ترجمة| اضطرابات في اللعبة السعودية – الأمريكية ضد اليمن 2-4

ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:

حورية ايتكاسي| صحيفة “لوماتان دالجيري” الجزائرية الناطقة بالفرنسية:

مدن سعودية رئيسة تعرضت لهجمات صاروخية يمنية:

تمكنت القوة الصاروخية اليمنية بعيدة المدى من استهداف بعض المدن السعودية مثل الطائف وجدة وغيرها من المدن الأخرى – باستثناء مكة – فكل هذه المدن تلتقطها عدسات كاميرا القوات اليمنية. خاصة بعد تعيين خبير عسكري في القوة الصاروخية ليترأس وزارة الدفاع، والمراد من ذلك ايصال رسالة ضمنية مفادها أن الحكومة الجديدة في صنعاء – والتي هي قبل كل شيء حكومة أمر واقع “حكومة حرب” – لن تستثني حتى الرياض من أهدافها.

 

ويرى المراقبون أن إعلان الحكومة الجديدة في صنعاء يأتي متوافقاً مع المستوى النوعي للنضال الوطني الذي تواجهه اليمن الواقع تحت الحرب ضد خليط متباين من المشاكل، كما أن هذا الإعلان يأتي متزامناً مع الأحداث السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي أيضاً، ولعل أبرز هذه الأحداث هي التغيرات الحاصلة في البيت الأبيض مع اقتراب موعد تسلم دونالد ترامب- الرئيس الأمريكي الجديد – للحكم.

 

في 2 ديسمبر 2016، عبر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عن رفضه للحرب على اليمن و تعهد بتوقف بلاده وإدارته عن التدخل في شؤون وسياسات الدول الأخرى، كما أعلن في ذات الوقت بقوله “سنتوقف عن السعي إلى إسقاط الأنظمة والحكومات”، موضحاً أن حروب أمريكا في الشرق الأوسط كلفتها 6 مليار دولار.

 

وأضاف أن ” هدفنا هو الاستقرار وليس الفوضى” مندداً بالنزاعات في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وهي حروب متورطة فيها واشنطن عسكرياً بشكل مباشر نوعاً ما.

 

مخططات سعودية للسيطرة على منطقة الساحل لخوض مفاوضاتها بموقف قوي:

هل يأتي انسحاب المملكة العربية السعودية من اليمن ضمن توقعات حكومة الإنقاذ الوطني؟ على الرغم من صعوبة الإجابة على هذا السؤال سواء بلا أو نعم إلا أنه من المؤكد أن الأمر يتعلق بأحد العوامل التي من شأنها التأثير في مجرى الأحداث، سواءً على الصعيد العسكري أو على الصعيد السياسي، في القضايا والمشاورات التي ترتكز على مبادرة كيري. وبحسب أحد المحللين اليمنيين، يسعى وزير الخارجية الأمريكي لوضع نهاية للصراع اليمني في أسرع وقت ممكن وذلك قبل وصول “المستأجر الجديد” الى البيت الأبيض.

 

على الصعيد العملي، يبدو أن الأمور لا تسير لصالح قوات التحالف العربي، فعلى الرغم من استمرارها في غاراتها الجوية وعملياتها البرية التي أودت بحياة الكثير من الضحايا المدنيين، إلا أنها لم تتمكن من جني أي نجاحات جديدة أو تحقيق أي انتصارات مشهودة.

 

وعلى عكس مما تتناوله وسائل الإعلام، فإن هادي والقوى الموالية له لم يتمكنوا من إحراز أي تقدم نحو العاصمة صنعاء بالإضافة إلى عجزهم عن إطباق السيطرة التامة على مدينة تعز حيث القتال لازال محتدماً، كما أن الاشتباكات لا زالت مستمرة في تعز، لحج، باب المندب، الحديدة وميدي وذلك بهدف الاستيلاء على المنطقة الساحلية في شمال غرب اليمن. هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إلية قوات التحالف العربي لبسط سيطرتها على المناطق الغنية بالثروات البترولية الأساسية في اليمن والتحكم بمنافذها البحرية.

