وكالة: اليمن وإيران.. حرب أمريكية محتملة بلا مسوغات!

 

ترجمة: محمد السياري: المراسل نت:

ليست العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران على ما يرام، وهذا ما يراه العديد من المحللين الأميركيين الذين يخشون أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بتوظيف التدخل الإيراني المزعوم في الصراع الدائر في اليمن كذريعة لاعلان الحرب على إيران.

وكالة “سبوتنيك” الروسية- الصفحة الفرنسية:  

من المحتمل بشدة أن يتم التعامل مع اليد الإيرانية المتهمة بالتورط في تأجيج الصراع العسكري الحاصل في اليمن كذريعة من قبل الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس الجديد دونالد ترامب، لتبرير ضربة عسكرية مباشرة ضد جمهورية إيران الإسلامية أو حتى قلب موازين السلطة فيها؛ الأمر الذي سيترتب عليه الكثير من العواقب الوخيمة على مجمل دول الشرق الأوسط، وذلك ما ذهب إليه مايكل هورتون، كبير المحللين في الشؤون العربية في مؤسسة جيمس تاون والمختص في شؤون الشرق الأوسط واليمن بالتحديد، في مقال نشر على مجلة “ذا أميركيان كنزرفيتيف”؛ كما أشار إلى أن الفرقاطة التابعة للمملكة العربية السعودية تعرضت لا شك ولا ريب لهجوم من قبل المتمردين الحوثيين، ولكن في الوقت ذاته لم يكن هناك أي دليل ملموس على تورط إيران في هذا الحادث.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

منذ ما يربو على عامين والحوثيون يخوضون حرباً ضروس ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها، في حين يقوم التحالف العربي، بقيادة الجانب السعودي وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية، بشن غارات جوية مستمرة على منشآت ومصانع ومزارع على الأراضي اليمنية، إلى جانب فرض حضر عسكري على مياهها الإقليمية؛ ومن المرجح أن يؤول ذلك إلى حدوث مجاعة في كافة أنحاء البلاد.

 

في المقال المشار إليه سابقاً، أوضح السيد هورتون أن التصريحات التي يطلقها الساسة في الرياض معتقدين بأن الحركة الحوثية صنيعة ايرانية، لا اساس لها على أرض الواقع؛ أما بالنسبة للأسلحة التي تقع تحت تصرف المتمردين، فمن الممكن أن يتم شراؤها من قبل أي طرف على الأراضي اليمنية كما كان فعل كلاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتان قامتا بتسليح مجاميع سيئة التنظيم وقليلة الولاء في معظم الأحيان. وفيما يتعلق بالتصريحات التي تشير إلى أنه قد تم إرسال مدربين وخبراء عسكريين إيرانيين إلى المتمردين الحوثيين، فمثل هذه المساعدة، وإن كانت حدثت بالفعل، تظل نسبية ومحدودة للغاية؛ ذلك أنه قبل اندلاع الصراع الحالي بزمن طويل كان الحوثيون يختبرون أفضل وأقوى التدريبات في المنطقة، شاحذين قدراتهم ومهاراتهم العسكرية من خلال الكفاح الطويل ضد الحكومة أبان الحرب التي امتدت خلال الفترة 2004-2010.

 

علاوة على ذلك، من الواضح أن الحوثيين يتبعون نمطاً خاصاً ومستقلاً، متجاهلين بانتظام النصح المقدم من قبل إيران. وعلى أية حال، فإن كل ما يجري يقودنا إلى الاعتقاد بأنً معظم أعضاء الإدارة الأميركية الجديدة يبحثون عن أي ذريعة لإشعال نيران الحرب مع إيران. ومن الجلي للعيان أن التحالف العربي بقيادة الرياض وبدعم واشنطن قد ساوى الجزء الغالب من اليمن بالأرض؛ ولكن ما الغاية من جعل بلد يعد الأكثر فقراً في المنطقة أسوء حالاً مما هو عليه؟!

 

فضلاً عن ذلك الانحطاط الأخلاقي والإنساني البين، فقد عمدت التعزيزات العسكرية السعودية إلى تأمين المناطق الجنوبية من اليمن لتكون مأوى للمتطرفين من الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؛ وفي الفترة التي سبقت الغزو السعودي لليمن، كان الحوثيون، الذين يمثلون العدو اللدود لعناصر التنظيم، يسددون أقوى الضربات لتلك العناصر الراديكالية؛ أما الآن، فقد أضحت تلك العناصر تستحوذ على ترسانة من الأسلحة أقوى من أي وقت مضى، بالإضافة إلى مصادر التمويل المهولة والسيطرة الأوسع: حيث تقع مناطق واسعة في جنوب اليمن تحت تصرفهم، بما في ذلك جزء من ميناء عدن.

 

في الواقع، هناك مخاوف واسعة في الاوساط الصحافية من أن يرضخ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للضغوط التي يمارسها أعضاء إدارته المناوئين للنظام الإيراني، وأن يقرر أتباع النهج الذي لطالما روج له المحافظون الجدد. وفي هذا الإطار حذر السيد هورتون في حال قرر القاطن الجديد للبيت الأبيض استخدام القوة لقلب موازين الحكم في إيران، فإن ذلك لن يخدم سوى عناصر الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب كما أنه سيمهد الطريق أمامهم لتوسيع رقعة الفوضى على طول شبة الجزيرة العربية.

 

ختاماً، تجدر الإشارة إلى أن اليمن تقبع منذ العام 2014 في مستنقع من الصراع المسلح بين المتمردين الحوثيين والعناصر الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من جهة والقوات الحكومية والميليشيات الشعبية التابعة للرئيس المؤقت، عبد ربه منصور هادي، من جهة أخرى. ومنذ ذلك الحين أصبح الحوثيون يحكمون سيطرتهم على كثيرٍ من المناطق الشمالية بما فيها العاصمة صنعاء التي أسسوا فيها مراكز حكمهم. وفي مارس 2015، أعلن التحالف العربي، بقيادة سعودية، الحرب منفذاً العديد من الغارات الجوية على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، ما أسفر عن سقوط الآلاف من القتلى، نصفهم تقريباً من المدنيين وفقاً للتقارير الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة.

(389)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,