موقع “موندليزاسيون”: واشنطن تتجاهل مليونية صنعاء وتعزز مشاركتها بالحرب على اليمن

ترجمة : اسماء بجاش: المراسل نت:

مون اوف الأباما|موقع “موندليزاسيون” الكندي:

تجمهر ما يقرب من مليون شخص في العاصمة اليمنية صنعاء لإحياء الذكرى الثانية للحرب التي تقودها كلاً من المملكة العربية السعودية, دولة الامارات العربية المتحدة, المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية.

 

فهذه المليونية اليمنية لم تكن محط اهتمام الصحف الأمريكية ” واشنطن بوست و نيويورك تايمز”.

 

فقد اختارت الصحيفتين تسليط الضوء على تظاهرة لما يقرب من 8000 شخص فقط في العاصمة الروسية موسكو والتي نظمها أليكسي نافالني الناشط السياسي الذي اكتسب شهرة في روسيا وخصوصًا في وسائل الإعلام الروسية كناقد للفساد ، كما انه معروف بتوجهه العنصري المعادي للسامية ذات نزعة قومية متطرفة ويعتزم الترشح ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية. وبحسب استطلاعات الرأي لم يتجاوز عدد مؤيده 1% .

 

شنت المملكة العربية السعودية هذه الحرب على اليمن من أجل إظهار مدى رجولة الأمراء السعوديين. وبطبيعة الحال, فان هذا السبب المعلن من الممكن ان لا يكون السبب الحقيقي, ولكنه السبب المنطقي الوحيد. بينما لا احد يعرف السبب الذي يكمن وراء مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب.

 

فبعد يوم من نشر “مجلس الأمن القومي الأمريكي” على الموقع الالكتروني الخاص بالبيت الابيض للبيان الصحفي لقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال  “لويد جيمس أوستن” حول أهداف دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الحرب التي انهت عامها الثاني, كان جوابه الصاعق الذي حدد الخصائص الأكثر دقة والتي ادلى بها مسؤول أمريكي: “في الوقت الراهن, فأنا لا اعرف ما هي الأسباب والغايات التي تكمن وراء الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن, فأنا بحاجة لمعرفة هذه الأسباب من أجل تقييم إمكانيات واحتمالات نجاح هذه الحملة”.

 

ويبدو أنه لا يوجد أي أهداف أو غايات واضحة الملامح  حتى الآن, سوء القى القنابل بصورة عشوائية وغير مدروسة.

 

اكد السعوديين أن قوات تحالفهم القت 90000 قنبلة منذ بدأ الحرب على اليمن التي دخلت عامها الثالث اواخر مارس المنصرم, وذلك بمعدل 123 قنبلة بشكل يومي أي ما يعادل 5 قنابل بالساعة الواحدة, وذلك دون اي سبب وجيه يمكن أن يبرر هذا العمل, وهو ما لم يساعدهم على احراز اي تقدم.

 

إن التحالف الذي جمع جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح اخذ على عاتقيه مجابهة المملكة العربية السعودية, حيث اعلن تحالف الحوثي-صالح من جانبه  تدمير 176 مركبة وقود بديل, 643 مركبة مدرعة مضادة للكمائن والألغام, 147 دبابة قتالية, 12 طائرة أباتشي, 20 طائرة بدون طيار و4 طائرات مقاتله, علاوة على ذلك, فقد اطلقت هذه القوات 109 صاروخ باليستسي تكتيكي.

كما تغنى تحالف الحوثي- صالح بالعديد من النجاحات كالتوغل في الاراضي التابعة للمملكة العربية السعودية.

 

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على التخطيط لهذه العمليات, توفير المعلومات اللازمة, إعادة تزويد الطائرات بالوقود الجوي الإضافي, ناهيك عن تزويدها بالذخائر التي تعتبر عمود ارتكاز الغارات الجوية التي تمطرها المملكة العربية السعودية على اليمن, فمن دون هذا الدعم الذي توليه الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية, فان هذه الحرب لن تقوم لها قائمة!

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

أشارت هيئة الأمم المتحدة إلى أن حصيلة هذه الحرب بلغت 5000 قتيل, في حين أشارت جهات اخرى أن الحرب على اليمن خلفت حتى الآن مابين 7000 إلى 8000 قتيل, إلا أن هذه الارقام مثيرة للسخرية. فضربة “جوية مزدوجة” واحدة  نفذتها قوات التحالف بقيادة الرياض على قاعة مراسيم تأبين في العاصمة صنعاء قد خلفت في حد ذاتها  أكثر من 800 شخص ما بين قتيل وجريح. وبالتالي فان الحصيلة الفعلية لهذه الحرب من الممكن أن تصل إلى 100.000 شخص.

