الغارديان: السيطرة على الحديدة أصعب مما يعترف به السعوديون والإماراتيون والهجوم سيحولها إلى حلب جديدة

ترجمة: جواهر الوادعي| المراسل نت:

 

يهيمن الخوف على حياتي في اليمن. وبصفتي مديرا لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وأحد الأصوات المستقلة القليلة المتبقية في اليمن، فقد تعرضت للاعتقال وشاهدت زملاء تم اغتيالهم وشهدت دفن أصدقاء قتلوا جراء الغارات الجوية السعودية. أما الآن، فالنصف من بلدي يواجه المجاعة.

 

ماجد المذحجي|صحيفة “الغارديان البريطانية”:

 

وعلى الرغم من أن وزير الدفاع جيمس ماتيس يدعو إلى حل سياسي للحرب في اليمن، إلا أنه لم يحذر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الاستيلاء على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية التي تسيطر عليها حاليا قوات الحوثيين. وعلى الرغم من النقاش في دوائر صنع السياسة في الولايات المتحدة، إلا أن الهجوم على الحديدة سيكون خطأ كارثيا لأنه سيوسع الحرب ويعمق من الأزمة الإنسانية. كما أنه قد يسمح لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية بتوسيع نفوذهما في المناطق الساحلية اليمنية. بالنسبة للولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية.

 

اندلعت حرب اليمن عام 2014 عندما أطاحت قوات الحوثيين بالرئيس هادي من السلطة. وقد أدى التدخل الذي تقوده السعودية، بدعم من الولايات المتحدة، إلى تصعيد الحرب. الآن، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها لإجبار  السعودية والإمارات والرئيس هادي والحوثيين على الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب.

 

وهؤلاء الذين يحثون على زيادة التصعيد يقللون من شأن المخاطر على أرض الواقع. إن الاستيلاء على الحديدة سيكون أكثر صعوبة مما يعترف به المخططين العسكريين السعوديين والإماراتيين. وقبل الاستيلاء على الميناء، ستواجه قوات التحالف سلسلة من المدن الصغيرة المحصنة جيدا والواقعة تحت سيطرة الحوثيين. القوات الحوثية مجهزة تجهيزا جيدا، مستعدة للقتال من منزل إلى منزل وعلى استعداد لإحداث أقصى قدر من الخسائر. الغارات الجوية السعودية سوف تتسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين – وتربح الدعاية التي تراهن القوات الحوثية وحلفاؤها عليها.

 

حتى لو كان هناك نجاح، فمن غير المرجح أن مثل هذا الهجوم سيجبر الحوثيين على الجلوس على طاولة المفاوضات. ومن شأن الهجوم أن يقوي مقاومة الحوثيين للحوار السياسي. أي تصور لزيادة مشاركة الولايات المتحدة من شأنه أن يعزز زعم الحوثيين قيادة مقاومة التدخل الأجنبي وتعزيز التجنيد والتعبئة.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

ومن المؤكد أن الاحتمال الضعيف للنجاح العسكري سيتسبب في تكلفة إنسانية كبيرة. ميناء الحديدة هو شريان الحياة في اليمن، فهو يستقبل ما يقارب من 80٪ من المساعدات التي تحافظ على السكان الذين يعانون من الحرب على قيد الحياة. ومن شأن أي هجوم أن يؤدي إلى مزيد من وفيات المدنيين وتشريدهم وأن يقلل من فرص الحصول على الغذاء ومياه الشرب المأمونة والرعاية الطبية. النساء والأطفال سيتضررون بشكل اكبر. سوف تصبح الحديدة حلب اليمن.

 

إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر هدفها الأساسي هو هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن الهجوم على الحديدة لن يكون أمرا منطقيا. لقد كانت القاعدة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من الجماعات المتطرفة غائبة عن المناطق الساحلية. ولكن إذا فشل كل من السعوديون والإماراتيون في السيطرة على الحديدة، فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيتوسع في الساحل الغربي لليمن – مما يعتبر هزيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة.

 

يمكن للولايات المتحدة أن تمهد الطريق أمام حل سياسي واقعي وليس حل عسكري ميؤوس منه،وذلك باستخدام نفوذها لإحياء محادثات الأمم المتحدة. ومن شأن تبني تدابير بناء الثقة والإفراج عن السجناء السياسيين وتثبيت وقف إطلاق النار أن يضع مصالح الأمريكيين واليمنيين أولا.

(300)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,