 

أما المناطق الواقعة في شمال شرق اليمن مثل محافظة مأرب والجوف والتي تتقاسم مع المملكة العربية السعودية الحدود ذاتها، فهي أيضاً تتعرض للهجمات المستمرة كونها تتمتع بثروات هائلة من البترول والغاز فالرياض تطمح في منع جارتها اليمن من استخراج  البترول من مأرب والتنقيب عن حقول النفط الجديدة في الجوف، بهدف ثنيها عن التطور والبقاء تحت رحمتها . ذلك أن مبيعات النفط تشكل المورد الأساسي لليمن فهي تمثل أكثر من 90  بالمائة  من عائدات التصدير، في حين أن المخزون الرئيسي للبترول يتواجد في المسيلة وشبوة.

 

وبما أن المملكة العربية السعودية لم تتمكن حتى الآن من إطباق سيطرتها على المنطقة الساحلية في شمال غرب اليمن، والتي قد تخولها خوض أي مفاوضات بموقف قوي، فهي بالطبع لن تنوي وضع نهاية لهذه الحرب، كما أنها تسعى لضمان هيمنتها على محافظة حضرموت في حين تطمح الإمارات العربية المتحدة للسيطرة على محافظة عدن.

 

ويأتي هذا التقسيم متوافقاً مع مشروع تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم ( إثنان في الجنوب وأربعة في الشمال)، حيث تمت الموافقة على هذا المشروع من قبل لجنة ترأسها عبد ربه منصور هادي خلال مؤتمر الحوار الوطني في 2014 بحجة أن الفيدرالية “الإتحادية” ستكون حلاً لمشاكل اليمن.

 

ففي محافظة حضرموت، وبحسب صحيفة الخبر، “تعمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على فصل محافظة حضرموت الغنية بالثروات النفطية عن اليمن، فالرياض تٌحضر لعمل “مؤتمر حضرموت” بهدف تحريض سكان هذه المنطقة على فصلها عن جنوب اليمن في إطار إقليم إتحادي”. ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل فقد قوبل هذا المشروع برفض ناشطي الجنوب لإدراكهم أنه سيعمل على فصل أحد أهم وأغنى المحافظات الجنوبية بالنفط.

 

وقد قامت الإمارات العربية المتحدة بتشكيل جيش في هذه المحافظة سمي بـ”نخبة حضرموت”، حيث يصل عددهم إلى 12000 مقاتل وتعتقد صحيفة الخبر أن “الإمارات بالتعاون مع الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي يتقاسمون عائدات النفط في هذه المحافظة، بالإضافة إلى أن رواتب موظفي الجنوب والجنود التي تقوم الإمارات العربية المتحدة بدفعها، هي في الواقع من عائدات النفط اليمني وبالأخص في محافظة حضرموت”.

أما شمال غرب اليمن، فهناك محافظة الحديدة التي تعرضت هي أيضاً للقصف منذ شهورٍ عدة، إذ تعد منفذاً مباشرا يطل على البحر الأحمر، وبها ميناء مهم للتجارة وصيد الأسماك، ناهيك عن المخطط الذي يهدف لتجويع سكانها.

 

ويأتي الاستيلاء على هذه المحافظة ضمن الأهداف المنشودة في العملية المسماة بـ (قلب الساحل) والتي تم إطلاقها في 23 أكتوبر 2016.

 

وفي حال تمت السيطرة على هذه المحافظة، فإن المملكة العربية السعودية ستحظى بمنفذ آخر للبحر الأحمر وبالتالي ستتمكن من منع وصول أي مساعدات خارجية للعاصمة صنعاء كما أنه سيكون بإمكانها تضييق الخناق اقتصاديا على العاصمة التي تخضع لسيطرة القوى الحوثية.

علاوةً على ذلك، فإن سيطرة المملكة العربية السعودية على محافظة الحديدة تعز ولحج سيمنحها منفذاَ مباشراً يخولها من الوصول إلى مضيق باب المندب.

 

الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر

(276)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,