موقع فرنسي: السعودية تغرق في اليمن ومعارضو الحوثيين يسعون لتشويه سمعتهم بوصفهم تابعين لإيران

 ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:

موقع “اجورا فوكس” الفرنسي:

الحرب الأهلية في اليمن: قصة صراعات منسية لا حصر لها. في الوقت الذي تسعى وسائل الإعلام الرئيسية جاهدةً إلى تسليط الأضواء وجذب انتباه المواطن الغربي بشكل حصري نحو الصراع السوري، هناك أوضاع مأساوية لبلدان أخرى يتم طيها تحت السجادة الإعلامية. واليمن هو مثال لأحد هذه المسارح الشنيعة التي تعرض نوعاً من العنف الذي يحرك العالم ولكن بهذا الصمت المتعمد.

 

من جانبها، تستنكر منظمة العفو الدولية الحصيلة المرتفعة للضحايا وتدين قوات التحالف العربي العسكري- الذي تقوده المملكة العربية السعودية ويتلقى الدعم من الغرب- بارتكابها لجرائم حرب بحق الضحايا المدنيين.

 

ففي أحسن الأحوال، يتم عرض هذه المعركة أو القضية للعالم وكأنها قصة صراع يجمع الشيعة والسنة في حين تتناولها وسائل الإعلام الأكثر حزبية على أنها هجوم إيراني ضد السيادة اليمنية.

 

ومن خلال هذا المقال، نحن نحاول تسليط الأضواء على التفاصيل الدقيقة وخفايا هذا الجزء الخطر لـ “الشرق المعقد”، بيد ان هذا المقال لن يواكب أو يتماشى مع “الأفكار البسيطة” التي ينشرها الإعلام الغربي.

 

أولاً وقبل كل شيء، لابد أن نأخذ بعين الاعتبار الماضي المضطرب لليمن، فلطالما اتسمت سلطته المركزية بالضعف في بلد تسوده التعصبات القبلية. وللحديث بإيجاز عن ماضي اليمن، نجد أن البلد شهد حلقتين من الحروب الأهلية الكبرى إحداهما كانت في الستينات والأخرى في التسعينات.

 

أما الحلقة الثالثة لهذه الثلاثية الخطرة بدأت منذ العام 2014، إذ جمعت كلاً من جماعة الحوثي الشيعية والقوى الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح (الذي بقي على عرش السلطة أكثر من 31 عام)، ضد الحكومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والذي تم ترشيحه في العام 2012 عقب الثورة اليمنية وتعرف هذه الحكومة بـ “الشرعية” والتي تعد حكومةً معترف بها من قبل المجتمع الدولي.

 

وعلى إثر هذه الصراعات، تمكنت القوى الحوثية (التي يزعم بأنها تتلقى الدعم من إيران) من السيطرة على العاصمة صنعاء وإحرازها لتقدم مفاجئ نحو جنوب اليمن، الأمر الذي أدى إلى تشكيل تحالف عربي عسكري “سني” منذ مارس 2015، بقيادة المملكة العربية السعودية وبدعم من الدول الغربية وذلك من أجل إيقاف هذا التقدم المفاجئ الذي شكل تهديدات وخطورة بالنسبة لحكومة هادي .

 

هل من الصائب، تصوير الحرب في اليمن على أنها صراع بين السنة والشيعة؟

 

أعلن الرئيس الحالي في اليمن، عبد ربه منصور هادي في مارس 2015 أن ” مدرسة الإثنى عشرية “الشيعية” المتبعة في إيران لن يقبلها اليمنيون إذ أنهم ينتمون لأحد المذهبين إما الزيدي أو الشافعي”، هذه التصريحات تعد مزيجاً من التناقضات التي بدورها تؤدي إلى تعقيدات الوضع في البلد لكنها بالفعل تستحق التأمل:

 

تحليل الصراع في اليمن على أنه صراع بين طوائف مختلقة تصدر الخطابات الإعلامية على أوسع النطاقات بحيث يتم اقتباسها إلى حد كبير من الخطابات التي تقوم بها قوات التحالف العربي: وهو أن إيران- أكبر موطن شيعي منذ بداية القرن السادس عشر- تهدف إلى زعزعة استقرار الدول والممالك التي تسود فيها الأغلبية السنية لاسيما من خلال نشرها للمذهب الاثنا عشري الشيعي ( الذي يعترف بشرعية الأئمة الاثني عشرية)، من خلال دعمها أيضاً للجماعات المسلحة التي تنتمي إلى هذا المذهب مثل (حزب الله، المليشيات العراقية والأفغانية).

