذات الحكم المطلق. نتج مزيج شديد الانفجار وما يبين مدى قوة تفجره هو النسبة الكبيرة من الشباب السعودي الذين يدعمون الإرهاب الإسلامي في كل أنحاء العالم.

 

على الخريجين تقبل المعايير الدولية:

يحاول آل سعود منذ زمن طويل تحريك المسار للاتجاه المعاكس ولكن بنجاح محدود حتى الآن. ففي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران الغنية بالنفط، بإمكان الخريجين الحصول على وظائف في أقرب وقت مستقبلا ولكن عندما تأتي الشركات للبحث عن موظفين تجد جميع الطلاب في الجامعة مرتدين الزي الخاص بالبلد، الثوب الأبيض الطويل والوشاح الأحمر والأبيض المعروف، في كافتيريا الجامعة, إذ وصف أحد المدراء في البنك السعودي الأميركي ذلك بالقول: أي نوع من الكادر العامل تبحث عنه هنا؟

 

“نحن نبحث عن الطلاب الذين يمكننا فعلا أن نوظفهم لدينا في البنك وفي الوقت نفسه، نريد أن نساعد في “سعودة” صناعتنا,فنحن نبحث عن كادر متقدم, فمعايير الاختيار لدينا صارمة جدا. يخضع المرشحون لدينا للتقييم وهناك مقابلات شخصية لاختبار كل واحد منهم.”

 

على خريجي الجامعة الاستعداد لقبول المعايير الدولية في عالم العمل. يقول البروفيسور عبدالله حسن عبدالقادر، من جامعة الملك سعود للبترول والمعادن:هناك بدائل لهم. نحن نتوقع منهم الانضباط في العمل اليومي. عليهم قبول أخلاقيات العمل والالتزام بالمواعيد ولا نقبل بأن يقال لنا: نعم، سنفعل ذلك في المرة القادمة. لأننا اكتشفنا أن هذه هي فعلا الصفات التي يبحث عنها أرباب العمل. إنها ظاهرة عالمية.”

 

المملكة غير قادرة على تمويل المهن الزائفة:

المواصفات التي لم يسلط البروفيسور عبدالقادر الضوء عليها هي أن خريجي المدارس والكليات مازالوا يعتقدون أن بإمكانهم الحصول على الوظائف الإدارية ذات الرواتب المجزية، دون الحاجة لبذل أي مجهود مقابلها ولكن بالنظر إلى المعدل المرتفع للولادات وانخفاض عائدات النفط لم تعد الدولة قادرة على توفير هذه المهن الزائفة.

 

ويقول، سيباستيان سونس، الخبير بشؤون المملكة العربية السعودية:

“وذلك بكل بساطة، لأن القطاع العام مكتظ بشكل كبير ولم يعد بالإمكان توفير الوظائف أبدا ولأن القطاع الخاص ما يزال عالقا في مهده, وما تزال هناك هيمنة للعمالة الأجنبية، الأرخص والأكثر تقبلا لكسب قليل من المال مقابل كثير من العمل مقارنة بالعمال السعوديين.”

يبدو أن “العقد الاجتماعي” غير المكتوب بين الحكام والمحكومين في المملكة العربية السعودية بات مهددا وأصبح وضع العاصمة الرياض، وسط الصحراء، يوضح معنى ذلك.

 

أسلاف أمراء اليوم يسكنون حصون من الطين:

مفتاح صدئ يفتح البوابة المؤدية إلى فناء قلعة من الطين. لفتت النظر أربع غرف مظلمة مثل الكهوف. أشار مرافق وزارة الإعلام إلى واحدة من تلك الغرف.

“هذه هي غرفة الحراسة. هنا نام الحراس…

رفرفت الحمام من الدهشة عندما تقدم الرجل من الوزارة إلى الغرفة المظلمة الثانية.

“هنا الحظيرة، تربط فيها الخيول والخراف.” منازل من الطين والقش وخشب النخيل بينها ممرات للمشاة وواحات ومراعي قاحلة. كل شيء يحكي عن سخرية التاريخ.

 

المناطق مقسمة وفقيرة:

الدرعية، مهد السلالة السعودية الحاكمة، تتشابه في فقرها البئيس بالبلد الجار الفقير، اليمن، الذي تم تقسيمه سياسيا، وتتدخل فيه قوات المملكة العربية السعودية عسكريا. المناطق الواقعة بين مكة والرياض كانت مقسمة أيضا قبل جيلين وفقيرة أيضا. لم يكن أسلاف الأمراء الحاليين قبل تأسيس الدولة في العام 1932 شيئا أكثر من كونهم أمراء حرب، كما يوجد منهم اليوم عدد كبير في اليمن.

