صنعاء| المراسل نت:
عقد المبعوث الأممي الخاص إسماعيل ولد الشيخ لقاءين مع رئيس المجلس الحاكم بصنعاء صالح الصماد، ورئيس حكومته عبدالعزيز بن حبتور، وسط مقاطعة الحوثيين وحزب المؤتمر، الأمر الذي سيجدد غضب حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، باعتبار لقاءاته تمثّل اعترافاً بسلطة الحوثيين والمؤتمر في صنعاء.
وأكد مصدر مطلع في صنعاء لـ المراسل نت أن ولد الشيخ الذي وصل أمس إلى صنعاء، عقد اليوم لقاءً مع الصماد وآخر مع بن حبتور ضمن مساعيه لإحياء العملية السياسية.
ولم يوضح المصدر مادار في اللقاءين.
هذه الخطوة ستثير حفيظة حكومة هادي التي سبق وأبدت اعتراضها الشديد على لقاء ولد الشيخ مع وزير خارجية صنعاء هشام شرف في زيارة سابقة لصنعاء، واعتبرته اعترافاً بسلطة من تصفهم بـ”الانقلابيين”.
في السياق، جددت جماعة الحوثيين تمسكها برفض أي محادثات مع المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، ، وأكدت أنها ليست معنية بأي نقاش يجري معه قبل أن تفي الأمم المتحدة بحل مشكلة المرتبات.
وقال الناطق باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام في منشور رصده المراسل نت في صفحته بموقع الفيسبوك “لسنا معنيين ولا ملزمين بأي نقاش يتم مع الامم المتحدة وهي لم تستطع الإيفاء بأبسط الحقوق الانسانية كمعالجة قضية الرواتب وفتح مطار صنعاء الدولي”.
وبخصوص موقف حزب المؤتمر قالت صحيفة “البديل المصرية” نقلاً عن القيادي بالحزب “عبدالله هاشم الحضرمي” أن المؤتمر ” لا يمانع من لقاء المبعوث الدولي دون شروط، لكنه يشترط لاستئناف أي مفاوضات أن يتوقف العدوان والحصار وتكون السعودية طرفا في أي مفاوضات قادمة” بحسب قوله.
وكان المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تجاوب مع شروط الحوثيين فور وصوله أمس للعاصمة صنعاء، في محاولة لتغيير موقفهم برفض اللقاء به إلا أن ذلك التجاوب الذي ظل مجرد تصريحات لم يقنع الحوثيين، لكنه عزز مخاوفهم من أنه جاء لمساومتهم على الحديدة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن يوم الاثنين (22 مايو أيار) إنه يريد منع أي هجوم على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون على البحر الأحمر ودعا كذلك إلى الحفاظ على استقلال البنك كي يتسنى له دفع رواتب الموظفين من طرفي الصراع.
وقال ولد الشيخ للصحفيين، بينهم مراسل موقع المراسل نت، لدى وصوله إلى مطار صنعاء، أنه جاء إلى صنعاء يحمل ثلاث قضايا رئيسية الأولى هي تجنّب حدوث عملية عسكرية على الحديدة.
ولد الشيخ في تصريحاته بمطار صنعاء، جدد موقف الأمم المتحدة التي يمثلّها، الرافض لأي عمل عسكري ضد الحديدة التي تضم ميناءً يزوّد اليمن بأكثر من 70% من احتياجاتها.
وقال ولد الشيخ: “أنتم تعلمون موقف الأمم المتحدة واضح تجاه القضية وأشرنا إليه أننا لا نريد أن تكون هناك عملية عسكرية في الحديدة لأن لها تداعيات إنسانية. ويمكن أن تكون هناك ضحايا مدنية كثيرة ونريد أن نتجنبها. ولازم أن نجد حل بين الأطراف يتجنب هذه العملية”.
المهمة الثانية والثالثة التي حملها ولد الشيخ إلى صنعاء تستجيب بشكل مباشر لشرط الحوثيين، حيث قال ولد الشيخ: “القضية الثانية التي نركز عليها في هذه الزيارة هي القضية الإنسانية. أنتم تعلمون أن حالات الكوليرا اليوم زادت على 25 ألف حالة وهناك في أقل من أسبوعين عدد كثير من القتلى”.
وأضاف ولد الشيخ أحمد “والنقطة الثالثة والأساسية هي القضية الاقتصادية التي تتعلق بالرواتب والتي تتعلق بحل قضية البنك المركزي”.
وأكد المبعوث الأممي على “وجوب أن يبقى البنك المركزي اليمني مستقل وأن يبقى ملك جميع اليمنيين وأن الرواتب تصل إلى جميع اليمنيين” مضيفاً أن “هذا هو الهدف من هذه الزيارة”.
كما قال ولد الشيخ للصحفيين “من خلالكم أنتم الصحافة ومن خلال هذه الزيارة أريد أن أوجه رسالة للشعب اليمني أننا نحن في الأمم المتحدة سنبقى حياديين. موقفنا هو أن نوصل السلام إلى الشعب اليمني”.
وتوقفت مرتبات موظفي الدولة منذ سبتمبر الماضي، عندما قام الرئيس عبدربه منصور هادي بإصدار قرار بنقل مقر البنك المركزي بصنعاء إلى عدن، وخلال الأشهر الماضية تمكنت حكومة صنعاء من توفير نسب مختلفة من المرتبات، لكن المسؤولية عن صرفها ما تزال على عاتق حكومة هادي، وفقا لتعهداتها وتقارير الأمم المتحدة.
(309)