الهوية اليمنية الكبرى تسحق أقزام الهويات الصغيرة

عبدالفتاح حيدرة

انا يمني.. هذه هي هويتي .. وهويتكم ايضا شاء من شاء وأبى من أبى .. يمنيتنا يمننا هي هويتنا.. اليمنية هي هويتنا الجامعة الكبرى لنا كشعب وجغرافيا وثقافة وعادات وتقاليد وانتماء سياسي او عرقي او مذهبي او طبقي او مناطقي او قبلي او إداري نرجع كلنا الى هوية كبرى جامعة هي الهوية اليمنية.

نحن يمنيين ولا نملك هوية غير هذه الهوية لنـُعبر فيها عن فخرنا وعزتنا وكرامتنا التي كسبناها بالتراكم التاريخي والحضاري والزراعي والهندسي والتجاري والديني والقبلي والحربي الذي تراكم من قبل التاريخ ان يبدأ في زاوية جغرافية معينة ومحدده ومعروفة للقاصي والداني للحي وللميت للعرب وللعجم للصم والبكم والعميان ايضا ، دونتها كتب الرسالات السماوية الثلاث ووثقتها كتب التاريخ كلها وضربت بها الأمثال في قصص الانبياء وسير العظماء ورحلات التجار وبطولات المحاربين ومواقف الابطال وقصائد الشعراء وعلم العلماء وفقه الفقهاء وصليل السيف اليماني ونقوش الحضارات العالمية وتماثيلها حتى في الاساطير والحكايات الخرافية كانت اليمن حاضرة وموثقه.

الهوية اليمنية الممتدة منذ تكونت الارض وتحضر الانسان وصنع وبناء وعمر وزرع وتاجر وحتى اللحظة كانت هي الشوكة في حلق كل الحكومات والدول والأنظمة الطارئة التي لا تملك هوية او تاريخ ، اليمن بالنسبة لهم ولتطورهم التكنولوجي والمعرفي والمالي هي هوية التاريخ وهوية الاصالة وهوية الانسان وهوية الجغرافيا وهوية الشرف وهوية الكرامة وهوية الزراعة وهوية التجارة وهوية العلم وهوية الحكمة وهوية الايمان وهوية المحارب وهوية الشجاعة.

باختصار انها هوية جامعه متكاملة ومتناسقة ومصقولة ونقية يكفي بريقها اذا ظهر ان يدمر وينسف لمعانه مجد ومعرفة وتكنولوجيا والمستقبل الزائف لهذه الدول الكرتونية الطارئة وقد يقول قائل انني اتحدث هنا فقط عن دول الخليج لاااااا ، دول الخليج لا يزال اسمها للان يدرس في ثلاثة ارباع العالم باسم الخليج الفارسي .. انني اتحدث عن امريكا وعن اسرائيل.

الدولتين اللتين ظهرتا ظهورا طارئا على العالم أسستا دولتيهما بالدم والقتل والذبح والسحل والإجرام والانحطاط والدناءة والخسة والسرقة والاغتصاب واللؤم والكذب والاحتيال ، دولتين كان ظهورهما ظهور اجرامي على حساب الصبغة الانسانية والمهمة الانسانية والبشرية .. هذا هو تاريخ هاتين الدولتين .. ولتجنب هذا التاريخ المخزي والمثير للاشمئزاز والتقيؤ ولتغطية تاريخهما البشع والقذر والمنحط قفزتا الى المستقبل للصناعات والتكنولوجيا والانفتاح الرأسمالي الوقح ووفرتا للإنسان الرفاهية التي اعمته وضللته عن انسانيته لينسى تاريخهما الدموي والمثير للقرف .. وفي خط موازي اخر للقفز الى المستقبل لتغطية تاريخهما المخزي بقي نصوع تاريخ الانسان الحقيقي وفطرته وانسانيته هو همها الاول لانه سيفضح ويعري تاريخهما اللا انساني واللا اخلاقي واللا ديني واللا بشري.

وهنا اذا بقيت الهوية التاريخية متماسكة ومترابطة ومتراصة وتتطور تراكميا كما هي لن يكون لرفاهية الآله والتكنولوجيا اي تأثير على حنين الفطرة الانسانية لدى شعوبهم وسيبقى هدف كل عامل وموظف ورجل اعمال وعالم وباحث لديهم هو قضاء فترة نقاهته وبحثه وتعليمه وأمواله ومعرفته في هذه الاماكن وكلما شده الحنين الانساني والفطرة الانسانية السوية ستكون هويته وتاريخه امام عينيه مجرد اقزام امام هويتنا وتاريخنا.

وكلما زادت معرفته وبحثه سيجد نفسه يفاخر بالحديث عن الهوية الثابتة والتاريخ الثابت ويلعن تاريخه الطارئ المجرم وهويته الآلية التي بدون مشاعر وأحاسيس انسانية.

لذلك كان الهدف هو تمزيق دول الهوية التاريخية الانسانية حتى لا تفضح دول الهوية الطارئة المتوحشة وتتحول الهوية الانسانية الحقيقية الى حالة عالمية محبه ومسالمة تنسف وتلعن تاريخ هذه الدول وتزيل وجودها من على وجه الارض.

ان الحرب على اليمن هي بالأصل حرب على الهوية اليمنية الجامعه الكبرى انها حرب تفتييت وتمزيق تخلق هويات أخرى ناشئة كما نشئت امريكا واسرائيل والسعودية بالدم والإجرام والانحطاط الانساني والاخلاقي والقيمي والوهم والإحساس الآلي .. هويات تقزيمية مشتته ومتناحرة ومتقاتلة تخدم التاريخ الاجرامي لهذه الدول وليكون الجميع لديهم تاريخ وهمي واحد مبني على مستقبل الآلة بدون اي صفات انسانية او مشاعر انسانيه وبدون مرجعية تاريخية وقيمية انسانيه .. هويات المجرمين واللصوص وقطاعي الطرق والمحتالين والعملاء والخونة والمتوحشين.

انا يمني..

هذه هي هويتنا الجامعة الكبرى .. التي لها تراكمها التاريخي الذي نتفاخر به ونتشرف به ونستند اليه في مواجهة مشروع دول الآله الاجرامية الامريكية الاسرائيلية السعودية..

انا يمني..

بهذه الهوية فقط وتاريخها المشرف والمتماسك والواحد والصلب صمدنا وتحدينا وانتصرنا وعرينا وكشفنا تاريخ الدول الطارئة التي تريد ان يكون تاريخنا مثل تاريخها عبارة عن مجموعة هويات صغيرة.

 

(231)

الأقسام: آراء