ومقارنة مع الأسر الأخرى ذات النفوذ في شبه الجزيرة العربية، لدى أسرة آل سعود عيب خطير: لا توجد لها أي صله بالنبي محمد. لا شيء يهيئها لأن تكون هي بالذات حامية للأماكن المقدسة مكة والمدينة. لا شيء عدا رسالتها الدينية التي أعلنت هي نفسها عنها وتعود هذه الرسالة إلى تحالف عمل على إنهاء أسلاف الأمراء الحاليين، عندما كانوا لا يزالون يعيشون في حصون من الطين.

 

 مساعدة الوهابية على النجاح:

في مكان ليس بعيد عن مدينة الدرعية الصحراوية قابل أحد زعماء القبيلة في القرن الثامن عشر أحد الواعظين الاصوليين، يدعى محمد عبد الوهاب، الذي كان جديدا على الحياة الدينية اليومية. إذ وصف المرافق من وزارة الإعلام السعودية رسالة عبدالوهاب المستمرة حتى اليوم: “كان المسلمون يضيفون مع مرور الوقت أمورا إلى الإسلام. مثل الصلاة للموتى أو أن تجد منهم من يؤمنون بالأشجار وأشياء من هذا القبيل., فقد كان هناك عل الدوام مجال في الإسلام للاجتهاد بمثل هذه “الإضافات” ولهذا السبب ظهر الشيخ محمد عبدالوهاب لإعادة الإسلام الحقيقي إلى الحياة وللتخلص من كل تلك الإضافات التي طرأت عليه مع مرور الزمن، دون أن يتعارض ذلك مع تعاليم الإسلام.

ومن وجهة نظر عبدالوهاب، لا يوجد في الإسلام الحقيقي تبجيل للأولياء والأضرحة المزينة كما لا يسمح بالغناء والفلسفة والعلوم الإنسانية الأخرى.

أعتمد آل سعود عقيدة استخدام السيف التي تعود لعبدالوهاب. وكان ما يسمى بالوهابية عبارة عن اغراء يجمعون به القبائل حولهم.

 

آبار النفط ترفع نسبة الإيرادات:

ظهرت في القرن العشرين وسيلة ربط أخرى أكثر قوة على الأقل ولكنها تبتعد في كثير من الجوانب عن ما كان يعظ به الوهابيون.

فمنذ العام 1938، تولى جيولوجيو الولايات المتحدة الأميركية و المدراء الأميركيين استغلال آبار النفط التي تم اكتشافها حديثا والحصص التي دفعت للحكام مقابلها، جعلت الأموال تتدفق بشكل غير مسبوق على خزائن الأسرة المالكة التي تعاني في الوقت الحالي من نقص مزمن. بنت شركة آرامكو الأميركية للنفط أول المدارس وأول الشوارع وصممت البنية التحتية بأكملها. وجعلت الولايات المتحدة الأميركية من نفسها، في حقيقة الأمر، حامية وآمرة للمملكة العربية السعودية وذلك لكونها فقط مرسلة من الخارج لتحل محل المديرين المستعمرين والفنيين.

 

وفي سنوات الثمانيات، سحب آل سعود أخيرا قطاع الصناعات النفطية بصورة نهائية من الشركات الأميركية الأم وأمموا شركة أرامكو، التي أصبح اسمها منذ ذلك الوقت آرامكو السعودية. منذ ذلك الحين عاد تدفق الإيرادات الكبيرة إلى خزائن الأسرة المالكة وفتحت لها آفاق جديدة.

 

شرطة دينية تقوم بدوريات في مراكز التسوق:

الوهابية والنفط، مزيج جعل من المملكة العربية السعودية دولة قومية, ويعني ذلك في الحياة اليومية أن على المرأة أن ترتدي الحجاب وتغطي جسدها بالكامل. وعليها أن لا تغادر المنزل بدون محرم ويمنع عليها قيادة السيارة.

ويتم إغلاق المحلات التجارية عدة مرات في اليوم ويتوقف العمل في المكاتب كلما نادى المؤذن للصلاة وتجوب الشرطة الدينية “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” مراكز التسوق للتأكد من أن الناس ذهبوا لأداء الصلاة.

 

ودائما ما يتم قطع الرؤوس والجلد والرجم أمام المساجد وفي الأماكن العامة وتلك هي العقوبات التي يجب أن تطبق على قدم المساواة في منطق المذهب الوهابي المدعوم من الدولة كما كان يحدث في فجر الإسلام.

