ترجمة| الرياض الحليف الأول لواشنطن رغم سجلّها في اليمن

ترجمة: شاميه الحيدري| المراسل نت:

صحيفة “فان كاتر اور” الناطقة بالفرنسية:

 

استهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أولى جولاته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية، وهذا يشير بشكل واضح جداً بأن: الرياض كانت ولا زالت الحليف الأزلي للولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما في ظل تغاضي واشنطن عما ترتكبه الإدارة الحالية، وعن المستوى الذي وصل إليه سجل السعودية فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

وتكللت هذه الزيارة بتوقيع صفقة مبيعات معدات عسكرية أمريكية بلغت قيمتها أكثر من 100 مليار دولار، وتعد هذه القيمة من أكبر المبالغ التي شهدها تاريخ تجارة الأسلحة. من الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية تضمنت مبيعات لسفن حربيه، سيارات مدرعة لنقل القوات، صواريخ، والعديد من المعدات العسكرية الأخرى.

وبات جلياً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستمضي قدماً في إمداد السعودية بالأسلحة والمساعدات العسكرية، على الرغم من أن الرياَض تترأس تحالفاً عسكرياُ ضد اليمن  بالرغم من معرفة واشنطن الكاملة بأن هذا التحالف قد ارتكب العديد من الخروق, والانتهاكات لحقوق الإنسان الدولية،  وبقيام واشنطن بتوقيع هذه الاتفاقيات فإنه دليل إدانة بتواطئها ومشاركتها في جرائم الحرب التي ترتكب.

في الواقع أن أمريكا قامت بعقد صفقات أسلحة مع السعودية منذ بداية الصراع في اليمن في العام 2015، ومما لا شك فيه أن هذه الأسلحة ساهمت في تأجيج الصراع الذي لم يحمل للسكان المدنيين سوى العواقب الوخيمة، حيث أكدت منظمة العفو الدولية أن إحدى القنابل التي تم العثور عليها بعد غارة جوية استهدفت أحد المستشفيات التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود كانت أمريكية الصنع، وقد تسببت هذه الغارة بقتل 11 شخص وجرح 19 آخرين.

 

ووفقا لبعثة تقصي الحقائق، اتضح أن أكثر من 30 غارة جوية من هذا النوع قامت بتنفيذها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، والتي أودت بحياة نحو 500 شخص، ناهيك عن الأطفال الذين لقوا نحبهم أو تعرضوا للتشويه بسبب استخدام الرياض للقنابل العنقودية على الرغم من حظر استخدام هذا النوع من الأسلحة بموجب القانون الدولي.

 

وقد أجبرت الحرب على اليمن- والتي مضى على اندلاعها أكثر من عامين- ما يقارب من 3 مليون شخص على النزوح والفرار، و تسببت في خلق كارثة إنسانية فعلية. كما أن زهاء 19 مليون شخص هم بأمس الحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى، وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن البلد على حافة المجاعة. ومن الممكن إلى حدا كبير تفادي مثل هذا الوضع المأساوي في حال امتنع شركاء السعودية – على رأسهم أمريكا وبريطانيا العظمي – من تزويد الرياض بالأسلحة والمعدات العسكرية.

ولسوء الحظ أن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذي تعاقبوا واحدا تلو الآخر أغلقوا أعينهم ومسامعهم أمام جميع الانتهاكات التي ترتكبها حليفتهم الرياض، والأسوأ من ذلك أن العقود الأخيرة التي تم إبرامها بين واشنطن والرياض ستعزز من التعاون العسكري بين البلدين. ويالها من مصادفة غريبة أن تكون اليمن مدرجة ضمن لائحة الدول التي حظرها دونالد ترامب من دخول أميركا في الوقت الذي تفتح فيه واشنطن أبوابها أمام السعوديين.

(84)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,