 

اليمن يتألف من جماعتين: الأولى تمثل حوالي 55-60% وتتبع للمذهب السني ( ينتمون إلى الفقه الشافعي) وتستقر في المناطق الجنوبية الساحلية لليمن، في حين أن الجماعة الثانية تسمى “الزيدية” تمثل حوالي 40-45% وتتبع للمذهب الشيعي ( والذين من جانبهم يعترفون بالخمس الأئمة)، وتتواجد أغلبية هذه الجماعة في المناطق الجبلية الشمالية لليمن والتي تعد ضمن الحدود التابعة للمملكة العربية السعودية، ومن البديهي إذن أن تكون هذه المناطق أرضاً خصبة للمصالح الإيرانية في المنطقة العربية.

 

ولكن، من الناحية العقائدية، فإن الأقلية التي تتبع التيار الزيدي من الصعب اختزالها لتصبح ضمن التيار الشيعي الإثنا عشري الذي يتبعه الإيرانيين والعراقيين. فعلى الرغم من أن هذين التيارين يعترف كلاً منهما بالشرعية المطلقة للإمام علي وذريته بالضبط كما هو الحال بالاعتراف بنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) وخلفاؤه، إلا أن الأسس النصية والتقاليد والأعراف وطقوس العبادة بالإضافة إلى مفهوم الإمامة بالنسبة لكلا التيارين تظل مختلفة تماماً.

 

حتى أن البعض يصف الزيدية بأنها نوع من التوسط العقائدي الذي يجمع بين السنية والشيعية: فمن جهه، نجد أن التيار الزيدي لا يشوه ولا يسئ إلى الثلاثة الخلفاء الأوائل في الإسلام- المحببين إلى السنة- في حين أن الشيعية تنتقد وتكن نوعاً من الكراهية ضد هؤلاء الخلفاء باعتبارها إياهم منتهكين للحكم الإسلامي. ومن جهة أخرى، وفيما يتعلق ببعض الطقوس الدينية فإن الزيدية تتبع المواقف السنية ( مفاهيم منعزلة عن الحكم الحر… الخ). ولكنه من غير الممكن القيام بدراسة وافية تامة الوضوح من خلال هذا المقال فيما يتعلق بجميع هذه التفاصيل الدقيقة.

 

ويظهر الموقف المتوسط للزيدية أيضاً في مفهوم الهوية المبهم الذي يتخذه الزيديين بأنفسهم، ففي إحدى الدراسات لوران بونيفوي التي تتناول تاريخ التطور لهذا المذهب: “أجاب احد الشباب الناشطين ذو الأصل الزيدي بعد سؤاله عن العلاقة بين الزيدية والسنية، بأن المذهب السني يتكون من أربعة مذاهب (مدارس فقهية) وهي الشافعية، الزيدية، الحنفية والحنبلية حيث أشار إلى أن الزيديين هم من ضمن الإخوان المسلمين بالإضافة إلى تجاهله للمدرسة المالكية ودمجه لطائفته الأصلية ضمن الأغلبية السنية”.

 

ومن خلال هذا، أشار الكاتب إلى التقارب الملحوظ في الهوية والطقوس الدينية بين المذهبين الشافعي والزيدي في اليمن، وذلك من أجل توضيح هذا التطور الحاصل في المفاهيم الاجتماعية والديموغرافية مثل: الهجرة والتحول المدني (التمدن)، بالإضافة إلى التحولات السياسية. “فمنذ أواخر الستينات، تعمل السلطة ومن أجل تأسيس وحدة وطنية على دعم بل واستخدام إجراءات تسوية الهوية، حيث أن المناهج المدرسية في مادة التربية الإسلامية والتي يتم نشرها من قبل وزارة التربية والتعليم تقوم بتجاهل الاختلافات التي من الممكن أن تكون موجودة في العقائد الدينية بين المذهب الشافعي والمذهب الزيدي”.

ومنذ العام 1962، الذي شهد نجاح الثورة اليمنية وسقوط نظام الإمامة، عارضت مختلف التيارات الزيدية ظاهرة هذه التأثيرات الثقافية المرتبة بالإضافة إلى أن ضعف الدولة اليمنية وانعدام الخدمات العامة الدائمة في المناطق الريفية، أدى إلى تعزيز استمرارية المعاقل التي تطالب باستعادة الزيدية. ومن المؤكد أنه من ضمن إحدى النتائج المترتبة على هذه المعاقل، كان ظهور الحركة الحوثية بداية الألفية الثانية، فقد اعتبر الحوثيين أنفسهم مهمشين من جميع النواحي سواء الدينية، السياسية، الاقتصادية أو حتى الاجتماعية، مما جعلهم يطمحون للحصول على هذه الحقوق الأساسية، لاسيما عن طريق استبدال الحكومة الفاسدة والمتهمة بتواطئها مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ليعود نظام الإمامة الشيعي ويحل بدلاً منها.