“نعم، هذا الشيء ما يزال يحدث هناك حتى اليوم. حتى أن أحكام الإعدام تطبق أيضا, وفي العام 2014، صدر حكم جديد لمكافحة الإرهاب ويتم الآن الإعلان عمليا عن أي نشاط سياسي غير قانوني, إذ  يقبع 10 آلاف ناشط سياسي في السجن, وقضية رائف بدوي، الذي حكم عليه بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنوات لها صدى كبير في ألمانيا ولكنها ليست سوى غيض من فيض.”

 

حقوق الإنسان: “كارثة” لا مثيل لها:

“وضع حقوق الإنسان في المملكة كارثي وأنا لا أعتقد أنه يختلف عن الوضع الذي كان سائدا من قبل طالبان بأفغانستان.” هكذا صاغ يان فان آكن، المتحدث باسم السياسة الخارجية لحزب اليسار، الذي زار السعودية.

“إن وضع المرأة أكثر فظاعة مما هو عليه في إيران وكل من يخالف ذلك يتم زجه في السجن عادة ويتعرض للتعذيب. ويعاني الشيعة من الاضطهاد وعدد من رجال الدين تم إعدامهم بوحشية وهذا الوضع بحد ذاته كارثة لا مثيل لها.”

بدت هذه الأوضاع لا تشكل أي مشكلة للقوة الحامية، الولايات المتحدة الأميركية، لوقت طويل، بل على العكس ففي سنوات الثمانيات، دفعت إدارة ريغان آل سعود لدعم الجماعات الإرهابية في كل أنحاء العالم بالمليارات العائدة من الصناعات النفطية السعودية المؤممة حديثا.

 

فبمساعدة الإسلام المتطرف، توجب على إدارة ريغان التغلب على الشر المتمثل بالاتحاد السوفيتي، في أفغانستان المحتلة من قبل الاتحاد السوفيتي وفي أماكن أخرى في العالم.

 

الدعم للجماعات المتطرفة:

وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 فقط، تغيرت نظرة الغرب للدولة الأم للحركة الوهابية ومنذ ذلك الحين استخدمت السعودية مرارا وتكرارا التحالفات ضد الإرهاب في سياستها الخارجية.

 

ومن جانبه اعتبر ريدوريش كيزيفيتر من الحزب الديمقراطي المسيحي في البرلمان الاتحادي أن ذلك تمويه فهو يرى أن السعودية مستمرة في دعم العناصر المتطرفة بالمال وخصوصا في العراق وسورية.

 

وقال: “تدعم عددا من الميليشيات، مثل جبهة النصرة والتنظيمات التابعة للقاعدة. والجماعات التي نشأت أساسا في السعودية، كانت هي صاحبة التمويل الحقيقي.”

وعقب تولي الرجل البالغ من العمر 79 عاما، المريض جسديا، الملك سلمان في يناير2015، بأسابيع قليلة تم التدخل العسكري في اليمن. ويرى المراقبون أن ابن الملك سلمان، البالغ من العمر 29 عاما ويتولى منصب وزير الدفاع، محمد بن سلمان، هو من كان وراء ذلك التدخل العسكري.

واتهمت منظمات حقوق الإنسان السلاح الجوي السعودي باستهداف المدنيين مرارا وتكرارا بلا هوادة أثناء شن الهجمات على الحوثيين الشيعة.

 

انتقاد مبيعات الأسلحة الألمانية:

أوقف وزير الاقتصاد الاتحادي، غابريل، تصدير الأسلحة الألمانية الخفيفة إلى المملكة العربية السعودية ولكن بالطبع لم يتم إيقاف توريد قطع الغيار للطائرات المقاتلة السعودية, ومن جانبه اعتبر السياسي اليساري، يان فان أكن ذلك فضيحة.

“كيف علينا أن نفهم هذا المنطق؟!!  فمن جهة، يقول وزير الاقتصاد الألماني لن يتم توريد أسلحة خفيفة للسعوديين-وتم وقف ذلك بالفعل وهذا أمر جيد ولكن في الجهة الأخرى يتم توريد قطع غيار المقاتلات التي تقصف اليمن….

يحاول الخبير في السياسة الخارجية من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي روديريش كيزيفيتر تفهم السياسة الواقعية الألمانية.

 

“إذا لم تحصل المملكة العربية السعودية على قطع غيار لطائراتها من ألمانيا، فسوف تسعى للحصول عليها من أي مكان آخر، سواء من الصين أو باكستان. وستتعزز بذلك سياسة المصالح لهذه الدول أكثر منا.

