لوموند الفرنسية: العمليات الأمريكية قتلت حليفا لهادي وتأخذ في التوسع باليمن

ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:

تسارع وتيرة الحملات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في اليمن

قامت الولايات المتحدة الأمريكية، يومي الخميس والجمعة الماضيين، بشن حوالي 20 غارة جوية ضد تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.

لويس امبرت|صحيفة “لوموند” الفرنسية:

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تسريع وتعزيز حملاتها العسكرية لمكافحة الإرهاب في اليمن، فقد شنت، يومي في الثاني والثالث من مارس الجاري، ما لا يقل عن عشرون غارة جوية استهدفت فيها فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وقد أعلنت القيادة العسكرية الإقليمية في الولايات المتحدة الأمريكية (القيادة المركزية) عن قيامها بـ 30 غارة في اليمن خلال العام 2016.

 

استهدفت الطائرات المقاتلة (طائرات بدون طيار ثلاث مناطق قبلية نائية تقع ضمن الاجزاء الجبلية جنوب اليمن حيث تمكن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من توطيد جذوره في هذه المناطق، ويعتبر هذا المثلث بمثابة مفترق طرق يجمع ثلاث محافظات يمنية: شبوة، أبين والبيضاء.

 

على ذات الصعيد، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن الهجمات الجوية استهدفت ” المسلحين والمعدات والبنية التحتية” المرتبطة بتنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية في المحافظات الثلاث، وقد أفادت مصادر قبلية وقوع ضحايا وجرحي من المدنيين مازالت أعدادهم قليلة في الوقت الحالي، في حين أعلنت مصادر قبلية أيضاُ سقوط زعيم تنظيم القاعدة في أبين، سعد عاطف، ضمن القتلى الذين لقوا حتفهم يوم الجمعة 3 مارس.

 

وتحدث رمزي الفضلي، رئيس المكتب الإعلامي للقوات الخاصة الحكومية في عدن عن قيام جنود أمريكيين بتنفيذ عمليات إنزال برية في منطقة “موجان” الجبلية الواقعة في محافظة أبين، وأكد رمزي الفضلي أن عملية الإنزال هذه تزامنت مع قصف صاروخي من قبل سفن بحرية أمريكية ضد بعض الأهداف في خليج عدن في حين نفى مسئولون أمريكيون مثل هذه الادعاءات.

 

زعيم قبلي متحالف مع القوى الموالية لهادي:

تعمل القوات الخاصة الأمريكية منذ العام 2015 بالتعاون مع القوات الإماراتية التي تصب كامل تركيزها على محاربة تنظيم القاعدة المتواجد في جنوب اليمن بدلاً من محاربتها ضد جماعة الحوثي، كما ساند الجيش الأمريكي نظيره الإماراتي خلال عملية استعادة ميناء المكلا من تنظيم القاعدة، في حين كلفتهم هذه العملية وخلال عام فقط حوالي 100 مليون دولار من أجل تجهيزات الطاقة بالقرب من الميناء.

 

تدور هذه العمليات العسكرية في بيئة معقدة للغاية، ذلك أن الشخصية البارزة التي لقت مصرعها خلال غارة 29 يناير هو عبد الرؤوف الذهب والذي تم تقديمه للولايات المتحدة الأمريكية ضمن زعماء التنظيم، كان مصطفاً إلى جانب القوى الموالية للرئيس هادي، إذ أبرم معهم اتفاقا منذ العام 2013 لمكافحة تنظيم القاعدة ومن ثم جماعة الحوثي. بيد أن أسرة الذهب معروفه محلياً بارتباطها بالتنظيم لاسيما بسبب مصاهرتهم للداعية الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي الذي تم قتله في غارة لطائرة بدون طيار في العام 2011.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

أشار تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقاتل منذ عام ضد كافة القوى المتواجدة في اليمن، ولكن التنظيم يبذل معظم جهوده لمحاربة الحوثيين في محافظة البيضاء. وقد تسبب هذا النوع من التحالف المبني على الأهداف والذي يخضع للمنطق المحلي بإثارة العديد من الانتقادات ضد الحكومة اليمنية وذلك باتهامها بالتواطؤ مع الجهاديين. وقد سجلت الولايات المتحدة الأمريكي 2 من أعضاء الحكومة ضمن لائحة “الإرهابيين العالميين الذين تم الإعلان عنهم بصراحة تامة”، من ضمنهم محافظ محافظة البيضاء.

