صحيفة إسرائيلية: مع تصاعد الحرب في اليمن تتورط عمان بين إيران والسعودية (ترجمة)

ترجمة: محمود السامعي: المراسل نت:

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية:

يُنظر إلى عمان الواقعة بين جارين كبيرين يخوضان صراع إقليمي على أنها محايدة الشرق الأوسط كما هو الحال بالنسبة لسويسرا في الدبلوماسية الدولية. لكن سياستها الان- كونها أصبحت ” صديقة للكل وعدو لواحد”- تخضع لضغط كبير.

لم تجد عمان سهولة قط في موازنة علاقاتها مع السعودية ومع الغرب ومع إيران شمالا لكنها تزداد سوءا بين خصمين سني وشيعي يهيمنان على المنطقة وتضع سياستها في عدم الانحياز امام اختبار صعب.

تلك السياسة التي تظهر من دولة صغيرة ذات الموقع الاستراتيجي على مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله 40% من النفط الخام العالمي، ساعدت من خلال وساطات سرية قامت بها في المحادثات الأمريكية- الإيرانية عام 2013 في توقيع الصفقة النووية التاريخية والتي وقعت في جنيف عقب الوساطة بعامين. وساعدت أيضا في تحرير المعتقلين الأمريكيين في اليمن.

 

ويعتقد العمانيون أن نموذج الدور السويسري الصانع للسلام هذا حيويا في مساعدة انقاذ الشرق الأوسط من الغوص في فوضى أوسع.

ويقول توفيق اللواتي وهو عضو في المجلس الاستشاري العماني:” نأمل أن تبقى عمان في نفس السياسات كون الصراع المتضخم بين  إيران والسعودية كارثي على كل دولة.”

إلا أن السعودية التي تقود حملة قصف على المتمردين الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن أصرت على تقارب الملكيات في دول الخليج العربي من أجل مواجهة طهران.

وفي نفس الوقت، تواجه عمان عجزا كبيرا في موازنتها بسبب انخفاض أسعار النفط. حيث تتطلع مسقط إلى زيادة نشاطها التجاري مع إيران بعد رفع العقوبات الدولية على طهران بموجب الصفقة النووية من أجل دعم اقتصادها.

بالتالي، على عمان أن تتعامل دبلوماسيا مع الحبل المشدود حيث يقول اللواتي:” نختلف أحيانا مع السعودية وأحيانا أخرى مع إيران لكن هناك ما يجمعنا كلنا معا.”

***

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

***

 

فاجأت مسقط جيرانها الأسبوع الماضي بإعلانها الانضمام إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية- ليس التحالف الذي يقاتل في اليمن- لكن تحالف اخر أقوى.  حيث يهدف إلى محاربة الدولة الإسلامية ومليشيات اخرى لكن يشتبه في أنه يخدم معارضي طهران حول العالم الإٍسلامي.

ورحب المواطنون الخليجيون بقرار عمان كإشارة في أن دولهم تتقارب مؤخرا في صف واحد ضد التهديد الإيراني. وقال تركي الدخيل وهو كاتب سعودي شهير:” عادت عمان إلى حضن الخليج.”

وتقول مصادر سعودية وخليجية من المتوقع أن يزور الملك سلمان مسقط قريبا في خطوة من أجل تعزيز العلاقات. ويقول مسئول خليجي:” هناك احتياج لمواقف واضحة في الأوضاع الصعبة ونحن نعلم بالطبع أن عمان ستقف معنا.”

 

ومع أن عمان قد تجتهد في إرضاء جيرانها الخليجيين إلا أنها تظهر الحياد كما تفعل في حروب العراق وسوريا واليمن وهي الحروب التي تدعم فيها الرياض وطهران الأضداد.

ويشير انضمام عمان إلى التحالف الذي تقوده السعودية إلى قلقها من انتشار مسلحي الدولة الإسلامية والقاعدة الذين تعهدوا بتنفيذ هجمات على الدول الملكية الخليجية. وتواجه عمان أيضا غموضا داخليا فيما يخص عدم ترشيح السلطان قابوس البالغ من العمر 76 عاما اي خلف له.

 

 نقل التوازن في السياسة الخارجية لا يبدو في المشهد:

ووصف دبلوماسي عماني سابق رفض ذكر اسمه الخطوة ” بالرمزية الكبرى”  من أجل مسايرة الرياض وقال أنها ستحوي ” التزام مادي قليل.”

 

ويقول أحمد المخيني  وهو مساعد سابق للأمين العام لمجلس الشورى” أن الخطوة ستعطى عمان تأثيرا كبيرا في تهدئة الأعصاب المتوترة في الإقليم لكنها  لن تكون على حساب استقلاليتنا.”

 

ويضيف قد يعطي هذا التحالف عمان مزيدا من القوة ومزيدا من المساحة من أجل لعب دورا أفضل في هذا التحالف وفي المنطقة. وبانضمامها إلى التحالف فإن عمان تبعد نفسها عن الانتقاد السعودي.

 

سياسة خط الأنبوب:

ويقول محللون ستكون هناك مخاطر اقتصادية في التقارب السعودي لاسيما أن فرضية أن تحالف مسقط مع الرياض قد يزعج طهران. حيث تمتلك إيران مليارات الدولارات من الودائع الخارجية في البنوك العمانية وقد تسحب وعودها في تنفيذ مشاريع في السلطنة.

 

وقدمت الصفقة النووية آملا في تحقيق قفزة تجارية بين عمان وجارتها الغنية بالغاز. حيث تتوقع مسقط أن إنهاء العقوبات على إيران قد يسرع في استكمال خط أنبوب الغاز المسال، والذي يؤمل منه أن يغذي الصناعات المعتمدة على الطاقة.

 

ويقول جيورجيو كافيرو وهو مدير تنفيذي في مركز الدراسات التحليلية الخليجية:” تحتاج عمان إلى التعاون الاقتصادي التي تعهدت بها إيران…. حيث أن خط الأنبوب البحري المشترك بين الدولتان يعتبر جزءا هاما من خطط السلطنة في التطور الاقتصادي.”

 

ويضيف “تتطلع عمان إلى الاستثمار الخارجي مع إيران بما في ذلك إنشاء مصنع سيارات ومجمع طبي ووحدة طاقة صناعية قائمة على الطاقة الذرية السلمية كونها ستساعد في التنوع الاقتصادي بعيدا عن النفط”.

 

(460)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,