صحيفة “لوماتان داليجيري”: الدافع الحقيقي للحرب على اليمن هو النفط والصواريخ اليمنية حطمت ميزان الرعب

ترجمة: شامية الحيدري: المراسل نت:

وضعت المملكة العربية السعودية الثروات النفطية التي تتمتع بها جارتها اليمن في مرمى أهدافها وذلك من أجل تجنب الانخفاض المرعب الذي قد يقود المملكة إلى الجحيم وينهي ثروة عائلة آل سعود، فبحسب خبراء اقتصاديين أن اليمن يحتوي على أحد اكبر احتياطي للبترول في المنطقة والعالم، ولهذا السبب تبدو هذه الحرب بعيدة كل البعد عن أن تكون حرباً طائفية بين الشيعة والسنة وعلم الرغم من أننا نود تصديق ذلك إلا أن الأمر يتعلق بحرب على الثروات النفطية كما هو الحال بالنسبة للحروب الأخرى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (العراق، سوريا، ليبيا).

حورية آيت قاسي|صحيفة “لوماتان داليجيري” الناطقة بالفرنسية:

الهدف الحقيقي الذي يقف وراء هذه الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية وحلفائها ضد اليمن يكمن في الاستيلاء على الثروات النفطية لهذا البلد، وهو التحدي الرئيسي في هذا الصراع الجغرافي والسياسي.

 

وبحسب الخبير الاقتصادي اليمني محمد عبد الرحمن شرف الدين، أوضح من خلال مقال تم نشره على قناة آر تي بللغة الفرنسية، أن اكتشاف حقول كبيرة للنفط في اليمن هو “أحد الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية لشن هجومها على اليمن”، مع علمها بأن “محافظة حضرموت تحتوي في باطنها على ثروة نفطية هائلة وأن احتلال المناطق الجنوبية لليمن يأتي ضمن خطى للمملكة السعودية لتغذية ثروتها النفطية”، وأكد على أنه “وبعد اكتشاف حقول النفط الضخمة في جنوب اليمن، انضمت الإمارات العربية المتحدة هي أيضاً للتحالف العسكري في اليمن”.

 

كما كشف أيضاً أن الرياض وبالتعاون مع شركة توتال الفرنسية قامت بتحويل احتياطي النفط اليمني إلى موقع نفط آخر يتبع للسعودية تم إنشاؤه تحت إدارة شركة ارامكو السعودية والذي يقع في منطقة الخرخير بالقرب من نجران – مدينة سعودية تقع على الحدود اليمنية- وأضاف الخبير الاقتصادي محمد عبد الرحمن أن الرياض وتوتال تقومان بضخ 63% من النفط اليمني بموافقة من الرئيس عبد ربه منصور هادي بينما يتم استخدام الأموال العائدة من مبيعات هذا البترول لتمويل الحرب ضد اليمن.

 

وبحسب خبير اقتصادي آخر، حسن علي السنيري أن: “واشنطن والرياض قامت برشوة الحكومة اليمنية السابقة كي تتوقف عن أي أعمال أو أنشطة للتنقيب عن النفط في حين أظهرت البحوث العلمية والتقديرات التي قامت بإجرائها شركات الحفر الدولية أن احتياطي البترول في اليمن يعد أحد أكبر الاحتياطيات في منطقة الخليج العربي بأكملها”، ذلك أن المخزون الذي تم اكتشافه في محافظة الجوف فقط من الممكن أن يجعل اليمن لتصبح ضمن احد أكبر الدول المصدرة للبترول في المنطقة والعالم بأسره وهذا ما أكده خبراء آخرين.

 

وبما أن إنتاج النفط والغاز لا يفي بالغرض إذ أن الأمر يتطلب أيضاً توفير الوسائل من أجل تصدير النفط والغاز إلى الأسواق الخارجية وذلك لن يتم إلا من خلال ممرات ملاحية آمنة، وهذا ما يؤكد على أن الحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط هي حرب على أنابيب وخطوط النفط وقنوات الملاحة.

 

فاليمن يتمتع بوجود مضيق باب المندب وهو مفترق طرق استراتيجي للنقل البحري، حيث أنه عبر هذا المضيق يتم نقل 40% من النقل الدولي للبضائع بالإضافة إلى ثلاثة أرباع النفط التابع لمنطقة الشرق الأوسط، وهذا هو المحور الأساسي للصراع في اليمن. وتكمن الأهمية الإستراتيجية والجغرافية لهذا المضيق كونه يربط البحر الأحمر في خليج عدن بالمحيط الهندي، ويربط المحيط الهندي بالبحر الابيض المتوسط عبر البحر الأحمر وقناة السويس، فهو بمثابة بوابة دخول تطل على شرق افريقيا. وقد قامت قوات التحالف العربي وحلفائها بتنفيذ عدة هجمات من أجل السيطرة على هذا الممر الحيوي لاسيما بالنسبة للملاحة الدولية.

 

كما أن هذه الحرب التي تهدف لاحتلال اليمن وتفكيكها وضعت من جزر هذا البلد هدفاً نصب أعينها مثل جزيرة سقطرى وميون، فقد قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بتأجير جزيرة سقطرى للإمارات العربية المتحدة (أحد الدول المشاركة مع قوات التحالف العربي ضد اليمن) وذلك لمدة 99 عام. هذه الجزيرة التي تعتبر فريدة من نوعها وجنة الله على الأرض كما أنه تم تصنيفها من ضمن التراث العالمي وتكمن أهميتها في استخدامها لإيواء عمليات التدريب العسكري الذي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة. أما بالنسبة لجزيرة ميون التي تقع بالقرب من مدينة تعز وتبعد بضع كيلومترات عن مضيق باب المندب فهي من المتوقع بيعها للمملكة العربية السعودية أو أحد الدول الأخرى المشاركة في التحالف العربي والتي تتنافس بشدة للسيطرة عليها وتأسيس قاعدة عسكرية فيها.

