ترجمة|صحيفة “صن سنتينال” الأمريكية: يجب على ترامب أن يتعلم من غارة اليمن الفاشلة

ترجمة: صادق الارحبي: المراسل نت:

صحيفة “صن سنتينال” الامريكية:

بسبب غارة نفذتها القوات الأمريكية الخاصة في 29 يناير الماضي، أصبح وليم أوينز أول جندي أمريكي في الجيش الأمريكي يقتل في بداية فترة الرئيس ترامب. تعازينا وأمنياتنا لأسرة أوينز، بمن فيهم أرملته وأطفاله الثلاثة. والده، بيل أوينز، هو عضو متقاعد من إدارة شرطة لودرديل فورت.

 

على الرغم من اليقظة والتضحيات لأولئك الذين يعملون في سبيل إحباط الإرهابيين، بات حدوث هجمات إرهابية مميتة تتورط فيها القوات الأمريكية والمدنيين أمر محتمل خلال رئاسة ترامب. فكيف ستكون ردة فعلنا؟ وكيف ينبغى أن نرد؟

 

لنبدأ من رأس الهرم، من حيث تبدأ المسؤولية وأين تنتهي. كان أول رد فعل مندفع لإدارة ترامب هو إلقاء اللوم على إدارة اوباما لعدد كبير من الأخطاء التي كانت بمثابة خطأ فادح أثناء العملية التي استهدفت أعضاء من القاعدة في اليمن.

 

أسفرت العملية عن مقتل العشرات، لكن النصف منهم تقريبا مدنيين، من بينهم نساء وأطفال. كما جُرح العديد من أفراد الخدمة التابعة للولايات المتحدة. فضلا عن تعطل طائرة أثناء هبوطها تبلغ قيمتها 90 مليون دولار وكان لابد من تدمرها. وكما ذُكر، فقد تم استهداف إرهابي بارز في المهمة التي لم تسفر عن قتله ولا حتى اعتقاله.

 

وسعيا نحو إثبات نجاح الغارة بوصفها عملية جمع معلومات استخباراتيه، فقد نشر الجيش نماذج من المواد المضبوطة، إلا إن تلك ” الأدلة” سرعان ما تم تعريتها لأنها مواد تعود إلى ما قبل عشر سنوات.

 

تزعم إدارة ترامب بان مستشاري اوباما صادقوا أيضا على الغارة، إلا أن التفاصيل ووقت التنفيذ تركا لفريق ترامب.

 

كقائد للجيش فان من واجب ترامب النظر فيما إذا كانت المهام العسكرية التي يصدر أوامره بشأنها قد تم التخطيط لها قدر الإمكان. ولو انه يكن الاحترام لأولئك الذين يقوم بإرسالهم إلى جهة فيها ضرر لهم، فان عليه قبول تحمل مسؤولية النتائج.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

إن محاولة إلقاء اللوم على اوباما جعل ترامب يبدو ضعيفا ومتهورا. ذلك إن ادعاء بأن ترامب وافق على خطة اوباما ليس له أي معنى. حيث يعتبر ترامب كل شيء من إدارة سلفه لا تستحق النظر إليها، مع ذلك وافق على الغارة العسكرية التي خطط لها اوباما.

 

ترامب أيضا اشتبك في جدال على توتير مع السيناتور جو ماكين، الذي قال بأنه تردد في وصف أي عملية بأنها ناجحة” لأنه ينتج عنها أن يفقد أمريكي حياته”. وقد انتقد ترامب ماكين، بطل الحرب، قبل ذلك. لذلك، فان من غير المفيد للقائد الأعلى أن يبدو ضيق التفكير ومفرط الحساسية.

 

بينما تنذر طريقة تناول ترامب للغارة ونتائجها بالخطر، فليس بالضرورة أن تُنبئ النتيجة بأزمة مزمنة. فقد سبق وأن عانى جميع الرؤساء في بداية فترتهم الرئاسية تقريبا من حدوث بعض الفشل العسكري.

 

فخلال فترة أزمة الصواريخ الكوبية، جعل الرئيس كنيدي السوفييت يستسلموا. لكنه أيضا تعرض للوم عن عملية خليج الخنازير. كما تغلب الرئيس رونالد ريغن على الاتحاد السوفيتي، إلا أن التفجير المميت الذي استهدف ثكنات لجنود من المارينز في بيروت حدث في عهده. كلينتون هو الآخر قاد مشاركة الولايات المتحدة في حملة الناتو العسكرية ضد الجرائم في يوغسلافيا سابقا، إلا أن كارثة “بلاك هوك داون” في الصومال كانت شبحا ظل يلازم رئاسته. كذلك هو الأمر بالنسبة لاوباما الذي وجه بتنفيذ الغارة التي قتلت أسامه بن لادن، لكنه أيضا ترأس حملة على بنغازي.

 

إن أي نجاح أو فشل عسكري لأي رئيس يعتبر معقدا جدا ليتم الحكم عليه من خلال نتيجة حدث واحد. القتال بطبيعته قائم على المخاطرة. حتى المهام المخطط لها بدقة يمكن أن تواجه إخفاق.

 

علاوة على ذلك، غالبا ما يتطلب إصدار أحكام دقيقة مرور فترة من الزمن. ففي عهد الرئيس جورج دبليو بوش، انحرفت عملية “المهمة” التي أنجزت حتى أصبحت مستنقع يفرخ إرهابيين. واعتقد أن من بين السنوات المطلوب إدراكها تماما هي أزمة فيتنام، التي تورط فيها رؤساء كثيرون.

 

لا بوادر أمل وفقا لمقياس فيتنام أو حرب العراق الثانية التي تحدث في ظل ترامب. ونظرا للمخاطر التي يشهدها العالم فان حدوث حرب مباشرة مع تحالف إيران، سوريا، روسيا، كريا الشمالية والصين بات أمرا ممكنا. خلاصة القول، ربما تتضح ملامح إدارة ترامب من خلال سلسلة من المواجهات في الحرب على الإرهاب. إن على الولايات المتحدة الاستعداد لاحتمال حدوث نجاحات وإخفاقات، بما فيها حدوث هجمات على الأرض الأمريكية ومهام خارجية تجري بشكل أكثر خطأ من غارة اليمن.

 

إن إدارة ترامب تتحمل واجب حماية الأمريكيين ضمن الصلاحيات التي منحها له الدستور. وان على كل أمريكي التفاؤل بنجاح الإدارة. وفي مسائل تتعلق بالدفاع، يحتاج القائد الأعلى لدعم شعبي. بيد أن دعم كهذا ليس بالأمر السهل. وعلى ترامب البدء في كسب هذا الدعم.

(165)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,