صحيفة لوموند الفرنسية: احتمالات اندلاع أو إلغاء معركة الحديدة

ترجمة: شاميه الحيدري| المراسل نت:

يبدو أن المملكة العربية السعودية لم تكترث للتحذيرات التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة. حيث تستمر الرياض في التحضير لشن هجوم محتمل ضد ميناء الحديدة الواقع على الساحل الغربي لليمن، وذلك على الرغم من المخاطر التي قد تتسبب بها عملية كهذه لاسيما في تفاقم الأزمة الإنسانية الحالية في هذا البلد الذي يعاني تبعات الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من عامين.

بنيامين بارت|صحيفة “لوموند” الفرنسية:

مدينة الحديدة هي مدينة ساحلية يمر من خلالها الجزء الأكبر من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدول الخارجية للسكان المدنيين، وتخضع هذه المدينة لسيطرة الحركة الحوثية، وهي جماعة مسلحة يربطها تحالف مع ايران تقاتل ضد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد اصطفافها إلى جانب  الجيش الذي حافظ على ولائه للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. في حين ترأست المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة  قوات التحالف العربي لمحاربة هذه الجماعة.

 

في البداية، قامت الرياض بمطالبة الأمم المتحدة بالسيطرة على مرافق الموانئ بحجة أن الميلشيات الحوثية تستخدم مدينة الحديدة بغرض جلب أسلحة من إيران، وفقا لباحثين.

بيد أن رفض الأمم المتحدة لهذه المطالب باعتبارها عنصراً محايداً في هذا الصراع عمل على تعزيز فرضية الهجوم.

حيث أشار أحد المحللين المقربين من دائرة القرارات في المملكة أنه “من أجل إجبار الحوثيين على التفاوض بجدية، يتوجب أولاً وضع نقاط على أرض الواقع وهذا لن يتم إلا بعد إعادة السيطرة على مدينة الحديدة”.

 

“عملية فدائية”

تعمل المملكة العربية السعودية وحليفتها الإمارات العربية المتحدة على دراسة ماهية خوض مناورة تمكنهم من السيطرة على مدينة الحديدة وجعلها في قبضتهم وذلك من خلال شن هجوم متزامن في مناطق عدة ابتداء من ميناء الحديدة ومنطقة ميدي شمالاً إلى منطقة الواحة جنوباً.

حيث أوضح مصدر سعودي “نحن نتحدث عن عملية فدائية تهدف إلى تأمين ميناء الحديدة قبل الاستيلاء على باقي المدنية”، وأضاف المصدر أنه “تجري مناقشة هذا السيناريو مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير المعروف ما إذا كانت واشنطن ستقوم بإرسال قوى خاصة أم أنها ستكتفي بتقديم المعلومات فقط”.

 

تحاول المملكة العربية السعودية إقامة حلول إنسانية بديلة كي تتمكن من الرد على انتقادات منظمة الأمم المتحدة التي حذرت من أي هجوم من شأنه أن يجر البلد إلى المجاعة، وذلك من خلال تأمينها لميناء عدن والمكلا اللذان يٌعدان من أكبر الموانئ الواقعة في المناطق الجنوبية التي تخضع لسيطرة جماعات معادية للحوثيين، بيد أن هذه التحضيرات لم تُقنع أغلب المراقبين الدوليين.

 

فقد أشار أحد الدبلوماسيين الغربيين إلى أن “مدينة الحديدة تمثل جزء كبير وستكون المواجهات فيها بالغة الصعوبة لا سيما بالنسبة للمرتزقة السودانيين والقوى اليمنية التي تدربت على عُجالة من قبل المملكة العربية السعودية، بعكس القوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والتي تلقت التدريبات بمهارة عالية”.

 

ومما زاد الأمور تعقيداً، الإقالة التي اتخذها الرئيس هادي بحق محافظ عدن عيدروس الزبيدي، وهو ما جعل الأخير يسرع في القيام برد فعل من خلال إعلانه إنشاء قيادة سياسية مماثلة الأمر الذي أثار التهديدات بانفصال جنوب اليمن.

ومثل هذا السيناريو من شأنه أن يحرم قوات التحالف العربي التي تحارب ضد الحوثيين من أهم العناصر الأساسية في معركة الاستيلاء على مدينة الحديدة المتمثلة في المقاتلين الجنوبيين.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

قد تساعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي سيقوم بها  إلى المملكة العربية السعودية في جعل الأمور أكثر وضوحاً. ذلك أن مستوى المساعدات التي ستقوم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بتقديمها للسعودية سيكون له تأثير على قرار الرياض فيما إذا كانت ستخوض هذا الهجوم على ميناء الحديدة ام لا.

وفي هذا الصدد فإن التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب، التي تذمر من خلالها من التكلفة “المرتفعة جداً” التي تقدمها واشنطن مقابل حماية المملكة، لا تبشر بأي بوادر خير بالنسبة للسعودية.

(298)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,