تقرير خاص: خضوع أمريكي سعودي أمام إيران واستعراض عضلات في اليمن على وقع فشل التحالف

إبراهيم السراجي| المراسل نت:

تكشف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جوانب سياستها القادمة في منطقة الشرق الأوسط تتنافى تماماً مع وعوده الانتخابية التي جذبت انتباه مؤيديه وقادته للفوز بالرئاسة رغم شعبيته الضعيفة لولا نظام الانتخابات الذي ساعده للوصول إلى البيت الأبيض بأصوات أقل من التي حصلت عليها منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

 

وبدأ ترامب يدرك أن تصريحاته “العنترية” لم تؤثر على الدول التي هددها على رأسها إيران، ولكنها لقيت صدى لدى السعودية ودول الخليج وهي الدول التي لا تملك سبيلاً للفكاك من التبعية لأمريكا مهما كان حجم الفاتورة المالية.

 

وعلى غرار أتباع الولايات في منطقة الخليج يتجه ترامب نحو استعراض عضلاته في اليمن باسم محاربة إيران فيما مسؤولو إدارته يقولون إنه لن ينقض الاتفاق النووي مع إيران.

 

خلال حملته الانتخابية شن ترامب جملة من الهجمات ضد السعودية التي قال إنها ترعى الإرهاب وتستفيد من حماية بلاده متوعدا بإجبارها على دفع الأموال نظير الحماية الأمريكية في العقود الماضية.

 

بالنسبة للملف النووي الإيراني توعد ترامب بأنه سينقض الاتفاق إذا فاز بالانتخابات فيما تتراجع إدارته عن ذلك بعدما لمست تحدياً إيرانياً للتهديدات الأمريكية الأخيرة بشأن تجربة صاروخية أجرتها طهران قبل أيام.

وخلال الأيام الماضية أعلن ترامب جملة من المواقف المساندة للسعودية في حربها على اليمن.

 

ولم يركز ترامب خلال حملته الانتخابية على اليمن، غير أنه أطلق في احدى المرات تصريحات هامة بخصوص أسباب الحرب على اليمن.

وقال ترامب أثناء الحملة الانتخابية محدثا الآلاف من أنصاره: “إذا كنتم تفكرون باليمن، فالسعودية تجري وتلهث خلف اليمن” وأضاف متهكما وهو يخاطب الجماهير” إذا كنتم لا تعرفون السبب الحقيقي للحرب على اليمن فعليكم مغادرة القاعة لأنكم لستم أذكياء بما يكفي”.

 

واضاف” هل رأيتم حدود السعودية المشتركة مع اليمن من قبل؟ إنها لا تنتهي، خط جغرافي طويل ليس له نهاية، فهل تعرفون ماذا يوجد على الضفة الأخرى (اليمن) ؟ إنه النفط..إنهم يسعون خلف نفط اليمن وثروته الطبيعية وليس شيء آخر”.

 

حديث ترامب عن اليمن جاء في معرض حديثه عن السعودية وقال عنها “إنهم لا يملكون شيئا البتة..إلا المال ولا شيء آخر” واضاف “ان امتلاك السعودية للمال أمر غير عادل، إنها تجني مليارات الدولارات يوميا ولأكون واقعيا أنهم يجنون نصف مليار دولار كل يوم، ولكننا نحن من يحميهم ،نحن من يحافظ على عروشهم ونحفظ امنهم مقابل لا شيء”. ورأى ترامب أنه حان الوقت لكي تدفع السعودية الأموال لامريكا نظير حمايتها للنظام في الماضي.

 

وفي مناسبة أخرى سأل أحد الصحفيين دونالد ترامب عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل دعمها للتحالف السعودي في حال فوزه بالانتخابات؟ فأجاب ترامب أن بلاده يجب ان تكون بعيده عن الصراع في اليمن، لأنه لا يمثل خطرا مباشرا عليها.

 

وإذا كانت تلك الشعارات والتصريحات هي ما جذبت الجماهير الأمريكية ودفعتها لانتخاب ترامب إلا أن الأخير استخدم تلك الشعارات للوصول إلى البيت الأبيض.

 

خلال الساعات الماضية من اليوم الأربعاء أطلق مسؤولو البيت الأبيض جملة من التصريحات التي كشفت ان التهديدات الأمريكية لإيران كانت مجرد ظاهرة صوتية معلنة تراجع ترامب عن أهم وعوده بشأن الملف النووي الإيراني.

 

وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الإدارة الأمريكية تراجع سياستها تجاه إيران، مضيفا “أنه بدلا من تمزيق الاتفاق النووي، وهو ما تعارضه حتى إسرائيل والسعودية، فإن البيت الأبيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية والمقاتلين الحوثيين في اليمن وبعض القوى الشيعية في العراق وكذلك دعمها الخفي لشيعة يعارضون النظام السني في البحرين وهجمات إلكترونية على السعودية وأهداف خليجية أخرى.”

 

ورغم أن الولايات المتحدة تدرك أن ربط الحوثيين في اليمن بإيران كان مجرد شماعة للحرب لم يقدم أي دليل حولها، بل إن معظم التقارير الأمريكية، بينها تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، يؤكد أن الحوثيين يريدون أن يكونوا أسياد مصيرهم وأن ربطهم بإيران غير منطقي ولا ينتمي للواقع، إلا أن الإدارة الأمريكية على غرار سابقاتها وعلى غرار التحالف السعودي آثر السلامة وبحث عن نصر وهمي ضد إيران ويعتقد أنه سيجده في اليمن مع جني المليارات من الدولارات من السعودية والدول الخليجية في استعراض عضلات في اليمن رغم أنه يكشف حجم الفشل الذي حققه التحالف السعودي في اليمن خلال عامين من الحرب.

 

وفي ظل التراجع الأمريكي تجاه تهديد إيران، والاكتفاء بالحرب على اليمن باسم محاربة إيران، أعلنت الكويت اليوم عن ترحيبها باستعداد إيران للحوار مع دول الخليج العربية قائلة إن المحادثات ستساعد على الأرجح في إنهاء الحرب الأهلية في كل من سوريا واليمن.

هذا الترحيب جاء بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران وتسليمه رسالة رسمية من دول الخليج تتعلق بالحوار بين الطرفين، ليبقى المشهد الذي يجمع واشنطن ودول الخليج في البحث عن نصرٍ على إيران في اليمن، ولا إلغاء أمريكي للاتفاق النووي معها ولا حرب خليجية بل حوار.

(538)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل

Tags: ,,,,,,