تطورات الصراع بين أتباع التحالف السعودي في تعز

محمد طاهر أنعم*

في تطور لاحداث تعز، وخروج للامر عن سياق التحكم والسيطرة، حاولت جهات معينة الالتفاف على الاتفاق السابق الذي قام به عبدالله نعمان القيادي الناصري المكلف من هادي لحل الاشكالية.

لجنة عبدالله نعمان اصدرت عدة قرارات من ابرزها تسليم البلطجي غزوان لادارة امن عدن عن طريق الجهات التي تحميه المتمثلة في خاله صادق سرحان قائد اللواء ٢٢ المعين من هادي، والميليشيات القبلية المخلافية القريبة من الاصلاح.

وتسليم صهيب المخلافي في نفس الوقت لنفس الادارة، وهو المعتقل عند جهات امنية سلمه لهم ابو العباس وجماعته.

كما قضى الاتفاق بتسليم التجمعات الحكومية والعسكرية التي استولت عليها جماعة ابو العباس من جماعة الاصلاح قبل اسبوع، لقيادة اللواء ٣٥ الذي يقوده العميد عدنان الحمادي القريب من الناصريين، وهي قلعة القاهرة وادارة الامن والبحث الجنائي والامن السياسي.

الاصلاح رفض هذه القرارات والاتفاقيات بشكل غير مباشر، واعتبرها استهدافا له من هادي ومن الامارات، وحصلت عدة مستجدات هذا الاسبوع.

منها ما قام به اللواء خالد فاضل قائد محور تعز المقرب من الاصلاح، من دعوة لاجتماع لاصدار قرارات جديدة تناقض قرارات اللجنة الرئاسية السابقة.

وهذا الاجتماع قاطعه ابو العباس ورفض حضوره اصلا، كما انسحب منه الحمادي قائد اللواء ٣٥، ورفض المشاركة في لجنته وكيل المحافظة الاشتراكي رشاد الاكحلي، كما اصدر وكيل المحافظة الاخر عارف جامل بيانا يرفض فيه مخرجات هذا الاجتماع ويصفها بالبعيدة عن الواقع.

الاجتماع قضى بتسليم المواقع الحكومية والعسكرية لكتائب حسم السلفية الممولة من الاصلاح، وتسليم نقطة الضباب لقائد اللواء ١٧ حمزة بن سعيد المخلافي شقيق الشيخ حمود!

جماعة ابو العباس رفضت نتائج الاجتماع ، واصدرت بيانا يتهم حزب الاصلاح صراحة بالسيطرة على المباني الحكومية والتحكم فيها حزبيا، والتواطؤ مع جماعة غزوان وخاصة في ادارة الامن، وعدم القيام بالقبض عليه رغم التوجيهات الصادرة اليها سابقا، بل واطلاق النار من مبنى الامن السياسي بشكل متقطع على مقر قيادة جماعة ابو العباس، مما دفع جماعة ابو العباس لتحرير تلك المؤسسات الحكومية من السيطرة الحزبية المنحازة.

كما نقل البعض عن ابو العباس ان لديه توجيهات شخصية من هادي بعدم تسليم تلك المؤسسات الا لجهات محايدة!

كل هذا الامر ادى كما يبدو لقيام جهات نافذة في الاصلاح ومقربين منه باستقدام القيادي الاصلاحي المقرب من علي محسن وهو حمود سعيد المخلافي، والذي نشروا خبر عودته من تركيا الى عدن، وهي محاولة لاستغلال جماهيريته لدى كثير من المغرر بهم في تعز.

كما ادت حادثة احتجاز عبدالواحد سرحان اخو صادق سرحان، ومسئول الامن السياسي بتعز، وذلك في احدى نقاط لحج لحصول احتجاجات قبلية واعمال شغب قامت بها الميليشيات القبلية الموالية له في بعض شوارع مدينة تعز، في محاولة استعراض للقوة.

ورغم المحاولات الحثيثة لجهات في ادارة هادي بعدن لاحتواء المشكلة، الا انه بات جليا لقيادة الاصلاح بتعز ان ابو العباس شب عن الطوق، وانه وجماعته صاروا يرون انفسهم جماعة ندة لن تسمح للحزب بالاستمرار في قيادة العمل السياسي بالمدينة.

كما انه يبعث على الشك العميق لدى الاصلاحيين ذلك الدعم الواضح والمفتوح من الامارات لجماعة ابو العباس، وهي الدولة التي لا تخفي كراهيتها واستهدافها لحزب الاصلاح، وكذلك دعم هادي له، وهو صاحب مؤامرة عمران حسب العقلية الاصلاحية.

نتمنى الا تتطور احداث تلك الاختلافات لتشمل المدنيين والابرياء في تعز، والدين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري من متاجرة باسمهم منذ بدء هذه النزاعات المسلحة قبل سنتين.

كما أسجل استغرابي من كمية التعاطف الكبير في الشارع التعزي مع ابو العباس وجماعته بسبب ممارسات الميليشيات القبلية المخلافية التخريبي في المدينة، واصرار الاصلاح على استمرار التحالف معهم باعتبارهم متغلغلين في مناطقهم شمال المدينة!

 

قيادي بحزب الرشاد السلفي ومناهض للتحالف السعودي

(267)

الأقسام: الاخبار

Tags: