ترجمة| تقرير: ثلاثة رؤساء في اليمن وهادي هو الوحيد الذي يقيم بالخارج!

ترجمة: نشوى الرازحي| المراسل نت:

مونيكا بوليجر| صحيفة “نويه تسورشر” السويسرية:

للرئيس اليمني هادي الآن حكومتين منافستين. صحيح أن حكومته معترف بها دوليا ولكنه يظل الرئيس الوحيد من الثلاثة الرؤساء الذي يقيم في الخارج.

يعاني الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مشكلة. صحيح أنه رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ولكنه لا يحظى بالشعبية حتى في عاصمته المؤقتة، عدن، في جنوب البلاد.

وقد توجب عليه ترك العاصمة الفعلية، صنعاء، في الشمال، في العام 2015 بعد تولي الحوثيين، الذين تمردوا عليه، الحكم هناك.

والآن أعلن رجال سياسة رائدون وعسكريون عن تشكيل “حكومة مؤقتة” جديدة في جنوب اليمن، في عدن. وبهذا يصبح هناك ثلاث حكومات في اليمن، واحدة في صنعاء واثنتان في عدن. في حين يدير الرئيس هادي المعترف به دوليا الحكم من المنفى في الرياض.

 

الحركة الانفصالية في الجنوب:

مع إعلان حكومة لتمثيل جنوب اليمن، عاد الصراع القديم يطفو على السطح مرة أخرى. لقد توحد شمال اليمن وجنوبه في العام 1990. وشعر الجنوب بعد مضي قليل من الوقت بالتهميش.

وقد تسببت حركة الانفصال هناك في العام 1994 بدخول البلد في حرب أهلية، على أساس أن الشمال احتل الجنوب. وبعد حرب 1994، أصبحت المركزية أقوى، فالحكومة في الشمال استخدمت موارد الجنوب دون الالتفات إلى سكانه.

صحيح أن هادي أصله من الجنوب ولكنه يعتبر جزء من النخبة الشمالية القديمة، لأنه ظل يشغل لسنوات طويلة منصب نائب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح. وفي بداية الحرب الاهلية الحالية، توحدت الفصائل في جنوب اليمن  مع الرئيس هادي ضد العدو المشترك، الحوثيين.

لكن هذا التحالف لم يستمر ، لا سيما بعد أن طرد التحالف العسكري الحوثيين  من عدن. وعادت التصدعات القديمة كما كانت عليه. حيث يشعر الجنوبيين اليوم بالتهميش أيضا وبات صوت الرغبة بالانفصال عن الشمال أعلى.

ويشكو سكان المنطقة الجنوبية الغنية بالنفط، محافظة حضرموت، بأنهم غير مستفيدين من إيرادات النفط التي تصل إلى الحكومة. فمحافظ حضرموت يجمع عائدات الجمارك في ميناء المكلا ويرفض تسليمها إلى حكومة هادي. وهو بذلك يهدد بإعلان الاستقلال.

 

وفي الوقت نفسه، اندلعت المعارك بين أتباع هادي ومنافسيهم في ميناء عدن في الأشهر الماضية. ما أدى إلى إصدار هادي قرار إقالة محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، الذي كان قد فرض سيطرته على عدن إلى حد كبير وأستبدله بأحد الشحصيات  الموالين له.

ولكن إقالة الزبيدي، الذي يحظى بالشعبية، أدت إلى حدوث مظاهرات في عدن. ويرأس الزبيدي الآن الحكومة الجديدة المنافسة مع الوزير السابق هاني بن بريك، الذي أقاله هادي أيضا مؤخرا.

 

تصعيد مُهدِّد:

أعلن الزبيدي عن تشكيل الحكومة الجديدة على شاشة التلفزيون وأمامهم علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، اليمن الجنوبي قبل الوحدة، دون أن يعلن عن الاستقلال. والآن ينذر الوضع بتصعيد الصراع بين أتباع هادي وفصائل جنوب اليمن التي ترنو إلى الانفصال. وفي ظل كل هذه الأوضاع، تستغل القاعدة فراغ السلطة وتوسع من نفوذها.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

وبخصوص التصدعات في جنوب اليمن، هناك تناقض واضح في سياسة السعودية وسياسة الإمارات العربية المتحدة. فكلا الدولتين الخليجيتين تقودان التحالف العسكري متعدد الجنسيات، الذي يدعم العمليات العسكرية المناهضة للحوثيين.

وفي حين تشن السعودية الغارات الجوية وتركز عملياتها العسكرية على الحدود السعودية/ اليمنية، استولت الإمارات العربية المتحدة على المدن الساحلية في الجنوب وأرسلت قواتها البرية إلى عدن من أجل دعم التحالف المناهض للحوثيين. وقد وطد القادة السياسيون في جنوب اليمن، أمثال الزبيدي، علاقتهم بالإمارات، في حين تدعم المملكة العربية السعودية هادي المقيم في الرياض.

 

الجغرافيا السياسية لدولة الإمارات:

الإمارات الآن بصدد تحديد العلاقات الاستراتيجية من جديد مع القرن الأفريقي وشبه القارة الهندية. وهكذا، توسع الإمارات علاقاتها مع الهند على حساب العلاقات مع باكستان من أجل الوصول إلى شراكة استراتيجية.

 

وكانت باكستان قد أغضبت الإمارات برفضها المشاركة في التدخل العسكري على اليمن. بينما عززت الإمارات من نفوذها في اليمن. وقد سعت، على نحوا يفوق السعودية، ليس فقط إلى حشد الشركاء المحليين ومحاولة جلب المساعدات العسكرية فحسب، بل وإلى  توفير الخدمات. كما ان دعمها للقادة السياسيين المحليين، مثل الزبيدي، أغضب هادي، الذي اتهم الإمارات بتشجيع الانفصاليين.

 

ليس من المتوقع حدوث خلاف مفتوح بين أبو ظبي وحليف السعودية، هادي. فمن أجل الوصول الى الاستقرار والسلام سيكون من الضروري إيجاد استراتيجية مشتركة لجنوب اليمن تأخذ احتياجات السكان بعين الاعتبار. وإلا سيعمل المحركين المحليين الجدد للسياسة على خلق حقائق جديدة تخفي في طياتها مزيد من احتمالات تنامي الصراع وتهديد وحدة اليمن.

(263)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,,,,