ترجمة| موقع فرنسي: ماهي عواقب الصمت العالمي تجاه الحرب على اليمن؟

ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:

في الوقت الذي يُعبر العالم بأسره عن اعتراضه عن الحرب المحتدمة في سوريا بين حكومة بشار الأسد المدعومة من قبل روسيا وبين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، ما يزال هذا العالم نفسه هو من يتجاهل الحرب على اليمن ليس فقط على المستوى السياسي والديني وإنما أيضاً على المستوى الاقتصادي.

أنيس ديفاناش| موقع “ليزيو دو موند” الفرنسي:

 

يبدو ان هذه التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط من الصعب إنهاءها لاسيما فيما يتعلق بالتعارض الديني بين السنة والشيعة، ذلك أن إيران- المحور الشيعي في الصراعات الدائرة في سوريا، لبنان، العراق واليمن تحارب ضد التحالف العربي السني وعلى رأسه المملكة العربية السعودية المدعومة من قبل بعض الدول العربية الأخرى ومن ضمنها: مصر، الكويت والإمارات العربية المتحدة.

 

تبعات الحرب العقائدية والدينية:

تعتبر الجمهورية اليمنية- التي خضعت قديماً للاستعمار البريطاني- إحدى البلدان الأكثر فقراً في شبة الجزيرة العربية إذ يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمه، هذا البلد الذي أصبح اليوم أرضا مدمرة على خلفية العديد من المعارك سواءً البرية أو الجوية فقد قدرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن أكثر من 60 غارة جوية شنتها قوات التحالف العربي على اليمن كانت مخالفة للقوانين الدولية.

 

أما بالنسبة للطرف الآخر من الحرب وهو جماعة الحوثي فهم متهمون بالقيام بهجمات سواء في اليمن أو في الأراضي السعودية بالإضافة إلى اتهامهم بزرع الغام ضد الأفراد، وبذلك يبدو أن خروقات قوانين الحرب أصبحت سهلة ولم يعد أحد يكترث لتبعات هذه الخروقات.

 

عجزت جميع محاولات المجتمع الدولي من إصلاح العلاقات بين طرفي النزاع إذ إن هذه المحاولات لم تكن قوية بالقدر الكافي الأمر الذي خيب آمال المدنيين وبالأخص أولئك الذين تضرروا من هذه الحرب العقائدية التي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص منذ مارس 2015 بحسب تقديرات العديد من المنظمات الدولية.

 

كما أنه منذ بدء القتال في اليمن تم تدمير أغلبية البنى التحتية مثل المدارس والمستشفيات بالإضافة إلى اختفاء مدن بأكملها مثل صنعاء ناهيك عن الصعوبات والعوائق والحصار المتكرر الذي حال دون وصول المساعدات الإنسانية مما زاد الأمر سوءاً وبالتأكيد أسهم في زعزعة الوضع الاقتصادي للبلد.

 

ما الهدف الذي تخطط له المملكة العربية السعودية من وراء هذه الحرب؟

تأتي نوايا المملكة العربية السعودية بالحفاظ على النفوذ السني في المنطقة على خلفية التوترات والنزاعات الداخلية التي تشهدها الأسرة المالكة ذلك أن الملك الجديد قام بتعيين ابنه محمد وزيراً للدفاع وابن أخيه وزير الداخلية الأمر الذي زاد من حدة التنافس وعمل على تحريض وزير الدفاع الجديد لإثبات نفسه وقدراته.

 

وكي تستطيع المملكة العربية السعودية تحقيق النصر ضد الحوثيين لا بد من توحيد القوى في البلد لاسيما فيما يتعلق بالرأي العام لسياسة الهجوم الخارجية للبلد، علاوةً على ذلك فإنها ستتيح للتحالف العربي الشيعي فرصة توسيع نفوذه في شبه الجزيرة العربية ونتيجة لذلك ستتعرض المملكة العربية السعودية إلى هزيمةٍ أخرى تضاف إلى خساراتها الماضية بسبب سياستها السابقة في إضعاف اليمن.

 

تأثير السياسات الخارجية الدولية:

تتلقى المملكة العربية السعودية دعمها الأساسي من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فهي تعقد معهم تحالفاً اقتصاديا وسياسياً على حدٍ سواء ولكنها اليوم تجد نفسها أمام طريق مسدود، إذ تطرق جون كيري خلال خطابه الذي ألقاه في أكتوبر 2016 إلى أن واشنطن تنوي التراجع عن الدعم الذي تقدمه للمملكة العربية السعودية وبالأخص الدعم العسكري وذلك عقب الاتهامات التي ألحقت بالرياض كونها ترتكب “جرائم حرب” بحق العملاق الشيعي.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

وعلى سبيل التناقض، فإن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت حاضرة وبقوة في مناطق مثل (اليمن، افغانستان، الصومال وباكستان) هي أيضاً متهمة من قبل المنظمات الغير حكومية بقيامها بتفجيرات ضد المدنيين (117 قتيل تحت إدارة باراك أوباما منذ 2012).

 

أما بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب السلطة، فقد تم قتل 3 أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة من خلال غارة لطائرة بدون طيار وذلك في 22 يناير 2017، في أول عملية عسكرية لترامب على أرض اليمن، ومن المحتمل أن تؤثر التصريحات القادمة حول القرارات الجديدة المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية على مجريات ونتائج هذا النزاع.

 

الاتحاد الأوروبي، من جانبه، بالرغم من الاستقالات المقدمة من قبل الحكومات والمنظمات من أجل إرساء السلام، إلا أن هذه الحكومات التي تربطها علاقة اقتصادية وسياسية مع المملكة العربية السعودية لن تجرؤ على التدخل في هذه الحرب خوفاً من العواقب الدبلوماسية التي قد يتسبب فيها هذا التدخل.

 

وفيما يتعلق بالوضع في اليمن فإن نتائجه لا زالت مجهولة بالنسبة للعالم الغربي، ففي الواقع أن الجهات الرافضة لهذه الحرب ما زالت تلتزم الصمت إزاء عواقبها، كما أن الصراع الديني والعقائدي بين إيران والمملكة العربية السعودية أصبح أكثر انتشارا وقد تدخلت فيه العديد من الدول بغض النظر عن الطرف الذي اختارته.

 

ولعل المستفيد الوحيد من الوضع السيئ في اليمن هي التنظيمات الإرهابية إذ أن انشغال العالم الغربي بين تجاهل هذه الحرب وجهل نتائجها المستقبلية أتاح لهذه التنظيمات توسيع حدودها بشكل سريع في جنوب اليمن كما أنها تسعى إلى توطيد جذورها في كل حرب جديدة قد تحدث في منطقة الشرق الأوسط.

(487)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,