ترجمة: أحمد عبدالرحمن: المراسل نت:
شبكة “ذا انترسبت” الأمريكية:
كان أول قرار ملموس يتخذه “دونالد ترامب” كقائد عام عبارة عن فشل كبير أسفر عن مقتل تسعة أطفال وثماني نساء، وجندي تابع للولايات المتحدة في غارة برية فاشلة ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
العملية – التي يقال بأن ترامب وافق عليها أثناء العشاء – فشلت أيضاً في القبض على الهدف التي نُفذت من أجله، كما ذكرت تقارير لاحقه عن حدوث أضرارا بالغة في عيادة محلية، ومسجد، ومدرسة بالمنطقة المجاورة.
وكان من الصعب أن نتخيل بأن “دونالد ترامب” سيجعل الوضع أسوأ في اليمن، لكنه فعل ذلك.
اليمن تعيش وعلى مدى العامين الماضيين حرباً أهلية أودت بحياة 10،000 شخص وتشريد الملايين.
وقد حولت حملة القصف – المدعومة من الولايات المتحدة – المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية، والمواقع التراثية القديمة الى أنقاض.
كما أن الحصار المدعوم أمريكياً، منع من تداول المواد الغذائية والسلع الأساسية، وتجويع البلاد التي كانت تعتمد في السابق على استيراد 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية.
ونتيجة لذلك، أعلنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن اليمن باتت على شفا المجاعة، وقد عقد مسؤولون مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي لإعلان أن 19 مليون يمني – أي أكثر من ثلثي سكان البلاد – بحاجة لأي شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وأن 7.3 مليون شخص لا يعرفون من سيحصلون على وجبتهم المقبلة، كما أن أكثر من نصف المرافق الطبية في البلاد قد أغلقت.
“جان إيغلاند”، مسؤول سابق في الأمم المتحدة ورئيس المجلس النرويجي للاجئين، وصف الوضع بقوله “إذا لم تقتلك القنابل، فإن الموت البطيء والمؤلم عن طريق التجويع بات الآن يشكل تهديداً متزايداً”.
ومع ذلك، فقد كانت الانتقادات التي وجهت الى عملية “ترامب” الفاشلة عالية لدرجة أنها دفعت الأنظار عن الانتقادات الموجهة لحكومة عبد ربه منصور هادي المتواجدة في المنفى – وهي الحزب المدعوم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية في اليمن.
(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)
وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء الماضي ان وزراء هادي سحبوا دعمهم للولايات المتحدة بخصوص القيام بمهام على الأرض في اليمن.
وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون وحكومة هادي سارعتا الى نفي التقرير بسرعة، ولكن بعد ذلك قال وزير خارجية حكومة هادي بأنه يجري “إعادة تقييم” للغارة.
ويتضح جلياً بأن (ترامب) “حساس” بشكل كبير تجاه الانتقادات التي حاول تغطيتها عبر تشويه سمعة منتقديه وعبر خنق المعارضة.
السكرتير الصحفي للبيت الأبيض “شون سبيسر” اتهم النقاد بعدم احترامهم لمشغل العمليات الحربية الخاصة القائد (وليام “ريان” أوينز)، وهو أحد قادة البحرية الأميركية والذي أرسله ترامب إلى موته المحتم.
واضاف “اعتقد أي شخص يقلل من شأن نجاح تلك الغارة البرية مدين باعتذار، كما أنه قد إساء لحياة القائد (أوينز).
يوم الخميس، وبعد، أن وصف ممثل ولاية اريزونا السناتور جون ماكين الغارة البرية بانها عبارة عن “فشل محض” الا ان ترامب – الذي أصر مرارا وتكرارا بأنها كانت ناجحة – انتقده على موقع تويتر، قائلا ان انتقاد ماكين “يشجع العدو” مشبهاً قول عضو الكونغرس للحقيقة بأنه “فتنة”.
الدلائل تشير إلى أن اليمن سيتجه الى المزيد من المعاناة على يد “ترامب”، ويقال بأن وزارة دفاع “ترامب” تدرس اقتراحاً لتصنيف اليمن كساحة حرب رسمية في أطار الحرب على الإرهاب، وهو الأمر الذي ما من شأنه بأن يسمح ب”سرعة تكثيف العمليات، بدلا عن عملية لمرة واحدة أو الغارات بطائرات بدون طيار”.
(اليمن) هي واحدة من سبع دول أدرجت في حظر الهجرة من قبل ترامب، وفي مدينة نيويورك، قاد عدد من “اليمنيين الأمريكيين” إضرابات واحتجاجات واسعة ضد الحظر الذي يفصل بينهم وبين العديد من أفراد عائلاتهم.
صحيفة واشنطن تايمز ذكرت يوم الاربعاء بأن إدارة ترامب ستتجه الى الموافقة على نقل أسلحة إلى المملكة العربية السعودية بعد أن رفضت إدارة أوباما ذلك على أساس حقوق الإنسان.
الشحنة تحتوي على ما قيمته مئات الملايين من الدولارات من (أنظمة توجيه الأسلحة التي من شأنها أن تسمح للمملكة العربية السعودية بتحويل القنابل الغبية إلى صواريخ دقيقة.
وعادة ما يكون القصف الموجهة أكثر أماناً للمدنيين من القصف العشوائي.
وفي الواقع، قال وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” خلال جلسة استماعه وتثبيته بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توفر للمملكة العربية السعودية مع “مخابرات استهداف أفضل” و “قدرات استهداف أفضل” من أجل تقليل “الأضرار الجانبية”.
ولكن إدارة أوباما، وعلى الرغم من ترددها في الإساءة للسعوديين، أوقفت مبيعات أنظمة التوجيه بعد أن خلصت إلى أن قوات التحالف التي تقودها السعودية كانت تستهدف المدنيين “بشكل متعمد”.
وكانت المملكة العربية السعودية قد بدأت قصف اليمن في مارس 2015 بعد ان اجتاح المتمردون الحوثيون العاصمة وقاموا بعزل هادي، وهو الرئيس الذي تدعمه السعودية، والذي يقسم وقته الآن بين العاصمة السعودية وجنوب اليمن.
وكانت الولايات المتحدة شريكا صامتا في حملة المملكة ضد الحوثيين، عبر تزود الطائرات الحربية بالوقود، وتوفير معلومات استخبارية، وإعادة تموين التحالف بما قيمته أكثر من 20 مليار دولار من الأسلحة.
(324)