ترجمة| التحالف القوي بين السعودية وإسرائيل: التطبيع أصبح واضحاً الآن

ترجمة:أسماء بجاش| المراسل نت:

ستيفانو ماورو|موقع “لوجغوند سواغ” الفرنسي:

 

يواصل التحالف بين اسرائيل والسعودية في منطقة الشرق الأوسط سيره قدماً  في النواحي الجغرافيةو السياسية والعسكرية والاقتصادية.

فبالرغم من  انه لم يمضي سوى بضعة أشهر على بدء كبريات وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا على إثارة قضية العلاقات والاتصالات بين اسرائيل و السعودية، الا ان التطبيع الحقيقي للعلاقات بين صناع القرار في تل ابيب و الرياض أصبح واضحا الان. حيث يشمل هذا التطبيع تشكيل تحالف سياسي وعسكري بالإضافة إلى اجراء اجتماعات واتصالات بصورة مستمرة.

 

كما يظهر هذا التقارب الحاصل بين الدولتين بشكل واضح بعد إعلان السعودية عن بدء تشييد سفارة ضخمة لها في  دولة اسرائيل وربما ستكون الأضخم والاهم في تل أبيب.

 

رسميا، ليس لدى البلدين أي علاقات دبلوماسية منذ إعلان قيام  دولة إسرائيل في العام 1948 والذي يُعرف عند العرب بعام “النكبة” التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم.

ومع ذلك, شهد العام 2005 اتفاق رسمي جمع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش – الحليف المقرب من دولة إسرائيل وسياستها الاستعمارية- مع الملك الراحل فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي ابدأ دعمه وتأييده للاعتراف الرسمي بدولة اسرائيل.

 

ومنذ ذلك الحين، وفقا للعديد من المحللين، فإن التقارب بين البلدين ظهر بصورة تدريجية حتى تم الاعلان مؤخرا بتسمية الأمير الوليد بن طلال سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى تل أبيب مستقبلا.

ومما لا يدع مجالا للشك بشأن هذا التقارب هي تلك التصريحات التي ادلى بها الجنرال السعودي المتقاعد ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة “أنور عشقي” لصحيفة يديعوت أحرونوت التي اشار  من خلالها بوضوح إلى التعاون الذي جمع تل أبيب والرياض ضد أعدائهم المشتركين وهم: “جمهورية إيران الإسلاميةو سوريا وحزب الله”.

 

وأضاف عشقي  ايضاً انه في حال اوفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوعده ستبادرالسعودية في تشجيع دول عربية للبدء بالتطبيع مع دولة إسرائيل، مما سينعكس إيجابا على علاقاتها.

 

ويتمثل الشرط الوحيد الذي يطرحه النظام الملكي السعودي في قبول اقتراح خطة السلام التي تقدمت به السعودية عام 2016 حول الأراضي الفلسطينية المحتلة وهضبة والجولان.

 

وقد شمل الاقتراح، بعدتعديله، شطب بندي حق عودة الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واستعادة هضبة الجولان التي ما تزال تقبع تحت سيطرة إسرائيل.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فقد اشار اللواء انور عشقي إلى أنه في حال وافقت حكومة نتنياهو بخطة السلام العربية، فإن المملكة العربية السعودية ستدعو دولة إسرائيل للمشاركة في الاتحاد الاقتصادي التابع لمنطقة التجارة الحرة التي ستضم جميع بلدان المنطقة المزمع انشاءه في جزيرة تيران التي تنازل عنها النظام المصري بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في العام 2016, كما تعتزم الرياض ايضاً بناء جسر عبر البحر الاحمر يربط القارة الاسيوية بالقارة الافريقية.

 

وفي الواقع, وعلى الصعيد الاقتصادي، اوردت الصحف الإسرائيلية أن السعودية ودولة الإمارات وقعتا العديد من العقود بمئات الملايين من الدولارات مع تل أبيب, والهدف من ذلك على وجه التحديد هو “تقديم الدعم المالي للاقتصاد الإسرائيلي”.

 

وعلى الصعيد العسكري, فقد تقاربت الروُى بين البلدين بصورة اعمق, إذ عملت الرياض على تمويل ودعم الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 2006، بغية تدمير العدو المشترك الذي يمثله حزب الله والمقاومة اللبنانية وذلك بحسب مصدر وكالة فرانس برس الفرنسية.

 

كما لم يختلف الدعم الاقتصادي الذي تقدمه الرياض لتل ابيب, ويظهر ذلك جلياً من خلال العملية العسكرية التي شنتها الحكومة الاسرائيلية على قطاع غزة في الفترة 2008-2009 ، والتي عرفت باسم “الرصاص المصبوب” من قبل الجيش الاسرائيلي, فقد جاءت هذه العملية جراء تبعات عدم امتثال المقاومة الفلسطينية للتوجيهات التي تفرضها عليها السعودية.

 

وشهدت السنوات الأخيرة التوقيع على اتفاقية فيينا التي جمعت الخماسية الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي:” الولايات المتحدة الأمريكية, فرنسا, المملكة المتحدة, الصين, روسيا وألمانيا مع جمهورية إيران الإسلامية ذات النفوذ المتزايد, كما شهدت ايضاً تغيير في الاتجاه الذي تنتهجه إدارة الرئيس الامريكي السابق بارك أوباما مع وجود تدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها التقليديين في المنطقة: المملكة العربية السعودية ودولة اسرائيل، وأخيرا، الصعوبات التي حدت من اسقاط النظام الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد العدو المشترك، وكل هذه الاحداث جرت البلدان على حد سواء إلى إنشاء تحالف قوي.

 

وعلى الصعيد العسكري كذلك تدعم الدولة اليهودية بصورة رسمية وغير رسمية جميع المبادرات والإجراءات التي تتبناها الرياض.

 

ففي اليمن وعلى سبيل المثال، تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقديم كافة اشكال الدعم للقوات السعودية التي اخذت على عاتقها محاربة الشيعة الحوثيين, سوء أكان هذا الدعم عن طريق توفير الاسلحة او تقديم الدعم الوجستي, مما أدى إلى وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين.

 

وهذا الدعم نفسه توليه دولة اسرائيل بشكل غير مباشر تجاه الجماعات الجهادية التي تتلقى الدعم المالي من قبل السعودية في سوريا, إذ اشار الكاتب والمحلل الاسرائيلي”يوسي ميلمان” في صحيفة جيروزاليم بوست أن “الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية او ما يعرف بتنظيم داعش لا تشكل أي خطرا على دولة إسرائيل, فمنذ استقرت هذه الجماعات في منطقة هضبة الجولان أظهرت على الدوام علاقات حسن الجوار مع دولة إسرائيل.

 

ففي الماضي وثقت العديد من صحف الشرق الاوسط  الدعم و الخدمات اللوجستية بالإضافة إلى الدعم الطبي للميليشيات الجهادية وتقديم الرعاية الطبية لها في المستشفيات الإسرائيلية.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

ويشهد التعاون العسكري إنشاء قاعدة عسكرية في الأراضي السعودية وبالتحديد بمنطقة تبوك في الشمال الغربي للسعودية، حيث ستتولى الولايات المتحدة الامريكية زمام القيادة ومعها لأول مرة الجيش الإسرائيلي, فهذه القاعدة تمتلك أنظمة رادارات وصواريخ متطورة. حيث دخلت هذه القاعدة الى الخدمة في نوفمبر من العام 2016.

 

ورد خبر الاعلان عن هذه القاعدة عبر موقع “هنا” الاسرائيلي على الشبكة العنكبوتية. ومن جانبها اشارت النائبه في البرلمان الاسرائيلي ” الكنيست”  زهافا غال-أون عن حزب ميرتس :” ان هذا القرار المشوش والذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شأنه أن يضع المسؤولين الاسرائيليين على خط المواجهة امام الخطر الذي يمثله الجهادين الذين يقومون بالهجمات الإرهابية ضمن النطاق الجغرافي للسعودية, ويبدو أن هذا التحالف القائم بين هذين البلدين بات اكثر قوة.

 

ومن المنظور الإقليمي، فإن ما يثير القلق بصفة خاصة هما المقاومة اللبنانية والفلسطينية على حد سواء، فالاستقرار الذي سيخيم على العلاقات بين دولة اسرائيل والقوى السنية لن يسمح لتل أبيب بالمتابعة بهدوء لسياستها العنصرية الاستعمارية او ضرب العدو الصريح لها “حزب الله اللبناني” دون ان يكون له تأثير كبير على الصعيد الدولي.

 

من الواضح جداً أن الانتخابات الامريكية والتي اسفرت عن فوز دونالد ترامب الصديق المخلص لتل ابيب تدعم سُبل تعزيز مثل هذا التحالف في الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية.

 

“لا أنصح أي شخص يحاول استفزازنا أو اختبارنا”، هذا ما هدد به وزير الدفاع الاسرائيلي المتطرف القومي البارز أفيجدور ليبرمان خلال الزيارة التي قام بها إلى الحدود الشمالية مع لبنان والتي لم تكن للأسف محض صدفة.

 

(114)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,