صحيفة فرنسية: معاناة الشعب اليمني جراء الحصار والقاعدة وداعش أكبر المستفيدين من الحرب (ترجمة)

ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:

كريستوف لوست|صحيفة “سود ويست” الفرنسية:

 

في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتكثيف هجماتها الجوية على جماعات تنظيم القاعدة في اليمن، يتشرد عشرات الآلاف من الشعب اليمني جراء الحرب الأهلية والمجاعة الوشيكة.

 

بعد مرور ما يقارب عامين على الحرب الأهلية في اليمن، يشهد الوضع الإنساني حالة مأساوية. ,في الوقت الذي يحتل الصراع في سوريا الجزء الأكبر من الاهتمام، يغرق اليمن البالغ عدد سكانه 26 مليون نسمة  في خضم الحرب المحتدمة منذ أواخر مارس 2015 والتي تعد حرباً وحشية بالنسبة للمدنيين. ذلك أن 14 مليون شخص ممن يعانون الجوع والفقر هم بانتظار المساعدات الإنسانية الطارئة، بحسب مكتب العمليات الإنسانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

 

اليمن الذي لقب بـ “العربية السعيدة” واشتهر قديماً بأنه بلد زراعي لاسيما بالمدرجات والمرتفعات الخضراء التي تجذب إعجاب الآخرين، لم يعد اليوم كما كان عليه، وبالأخص بعد قيام “العربية الأخرى” المملكة العربية السعودية، البلد الجار، بقيادة تحالف عربي عسكري ضد جماعة الحوثي في اليمن.

 

خلال عامين فقط تم تسجيل 9000 حالة وفاة بالإضافة إلى 4000 جريح و 3مليون نازح، مما يعني أن الوضع في اليمن أصبح مضطرباً للغاية، فالرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي تمت الإطاحة به من قبل جماعة الحوثي وأجبر على ترك السلطة والبلد هارباً إلى المملكة العربية السعودية التي بدورها قدمت الدعم والمساندة لاستعادة مدينة عدن والمناطق الجنوبية التي تخضع حالياً لسيطرة القوى الموالية للرئيس هادي مدعومة من الطيران الجوي السعودي والإماراتي. مقابل ذلك، تمكنت جماعة الحوثي (أحد الفروع الشيعية)- التي تصطف إلى جانب القوى الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وتتلقى الدعم من إيران- من السيطرة على المناطق الشمالية وصولاً إلى مدينة تعز والعاصمة صنعاء.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

ومن جانب آخر، استفادت الجماعات الجهادية من الفوضى والاضطرابات الحاصلة في البلد لصالحها، حيث بدأت بتوسيع نفوذها وعلى رأسها تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية- الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية”داعش”- بالإضافة إلى أعداد ضخمة من الجماعات السلفية.

 

الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم القاعدة:

بعد إدراكها للخطر الوشيك الذي تشكله الجماعات الإرهابية عليها، بدأت واشنطن بتنفيذ عمليات عسكرية في اليمن، ففي يومي 2 و 3 مارس، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن حوالي 20 غارة جوية للطائرات بدون طيار ضد جماعات تنظيم القاعدة التي اتخذت من المناطق الجبلية والصحراوية الجنوبية مقراً لها، وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل عشرون ممن ينتمون للتنظيم ولكنها أيضاً أوقعت العديد من الضحايا المدنيين.

 

كما تم تنفيذ عملية أخرى في 29 يناير من العام الجاري ضد جماعات تنظيم القاعدة حيث تضمنت انزال مظلي للقوات الخاصة الأمريكية ولكنها انحرفت عن الهدف المطلوب : ذلك أن هذه العملية أودت بحياة أحد الجنود الأمريكيين بالإضافة إلى ضحايا من النساء والأطفال.

 

من جانبه، اثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على أرملة الجندي الأمريكي خلال الخطاب الذي ألقاه أمام الكونغرس، مانحا أعضاء الكونغرس صلاحيات أكثر مما كانت علية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، حيث توعد بتكثيف العمليات العسكرية في اليمن.

 

أما فيما يتعلق بالمدنيين اليمنيين، فإن الخطر والتهديدات تكمن في استمرار المعارك التي تدور بين الحوثيين والقوى الموالية للرئيس هادي، لاسيما بعد فشل المشاورات التي أجريت في الكويت واستئناف المعارك بشكل مكثف ناهيك عن إشعال فتيل الحرب على ساحل البحر الأحمر. فقد شهد الشهر الماضي معارك عنيفة بين القوى الموالية لهادي والحوثيين، تمكنت فيها القوى الموالية لهادي من الاستيلاء على ميناء المخا ولكنها تسببت بخسارة مئات الضحايا ونزوح أكثر من 50.000 شخص.

 

ومن الآن فصاعداً، فالحكومة التابعة لهادي تضع ميناء الحديدة الذي يخضع لسيطرة الحوثيين في مرمى أهدافها، فمن خلال هذا الميناء يتم نقل كافة المساعدات الإنسانية، نظراً لتوقف مطار صنعاء عن العمل بسبب السيطرة التامة والحصار الذي تفرضه الرياض على المجال الجوي في اليمن.

 

ونتيجةً لكل هذا، فقد باتت المجاعة مرتقبة، والمستشفيات تفتقر لأبسط المستلزمات والأدوية، ناهيك عن النازحين الذي يضطروا لنوم في أي مكان يفرون إليه دون أن يجدوا ملجأ يحميهم من حرارة الشمس أو سقف يقيهم برودة الليل.

(103)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,