 

الصواريخ اليمنية تحطم ميزان الرعب:

بعد مرور عامين على الحرب الدامية في اليمن، لازالت حركة أنصار الله (الحوثيين) و القوات اليمنية التي اصطفت إلى جانب الجيش- الذي ما يزال يحافظ على ولائه للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مستمرة في نضالها ومحاربتها ضد العدوان والاحتلال الذي يهدد بلادهم على الرغم من أن قوات التحالف العربي “الناتو العربي” تفوقهم من الناحية العسكرية، ولكن هذا العام شاهدنا تطوراً ملحوظاً في الصواريخ الخاصة بالقوات اليمنية، بتطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على التحييد عن نظام الدفاع السعودي وبالتالي كسر ميزان الرعب.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

العديد من الهجمات الصاروخية اليمنية تمكنت من الوصول إلى الرياض وجدة، ولعل آخرها كانت تلك التي استهدفت القاعدة الجوية للملك سلمان وسط الرياض. ويرمي الجيش اليمني إلى استهداف المدن السعودية التي تتقاسم مع اليمن حدوداً مشتركة وهي (نجران، جيزان وعسير) حيث تمكن الجيش من التوغل فيها بعمق، بيد أن المدن الأخرى التابعة لممالك النفط الخليجية المشاركة في التحالف العربي هي أيضاً محط أنظار الجيش اليمني الذي يعتبر هذى الهجمات ليست إلا ردود أفعال دفاعية ومشروعة للرد على المجازر والجرائم التي تقوم  قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بارتكابها بحق الشعب اليمني وأراضيه، دون أي استثناء او تجنب للمدنيين.

 

أكد المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد شرف لقمان في مقابلة تم إجراءها معه على قناة الميادين الفضائية أن الجيش يستعد لإطلاق المرحلة الثانية من هجماته الصاروخية بعيدة المدى، وأضاف: “اننا تمكنا من تطوير اسلحتنا وتحقيق تقدم حتى تتمكن من ضرب العاصمة السعودية فقد أصبحت الصواريخ الجديدة جاهزة وإنه بعد ضرب الرياض ستدخل الحرب في اليمن مرحلة جديدة وستتغير جميع المعادلات”. من جهته أشار العقيد عزيز رشيد إلى أن” الصواريخ الاستراتيجية في اليمن تؤسس توازن رعب ضد المملكة العربية السعودية” وأضاف أن “القواعد العسكرية السعودية والمطارات والموانئ في المنطقة الشرقية من الدمام (مدينة تقع على الحدود السعودية البحرينية) ستكون الهدف القادم للصواريخ اليمنية “.

 

بعد أن تعرض نظام الدفاع الجوي اليمني للتعطيل من قبل الرئيس هادي قبل مغادرة للبلد، تمكن مؤخراً من استئناف العمل حيث قام في 16 مارس بإسقاط طائرة اباتشي تابعة لقوات التحالف العربي وذلك في منطقة الفقيه في محافظة الحديدة، كما تم أيضاً اسقاط طائرة من نوع اف 16 في مدينة نجران على الحدود السعودية في 24 فبراير وأخرى من نوع اباتشي في منطقة ذباب بالقرب من مضيق باب المندب في 25 يناير.

 

وبحسب صحيفة الخبر الجزائرية فأن القوات اليمنية تمكنت من التوغل بعمق واحتلال مواقع مهمة في المدن السعودية الواقعة على الحدود اليمنية ومن ضمنها نجران حيث تمكنت القوات اليمنية حالياً من السيطرة على الجهة الجنوبية للجبال التي تحيط بهذه المدينة إذ أن أغلبها هي قواعد عسكرية سعودية تستخدمها القوات اليمنية لصد أي غارات جوية تقوم بها قوات التحالف العربي في المنطقة.

 

أما عن المعارك التي تدور على ساحل البحر الأحمر، أعلنت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي أن الصواريخ اليمنية قامت باستهداف السفن التابعة لقوات التحالف العربي ومن ضمنها الفرقاطة السعودية التي تم استهدافها بداية شهر فبراير في البحر الأحمر بالقرب من محافظة الحديدة وذلك أثناء قيامها بالمشاركة في القصف الذي طال المناطق الساحلية الغربية لليمن. من الجدير بالذكر أن هذه السفينة التي كانت تقل على متنها 176 من الجنود والضباط بالإضافة إلى طائرة هيلوكبتر قتالية، تم استهدافها بدقة عالية. وفي اكتوبر من العام المنصرم تم تدمير سفينة حربية تتبع للإمارات العربية المتحدة وذلك عند محاولاتها الاقتراب من سواحل ميناء المخا حيث أن هذه السفينة هي السفينة السابعة لقوات التحالف العربي التي قامت القوات اليمنية بتدميرها منذ بداية الحرب على اليمن.

 

عامان مرت منذ بدء الحرب على اليمن، لم يفقد الشعب اليمني آماله ولم يسقط راكعاً بل سيبقى واقفاً ليدافع عن وطنه وكرامته، فهو متعطش للحرية أكثر من أي شيء آخر، لا للسلطة ولا للمال ولا للكبرياء الذي تطمح إليها الممالك النفطية بدلاً من إنهائهم لهذه الحرب التي باتت بالفعل حرباً خاسرة. بيد أن الملوك إن لم يمتلكوا الحكمة والعقل إلى جانب السلطة، فبالتأكيد سيقودون مملكتهم بصورة عمياء نحو السيء والأسوأ ليتسببوا بالهلاك لبلادهم ويجروا أذيال الهزيمة.

(537)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,