 

ما هي القضايا الأكثر أولوية في مثل هذا الصراع؟

 

رسمياً، تترأس المملكة السعودية تحالفاً عسكرياً يتلقى الدعم من المملكة المتحدة، فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الدعم يشمل تزويدهم بالأسلحة بالإضافة إلى تقديم المساعدة في مجال الاستخبارات العسكرية ويهدف هذا التحالف إلى دعم الحكومة الشرعية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي والمعترف بها من قبل “المجتمع الدولي”، ضد جماعة الحوثي. ولا يخفى على أي أحد أن خليج عدن الذي يقع على الحدود اليمنية هو أحد الاختناقات الثلاث في الطريق البحري، بالإضافة إلى مضيق هرمز وقناة السويس، التي يتم عبرها نقل النفط من منطقة الخليج العربي إلى أوروبا. فالقضية إذن تخدم في المقام الأول المصالح التابعة للممالك النفطية والدول الغربية وذلك من أجل تأمينهم للقناة التي تقوم بتوصيل واردات النفط والغاز للدول الغربية.

 

ومن أجل تعقيد التحليل، لنضيف بعض القضايا المحلية والإقليمية:

اختار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الاصطفاف إلى جانب الحوثيين بعد أن حاربهم لوقت طويل، وقد اختار هذا التحالف من أجل محاربة حزب الإصلاح (التابع لجماعة الإخوان المسلمين). وفي تعليق لفرانسوا بورجا، أستاذ العلوم السياسية، يقول أن “الرئيس صالح تذكر أخيراً بأنه ينتمي للطائفة الزيدية، فقد قام باستخدام سلاح التقسيم الطائفي هذا من أجل الانتقام من حزب الإصلاح”. في المقابل، قام حزب الإصلاح بتشكيل “جبهة الخلاص الوطني” مصطفاً إلى جانب الحزب الناصري، جماعة آل راشد (جماعة سلفية) والجماعات الانفصالية في الجنوب.

 

على الصعيد الإعلامي، يسعى المعارضون العرب لجماعة الحوثي إلى تشويه سمعتهم من خلال تشبيههم ومساواتهم بأنصار الشيعة الثوريين الذين ينتمون لإيران. ففي الواقع أن الدعم الإيراني الذي يتم تقديمه للحوثيين والذي تم مناقشته من قبل العديد من المحللين السياسيين، اتضح أنه دعماً عسكرياً ضعيفاً لا يضاهي النيران التي تقوم الرياض بشنها على اليمن. وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في المقام الأول بالنسبة للجهات التي تحاول نشر مثل هذه الأفكار.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

فضلاً عن ذلك، تسببت الفوضى العارمة في توطيد تواجد الجماعات الجهادية في جنوب اليمن ناهيك عن غرس خلايا جديدة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وفي هذا الصراع الممتلئ بجنون العظمة والذي بات لا يعقل، إذ يحارب السعوديين الوهابيين ضد الجماعات الشيعية (التي تطوق سوريا، العراق واليمن)، في حين أن الرياض لازالت كما كانت علية من خلال لعبتها المضطربة التي تقوم بها مع الجماعات المتطرفة في جنوب اليمن، سواءً كانت هذه الجماعات تربطها صلة قوية او ضعيفة مع تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.

 

كل هذه الأمور تشير مرة أخرى للإستراتيجية الفاشلة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار لويس امبرت، صحفي تابع لصحيفة لوموند الفرنسية أن: “عبد الرؤوف الذهب، الشخصية البارزة التي لقت مصرعها خلال الغارة الأمريكية التي تم تنفيذها في اليمن في يناير من العام الجاري، تم تقديمه من قبل واشنطن بصفته قائد عمليات كبير في تنظيم القاعدة، في حين أنه كان احد الزعماء القبائل المتحالفين مع القوى الموالية للرئيس هادي المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية. ولكن جزءاً من أسرة عبد الرؤوف الذهب تجمعها علاقة مصاهرة مع الداعية الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي، أحد زعماء تنظيم القاعدة والذي تم قتله في غارة أمريكية لطائرة بدون طيار في العام 2011”.