فنحن أمام معضلة حقيقية. كما أنه من وجهة نظري من الصعب تبرير نقل مثل هذه الشحنات، هذا من جهة ومن الجهة الأخرى، ما هي النتيجة؟ سنكون بهذه الطريقة قد دعمنا إيران وعززنا قوتها وأخشى أن نصل هنا في ألمانيا إلى النقاش في موضوع أننا أصبحا ننظر إلى إيران بكل سذاجة متناسين العلاقات الضرورية للغرب مع المملكة العربية السعودية.”

 

عدوان حتى على الساحة الدبلوماسية:

أثر الصراع بين السعودية الوهابية السنية وإيران الشيعية على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وعلى خلاف ما كان الوضع عليه قبل أعوام قليلة التي لم يكن فيها نظام حكم الملالي في طهران والأمراء في الرياض يحيكون المؤامرات بصورة منفصلة لبعض، أصبح العدوان اليوم صريحا على الساحة الدبلوماسية, ففي مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في بروكسل شهر يوليو 2016، وصف وزير الخارجية الإيرانية المملكة العربية السعودية علنا بأنها دولة إرهابية, حيث قال: “أعتقد أنه لم ينس أحد أن الـ 19 شخصا الذين ارتكبوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان منهم 15 مواطنا سعوديا

ويعرف كثير ممن هم في القاعة الآن بالتأكيد أي دولة دعمت داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) لسنوات عديدة.”

ورد وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، على الاتهام بسرعة. إذا كان الحديث عن دولة إرهابية فعن من يجب أن نتحدث بالضبط؟

 

السعودية تشعر أن أميركا تخلت عنها:

“ألقينا القبض على عملاء إيرانيين في المملكة العربية السعودية، لأنهم أرادوا الترتيب لهجمات إرهابية هناك, لقد اعترضنا أربع سفن شحن محملة بالأسلحة أرادت إيران تهريبها للحوثيين في اليمن كما أرادت إيران تهريب قنابل للمملكة العربية السعودية. ألا تصدر إيران الثورة؟ ألم تنشئ حزب الله؟ حزب الله هي منظمة إرهابية.”

أشار الخبير سيباستيان سونس أن السياسة الخارجية العدوانية الجديدة للمملكة العربية السعودية ماهي إلا  علامة على اليأس, إذ قال: يشعر آل سعود أن شريكتهم الولايات المتحدة الأميركية قد تخلت عنهم وليس هناك شريكا جديدا يلوح في الأفق.

 

“وكانت العلاقات سيئة للغاية مع باراك أوباما على وجه الخصوص لأنه لم يدفع بقوة في سورية لإسقاط بشار الأسد بالطبع, وطبعا كان الاتفاق النووي مع إيران هو المشكلة الأكبر والتي جعلت السعوديين يعتبرونها خيانة, وبناء عليها  رأوا أن عليهم تحديد مصيرهم بأنفسهم وتحديد سياستهم الخارجية في ظل الملك الجديد بصورة مستقلة لإيقاف النفوذ الإيراني”.

 

سياسة أميركا المستقبلية لم تتضح بعد:

وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، تصريحات دونالد ترامب حول الإسلام والمسلمين قبل أشهر من انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة بأنها “خطيرة”. وقال خبير السياسة الخارجية روديريش كيزيفيتر أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والقوة القديمة الحامية لها سيئة للغاية بصورة لم يسبق وأن حدثت.

“إن الولايات المتحدة قد انسحبت إلى حد بعيد من المصالح السياسية في المنطقة، لأنها أصبحت مكتفية ذاتيا بالطاقة وسنشهد ما سيحدث: ستصبح السعودية معتمدة على ذاتها ولكن ليس بصورة إيجابية, فإيران توسع من نفوذها وروسيا عادت من جديد إلى الساحة.

وأود أن أرى عودة الولايات المتحدة بقوة في العملية الدبلوماسية وأن تشارك في مساعدة المنطقة بأكملها وتصبح ذلك الصوت القوي مرة أخرى.”

كيف ستتصرف إدارة ترامب إزاء المملكة العربية السعودية؟ وكيف ستتصرف إزاء إيران؟ هل ستعمل على تصعيد الصراع؟ أم ستعمل على خلق التوازن؟ إذ ليس من المعقول أن يتم تمديد الحروب بالنيابة لثلاثين عاما أخرى يمكن أن تدمر المنطقة بأسرها.

(272)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,