 

لقد تعرضت المناطق الشمالية الغربية لليمن -المتاخمة للمملكة العربية السعودية- لغارات جوية عنيفة, قصفت خلالها الطائرات السعودية كل مدينة وقرية مما نتج عنها دمار شامل. ونتيجة لذلك، فما هو المصير الذي آل إليه سكان تلك المناطق؟

 

عملت المملكة العربية السعودية دون ان يرف لها طرف على تهديد و ممارسة ضغوطات على هيئة الأمم المتحدة بتوقيف كافة اشكال الدعم لجهود الاغاثة وذلك في حال أعربت ” الأمم المتحدة” عن استنكارها  للحرب التي تقودها الرياض على اليمن, وهكذا اذعنت الأمم المتحدة لمطالبها.

 

لا يُعد اليمن من البلدان المكتفيه ذاتياً حتى قبل اندلاع الحرب، فقد كان هذا البلد يعتمد على استيراد 90٪ من المواد الغذائية الأساسية.

 

ومنذ ذلك الحين عمدت المملكة العربية السعودية على قصف وتدمير كافه منشآت الإنتاج الغذائي, مزارع الدواجن الحيوانية و المؤانى, كما عملت على قطع جميع الطرق الرئيسية, وهكذا وجدت العاصمة صنعاء نفسها  وغيرها من المناطق المحاصرة امام طريق مسدود, فهي لم تعد تجد اي وسيلة لاستيراد المواد الغذائية جراء الحصار السعودي المطبق.

 

فهذا البلد لم يعد يصله إلا القليل من المساعدات الإنسانية التي تأتي عن طريق ميناء الحديدة المطل على الساحل الغربي, إلا أن هذا الميناء يتم التحكم به من قبل تحالف الحوثي- صالح العدو الأبرز للسعوديين, فهم يعتبرون هذا التحالف مكمن الشر الذي تسعى الرياض إلى انتزاعه.

 

لكن هذا المنفذ يخضع لحصار بحري, فالقوات البحرية والجوية التابعة للجيش السعودي عملت على تدمير جميع السفن التي تحاول دخول أو مغادرة البلد, الا انها سمحت لبعض سفن الاغاثة من الدخول إلى الميناء ولكنهم يواجهون صعوبات جمة في تفريغ حمولاتها, وذلك بسبب تدمير جميع الرافعات الكبيرة جراء  الغارات الجوية التي تعرض لها الميناء.

 

ومع ذلك، عمدت المملكة العربية السعودية إلى تجويع 17 مليون يمني وبات البلد يصارع شبح  انعدام الأمن الغذائي, وهذا يعني أن البلد أصبح على حافة الهاوية فالرياض تريد إغلاق الميناء بشكل دائم وهنا يكمن السبب الذي من خلاله تعتزم دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية  غزو و احتلال الميناء.

 

إن القتال الدائر حول ميناء الحديدة ما هو إلا ذريعة جديدة تسعى من خلاله قوات التحالف العربي إلى اغلاق آخر منافذ الامل حتى لا يتبقى أحد في صنعاء على قيد الحياة.

 

ومن جانبها عملت وزارة الدفاع الأمريكية ” البنتاجون” على مد يد العون للمملكة العربية السعودية من أجل احتلال ميناء الحديدة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ستفعل ذلك؟ والاجابة على ذلك قد جاءت من خلال ما اعلن عنه مسؤول رفيع في الادارة الأمريكية :” إذا لم يتم اتخاذ القرارات على وجه السرعة، فإننا نخشى أن يتفاقم الوضع في اليمن وبالتالي   اتخاذ خطوات بشكل مستقل من قبل شركائنا”.

 

وأضاف أن الادارة الأمريكية لن يكن بمقدورها التصرف بحكمة, ولن تكون قادرة على إدراك العواقب المترتبة على عملياتنا التي نخوضها في مجال مكافحة الإرهاب.

 

لذا ففي حال لم تقدم الولايات المتحدة الأمريكية على مد يد العون للسعوديين “وهذا يعني عدم وجود آلية تنظيمية” من أجل حجب اخر بصيص امل يلوح في سماء البلد- اغلاق اخر مصدر للغذاء بالنسبة للملايين من السكان المحاصرين من قبل الرياض- فان الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون قادرة على فهم ماذا يعني ذلك.

 

والآن، هناك سبب وجيه جدا لإرسال قوات عسكرية إلى اليمن! وأقل ما لا يمكننا فعله هو اننا لن نعرف عواقب بعض الأشياء التي نريد معرفتها, أليس كذلك؟

(180)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,