في مفاوضات الكويت :الأمم المتحدة دقت أول مسمار في نعش الحكومة وانحازت لأول مرة لوفد صنعاء

المحرر السياسي

كان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ يعرف ما تخبئه الأمم المتحدة لليمن عندما قال أمس في ايجازه الصحفي أن اليمن يقف على مفترق طرق ليأتي اليوم ويفجر قنبلة من العيار الثقيل بانحياز الأمم المتحدة لخيار قد يضع اليمن فعلياً على أبواب التحول التاريخي وتجاوز المرحلة الصعبة التي رافقت الحرب.

وبذلت الكويت كدولة وأيضا بوجودها ضمن سفراء دول الـ18 في اجتماعات أمس الاثنين مجهوداً جباراً لتلافي احتمالات الفشل وترجيح كفة فرص النجاح لتعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح وتجتمع اللجان الثلاث هذا اليوم وتتوصل لجنة الأسرى لاتفاق يقضي بإطلاق كافة المعتقلين من الطرفين.

 

أما القنبلة التي ألقت بها الأمم المتحدة وازعجت الحكومة ومثلت أول انحياز من قبل الأمم المتحدة للطرف الاخر (وفد صنعاء) عندما اقترح المبعوث الأممي ربط  كل مقررات اللجنة العسكرية والامنية بما سيتم الاتفاق عليه في اللجنة السياسية أي انه يدفع باتجاه تكوين سلطة تنفيذية توافقية وهو ما كان بالنسبة لوفد الرياض بمثابة دق مسمار في نعش شرعية حكومة بن دغر وكان وقع ذلك قوياً خصوصاً أنه جاء من الأمم المتحدة التي كانت الحكومة تحتمي بها خلال فترات الصراع وهو ما دفع الاعلام الحكومي لاعتبار المقترح مطلباً “حوثياً صالحياً” محاولاً تجنب الهجوم على الأمم المتحدة وظهر ذلك في تغطية موقع سبأ نت في الرياض عندما قال في تغطيته لخبر الاتفاق “رفعت اللجنة الأمنية جلستها دون احراز أي تقدم نظرا لمحاولة الانقلابيون ربط مسار اللجنة ومهمتها بالمسار السياسي في عملية مقايضة تفشل المشاورات وتعطل النقاش داخل اللجنة “.

 

وبحسب مصادر مطلعة على مفاوضات الكويت وتحدثت لموقع المراسل نت فإن المقترح الأممي لم يقدمه ولد الشيخ إلا بعد حصوله على القبول من قبل سفراء الدول الـ18 في لقاءاتهم امس الاثنين.

ويطالب وفد صنعاء بتشكيل حكومة تمثل كل الأطراف ويعتبرون أنها ستمثل الوعاء الذي سيقوم بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه بشكل توافقي بما فيه تطبيق قرار مجلس الأمن وهذه الخطوة تعد انتصاراً دبلوماسياً لهذا الفريق في مواجهة وفد الرياض الذي يصر على بقاء الحكومة الحالية وتنفيذ قرار مجلس الامن تحت اشرافها.

وكان ولد الشيخ في ايجازه الصحفي أمس قد قال متحدثاً عن عودة المفاوضات “لا شك أننا في مفترق طرق حقيقي: إما السلام أو العودة للمربع الأول”

ومن خلال المقترح الذي قدم اليوم من قبل الأمم المتحدة يمكن تفسير محاولة ولد الشيخ وضع الضغط على جميع الأطراف للقبول بذلك عندنا تحدث عن مفترق الطرق ومخاطر العودة للمربع الأول والذي بدا ان المجتمع الدولي لن يقبل بعودته.

 

وفي إشارة على وجود تدخل إيجابي سعودي بخصوص تثبيت وقف إطلاق النار الذي يمثل العائق الرئيس أمام المفاوضات فقد توجه ولد الشيخ بالشكر للسعودية عندما قال أنه وجه “الشكر للحكومة السعودية على دعمها الكبير لعمل لجنة التهدئة والتواصل ولجان التهدئة المحلية الهادفة لتثبيت وقف الأعمال القتالية بما يفضي إلى توفير الظروف المواتية للمشاورات الجارية، متمنياً على الدول الأخرى تقديم الدعم لهذه العملية.

 

وانعكست رغبة السعودية بمواصلة المفاوضات في الكويت من خلال موقفها داخل التحالف الذي أعلن استمرار الحفاظ على التهدئة بالرغم من تعرض الاراضي السعودية اليوم لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيين والجيش.

ويبدو أن المجتمع الدولي وخصوصاً الأطراف الإقليمية والدولية أدركت أن الصيغة القديمة للنظام في اليمن لم يعد ممكناً استمرارها وأن تجربة حرب العام وأكثر من العام لم تحقق هذا الهدف وطالما وكان هناك فرصة لدى تلك الأطراف لا بقاء تأثيرها في اليمن فإنها لن تترك تلك الفرصة وفي ذات الوقت لم يعد خيار الحرب قائماً وممكناً لأسباب اقتصادية وسياسية وعسكرية وتشابك الملفات الدولية ولذلك وإذا كانت الحكومة الحالية هي التي تعيق فرصة بقاء التأثير الدولي في اليمن فلا شك أنه ومن باب المصلحة فسيتم التنازل عن تلك الحكومة والقبول بأخرى تضمن بقاء حلفاء السعودية وواشنطن داخل منظومة الحكم إلى أن يرتب المجتمع الدولي أوراقه من جديد ويقرأ ما سيحدث بالمستقبل وبناء عليه سيتم رسم السياسة الدولية في اليمن وأساليب التأثير..

(933)

الأقسام: آراء,الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار

Tags: ,,,,,,,,