 

 

خطورة سقوط  ضحايا مدنيين تثير غضب السكان:

أشار مسئولون في البنتاغون أن هذه الغارات الجوية تم الإعداد لها منذ يناير وذلك قبل القيام بالعملية العسكرية التي تم تنفيذها في 29 يناير من قبل مجموعة من قوات البحرية الأمريكية- أول عملية أمريكية برية منذ 2014-، ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية هي الأولى التي استهدفت قرية في نفس المنطقة التي استهدفتها العمليات الجديدة، حيث أودت هذه العملية بحياة جندي أمريكي و 25 شخص يمني من ضمنهم 10 من النساء والأطفال. كما أكد أيضاً مسئولون في البنتاغون أن الهجمات التي تم تنفيذها خلال اليومين الماضيين لم تكن مبنية على المعلومات الإستخباراتية التي تم جمعها من قبل هؤلاء الجنود الذين لا يزالون قيد البحث والدراسة.

 

وقد أفاد الجيش الأمريكي أن هذه الهجمات تم تنفيذها “بالتنسيق” مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تعرض لانتقادات حكومته عقب غارة 29 يناير، بينما أكد مسئول يمني رفض الكشف عن هوية الوكالة الصحفية التابع لها أن هذه الحملة تم تنفيذها دون أي حد زمني معتبراً أن أهدافها الأساسية مازالت محط التساؤلات.

 

في حين اشارت وزارة الدفاع الأمريكية ” البنتاغون” أن هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف وتقليص نفوذ تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية وإلى التصدي لأهداف التنظيم التي أعلن عنها وهي تنفيذ هجماته في الخارج، ولكن الخسائر التي تسببت بها هذه العمليات على نطاق واسع لاسيما في صفوف المدنيين قد تؤدي إلى إثارة غضب السكان وتعزيز إرادة المقاومة في أوساط التنظيم.

 

وترى متخصصة في شؤون اليمن في جامعة اكسفورد البريطانية أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن باستطاعتها التخلص من مشكلة الأسلحة التي أصبحت في متناول اليد، بيد ان هذه ما هي إلا أوهام”، وأضافت أنه “من الممكن أن تكون هذه الهجمات مفيدة ولكن ينبغي أولا أن تكون أكثر حذراً، إذ أنه من الصعب التمييز بين متشددي التنظيم في أوساط التجمعات القبلية في اليمن”.

 

إجراء عمليات جوية مكثفة في “منطقة العداء النشط”:

قدم الجيش الأمريكي وبشكل علني شرح محدود حول المرحلة الجديدة لحملتهم العسكرية في اليمن، إذ أن البنتاغون قامت منذ أشهر بإعداد خطط تخولها من تخفيف قوانين التزاماتها، حيث أكد مسئول في الجيش الأمريكي “رفض الكشف عن هويته” لصحيفة واشنطن بوست أن الجيش قد منح سلطة مؤقتة من أجل تكثيف غارته ضد تنظيم القاعدة المتواجد في بعض المناطق اليمنية معتبراً إياها “منطقة العداء النشط”، والذي من شأنه أن يخول الجيش من تنفيذ أي عمليات دون الانتظار لموافقة البيت الأبيض على شنها أو على خطورتها المحتملة.

 

من الجدير بالذكر أن الإدارة التابعة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت قد تابعت عن كثب كافة المخططات المتعلقة بهجمات مكافحة الإرهاب التي نفذتها وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الإستخبارات المركزية في اليمن، كما حصرت هذه الإجراءات بموجب مرسوم رئاسي حتى يوليو من العام المنصرم، إلا أنها أظهرت ترددها بالانخراط في العمليات العسكرية البرية.

 

من جهة أخرى، لازالت التداعيات تتصاعد في أروقة البيض الأبيض حول جدوى الغارة المميتة التي تم تنفيذها في 29 يناير إذ أثارت موجة من الانتقادات ضد إدارة ترامب الذي أجاز هذه العملية، لاسيما عائلة الجندي الأمريكي الذي لقي حتفه جراء هذه الغارة وأيضاً في أوساط الحزب الجمهوري. من جانبه، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  تحمل مسئولية قبول هذه الغارة البرية وألقى بالمسئولية على عاتق الجيش وإدارة اوباما، موضحاً مصداقية الغارة كما أضاف في 28 فبراير من خلال تصريحات له عبر قناة فوكس نيوز أن البنتاغون بدأت بالتخطيط  لهذه العملية في عهد سلفه، الرئيس باراك اوباما مشيراً إلى أن “العملية كانت شيئاً لطالما تطلع الجيش للقيام به”.

 

تمكن تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية من توطيد جذوره وبصورة كبيرة في اليمن خلال الحرب التي بدأت منذ مارس 2015 والتي قامت بشنها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد جماعة الحوثي التي اصطفت إلى جانب القوى الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقد أعلن الجيش الأمريكي أنه يبذل المزيد من الجهود من أجل متابعة تحركات التنظيم وبالأخص بعد أن قام بسحب مستشاريه من اليمن في مارس 2015، وذلك عندما قام الحوثيين بإرغام الرئيس هادي على الفرار إلى المملكة العربية السعودية، في حين أشارت وزارة الدفاع الأمريكية أن غارة 29 يناير ستتيح لهم فرصة تعوض هذا النقص.

 

 

(348)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,