 

وبالرغم من انخراط الرياض مالياً وعلى نطاق واسع في الصراع السوري وانخفاض أسعار البترول الناجم عن ذلك، إلا أن الضعف العسكري الذي شهدته المناطق اليمنية، جعل من اليمن فريسة تستصيغها السعودية لصالحها (كما كان الحال قديماً بالنسبة للعثمانيين).

 

قوات التحالف العربي التي تم تشكيلها من قبل المملكة العربية السعودية ووصفت بأنها “جبهة سنية”، لم تكون سوى إحدى محاولات المملكة لإثبات زعامتها مرة أخرى على المناطق الإسلامية. ففي الواقع، يتألف هذا التحالف أساسيا من ممالك النفط العربية التي لطالما انتابها القلق إزاء كل الحركات الاحتجاجية التي من الممكن أن تتسبب في زعزعة أمنها وإضعاف شرعيتها، لاسيما عندما تكون إحدى هذه الحركات “شيعية” وهي الحوثية والتي يزعم بأنها مدعومة من قبل إيران.

 

وفي نفس السياق، لا ننسى الثورة التي شهدتها البحرين في العام 2011 حيث قامت المملكة العربية السعودية حينها بسحق المتظاهرين، ولكنها قوبلت بالصمت..)، ومع ذلك، فإن الرياض ترى أن سيادتها السياسية تواجه خطر الانهيار.

من جانبها، رفضت باكستان التي تشهد أيضا العديد من الصراعات الطائفية، أن تكون عضواً في هذا التحالف الذي يجيز للأخ قتل أخيه.

 

ومنذ البداية، تختلف الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وهما الدعامتين الأساسيتين لهذا التحالف لاسيما من ناحية هدف كلاً منهما: فالرياض تقدم الدعم للجيش التابع لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، في حين أن الإمارات تقف إلى جانب الانفصاليين في المناطق الجنوبية لليمن. ولكن الإمارات العربية المتحدة قامت بالانسحاب من هذا التحالف في يونيو من العام المنصرم.

 

أشعلت هذه المشاكل المتعددة في السعودية نار الخصومة والتنافس في أوساط الأسرة الملكية لهذه الدولة التي ترتكز على توارث الحكم والسلطة، ففي الواقع أن الصراع في اليمن هو بأي حال من الأحوال يخدم القضايا الداخلية للمملكة السعودية: ذلك أن الشاب محمد بن سلمان الذي تولى منصب وزير الدفاع كما انه نائب ولي العهد، يرى أن الحملة العسكرية في اليمن بمثابة طريقة لضمان شرعيته و قيادته في أوساط نظام الحكم، خصوصاً من اجل مواجهة منافسة الرئيسي، محمد بن نايف، الوزير الحالي لوزارة الداخلية.

 

من جانبها، الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن تنأى بنفسها تدريجياً عن الصراع في اليمن لاسيما بعد رؤيتها للمملكة العربية السعودية وهي تغرق في شرك المستنقع اليمني يوماً بعد يوم، حيث قامت واشنطن بسحب الجزء الأكبر من موظفيها الذين أقاموا في السعودية من أجل تنسيق الدعم الأمريكي. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت مستمرة في تنفيذ العمليات العسكرية في اليمن حتى في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب وذلك من أجل استهداف القادة التابعين لتنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.

 

وكما هو الحال تماماً بالنسبة للقضية السورية، فالأمر هنا يتعلق بحرب لا نهاية لها، يتم التحضير لها في الباطن من قبل توابع للزعماء الأساسيين في الغرب.

 

أما بالنسبة لليمن، فقد بات العد التنازلي مرعباً للغاية: ذلك أن هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 26 مليون نسمة، يعيش تحت نيران القصف التي راح ضحيتها زهاء عشرة آلاف قتيل جزء كبير منهم هم من المدنيين الأبرياء، ناهيك عن تشريد 3 مليون شخص ونفي مئتي ألف آخرين، في حين أن 14 مليون هم بحاجة طارئة للمساعدات الإنسانية.

 

وفي حال تعرضت التصرفات الانفصامية للمملكة العربية السعودية  للانتقاد الشديد كونها داعياً للحرب، فهو أمر فوق المقبول أو المسموح أن يتقبله “المجتمع الدولي”، لاسيما بالنسبة لفرنسا التي تعفي شريكها التجاري السعودي بدون أدنى خجل وكأنها تقوم بفعل خير. وبالفعل، في دول العالم الثالث يتم قتل البريء بكل بساطة على خلاف ما يقال….

(273)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,