مفاوضات الكويت تحضّر لفصلٍ جديدٍ من الحرب والميدان يؤكد ذلك

كتب /المحرر السياسي

يكشف جانب من الصورة التي تسير عليها مفاوضات الحل السياسي بين الأطراف اليمنية في الكويت أن هناك عملية تخدير بطريقة أو بأخرى يجري بالتزامن معها وعلى الميدان التحضير لفصل جديد من الحرب خصوصاً أن بعض الأطراف خرجت في الساعات الأخيرة لتتحدث بشكل علني عن عمليات تحشيد عسكري تقوم به متجاهلة تثبيت وقف إطلاق النار ومطلقة اعتراف بسعيها للتصعيد العسكري غير مبالية بالمفاوضات أو بالالتزام تجاه الاتفاقات.

 

عملية التخدير تلك تتمثل في أن المفاوضات بين الحين والأخر تخرج بإعلان عن احراز تقدم كبير بين الأطراف ووضع عناوين كبيرة من قبيل ان تشكيل الحكومة التوافقية بات في طاولة المتفاوضين ثم نكتشف أن ذلك لم يكن سوى عنوان كبير لا يتخذ مكانه الحقيقي في المفاوضات بشكل جدي كون خطوات التنفيذ عادة ترتطم بالمربع الأول المتمثل بالخلاف على آلية تطبيق قرار مجلس الأمن 2216.

 

ضمن قراءتنا للأحداث وسيرها قلنا هنا في المراسل نت أن الدعم الدولي الذي تحظى به المفاوضات يؤكد أن اليمنيين سيخرجون من الكويت بتغيير جذري يجعل ما بعد الكويت مختلفاً عمّا قبلها وقلنا أيضاً من خلال المحرر السياسي في الخامس من شهر مايو الجاري أن ما يحدث في الكويت هو محاولة للتوصل إلى اتفاق حول شكل الصراع القادم والذي سيعتمد بشكل كبير على الأطراف المحلية فيما يجري إخراج السعودية من هذه الحرب من خلال تلك المفاوضات وهذا هو المتغير الذي نتحدث عنه.

 

ولا نقول إننا قراءاتنا نابعة من معلومات مؤكدة وإنما مجرد مواكبة للأحداث قد تخطئ وقد تصيب والأحداث أيضاً عادة ما تؤكد صحة ما يتوقعه المحلل السياسي او يتوقعه المتابع الملم بواقع السياسة والميدان.

 

ما يجعلنا نقول إنه يجري تفريخ حربا أخرى باستغلال تطويل فترة المفاوضات وحالة الحرب واللاحرب القائمة في الوقت الحالي هو عملية التحشيد والتعزيزات العسكرية في مناطق وجبهات القتال خصوصاً في مأرب والجوف ونهم والتي بطبيعة الحال كانت جميع الأطراف تنفي أي تحركات لها في وقت تستمر المعارك بين الحين والأخر وأيضاً وسط اتهامات متبادلة من قبل احد الأطراف للأخر بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، لكن ما الذي يجعل حزب الإصلاح خلال الأمس واليوم يدين نفسه بخرق الاتفاق من خلال الإعلان عبر وسائل إعلامه عن عملية تحشيد وتعزيز في مأرب ونهم؟

بالأمس خرج رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي يدعو بشكل علني إلى الحسم العسكري ويقلل من أهمية وجدوى المفاوضات التي يعول عليها اليمنيين بشكل كبير للخروج من الحرب المدمرة وتحظى بشكل ظاهر بدعم دولي غير مسبوق وجهود إقليمية لإعادتها لمسارها كلما طرأت عراقيل أو صعوبات.

بعد ذلك وبينما كانت وسائل إعلام الإصلاح المتنوعة مليئة بالاتهامات للحوثيين بخرق وقف إطلاق النار في محاولة لإدانتهم أمام الأمم المتحدة والرعاة الدوليين إلا أنها –وسائل إعلام الإصلاح-وعقب تصريحات اليدومي امتلأت بأخبار التعزيزات العسكرية من قبل حلفاء التحالف السعودي بما فيهم الإصلاح إلى جبهات القتال بشكل خاص في مأرب ومنطقة نهم، فلماذا يبدو الإصلاح غير آبهٍ بإدانة نفسه بخرق وقف إطلاق النار والذي بطبيعة الحال مايزال سارياً وملزماً رغم الخروقات الكبيرة لكنها في السابق لم يحدث ان اعترف طرف أنه هو من يخترق الاتفاق.

 

هذه الأمور تجعل من القول أن هناك حربٌ قادمة تجعل من الإصلاح أو غيره من موالي التحالف السعودي يرمي الاتفاقات التي رعتها الأمم المتحدة عرض الحائط خصوصا أن المنظمة الأممية عجزت في كل التجارب عن لعب دور فعّال لإيقاف الحروب وكان وما يزال دورها مقتصراً على التدخل عندما يرغب الطرف الذي يفترض أنه الأقوى بوقف الحرب.

(243)

الأقسام: آراء,الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار

Tags: ,,,,,,