السعودية تستعرض عضلاتها: تاريخ من الخلافات الخليجية مع قطر (ترجمة)

ترجمة: نشوى الرازحي| المراسل نت:

 

يشتبه بقطر منذ وقت طويل بأنها تشجع الجماعات الإرهابية. ولذلك قررت في الوقت الحالي رسميا عدة دول عربية أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة. ويلعب العداء لإيران بالطبع دورا أساسيا في ذلك أيضا.

يان كولمان|موقع “قناة بلوفين” السويسرية:

ظاهريا، تبدو هذه الإمارة الصغيرة، قطر، دولة حديثة منفتحة على العالم. وتشتهر هذه الدولة الخليجية الثرية بالمتاحف الفنية وبالمعالم الشهيرة التي لا حصر لها. وتريد قطر أن تستضيف كأس العالم في العام 2022 كأول دولة عربية على الإطلاق. وسيكون هذا الحدث الرياضي تتويجا لحملة تلميع سمعتها ومضاعفة نفوذها.

ولكن بالنسبة للنقاد هناك جانب مظلم لهذا البلد الذي يشتبه به منذ فترة طويلة بأنه يخبئ خلف هذا الوجه الجميل عميلة تمويل الجماعات الإرهابية. ووجه لها جيرانها من دول الخليج، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وحلفائهم مصر واليمن هذه التهمة الآن قبل أن تلغي كل علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ليكون ذلك إجراء جماعيا من شأنه أن يُغرق المنطقة في أزمة حادة.

 

وقد اتهمت هذه الإمارة الخليجية في وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة مرارا وتكرارا بأنها تدعم المنظمات الإرهابية مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة. كما لا يخفى دور قطر في الحرب الأهلية السورية، حيث تدعم قطر الجماعات المتطرفة المعادية للرئيس بشار الأسد بالمال. ناهيك عن أنها كانت الدولة الخليجية الأكثر سخاءً في هذه الحرب.

وقد توصل إلى هذا الاستنتاج تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن. فقد انتقد مطلع هذا العام عدم مبالاة قطر في السعي لوقف تمويل الإرهاب. وأن هناك غياب للرغبة السياسية في ملاحقة ممولي الإرهاب في الإمارة.

 

علاقة متوترة منذ وقت طويل:

العلاقة بين قطر ودول الخليج الأخرى متوترة بالطبع منذ فترة طويلة. فقبل ثلاث سنوات، سحبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفرائها من الدوحة لبضعة أشهر. تصاعد الخلاف في ذلك الوقت حول جماعة الإخوان المسلمين، المدعومين من قبل قطر وترعاهم قناة الجزيرة القطرية. ناهيك عن خشية الحكام في الرياض والإمارات والقاهرة من الإسلاميين وإعلانهم إياهم كتنظيم إرهابي وجد ملجأ له في الدوحة بالطبع.

 

ومع ذلك، يعتبر المراقبون الاتهام الإرهابي الصادر عن حكومة المملكة العربية السعودية بأنه رخيص. فعلنا، تأتي الرياض اليوم في طليعة الدول التي تكافح الإرهاب. وعليه، يدعم الجيش السعودي التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش، المستوطن في كل سورية والعراق. ولدى زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب للرياض قبل أكثر من أسبوعين، اُفتتح في العاصمة السعودية بأبهة بالغة مركز مكافحة التطرف.

مع أن المملكة العربية السعودية نفسها تتعرض لهذا الاتهام اليوم وأنها هي من مهد الطريق لإرهابيي تنظيم داعش والقاعدة.

 

 

فالتفسير الصارم للإسلام للمملكة العربية السعودية، الوهابية، يرتبط ارتباطا وثيقا بالأيدولوجية الوهابية المتطرفة للجهاديين. ولهذا لم تحصل الدعاية المناهضة للشيعة التي حركها تنظيم داعش في المملكة العربية السعودية على أتباع كُثر.

 

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

 

كما أن هناك شك في أن هناك دوافع أخرى تلعب دورا مركزيا في قطع العلاقات مع قطر. حيث أثار تقريرا صدر نهاية شهر مايو ضجة كبيرة يتحدث عن ثناء أمير قطر تمام بن حمد آل ثاني لإيران الشيعية، العدو الأزلي للمملكة العربية السعودية.

صحيح أن قطر قد سارعت بالتوضيح أن التقرير مزور ولكن السخط حوله ما يزال كبيرا. وبدأت وسائل الإعلام الممولة من قبل السعودية حملة لم يعد معها لقطر شيء جميل يُذكر.

 

الولايات المتحدة الأمريكية في وضع صعب:

بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، تستعرض المملكة العربية السعودية عضلاتها كأقوى دولة في منطقة الخليج. فهاهي المملكة تثبت مرة أخرى أنها تدافع بعدوانية عن مصالحها الخاصة في ظل حكم سلمان لا سيما حين يتعلق الأمر  بإيران. إن المملكة العربية السعودية لا تحتمل فكرة أن يكون لها معارض في شبه الجزيرة العربية.

وهذا في الأخير، يضع الولايات المتحدة الأميركية في موقف صعب. إذ تسعى واشنطن للحفاظ على العلاقات الوطيدة مع قطر. ففي لقاءه مع تميم بن آل ثاني في الرياض نهاية مايو قال ترامب بأنه يريد أن يبيع الكثير من المعدات العسكرية الرائعة للإمارة. ناهيك عن إعلان إدارة الأزمات تجنب مزيد من التصعيد.

سيكون قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر أمرا صعبا على الرغم من ثروتها من النفط والغاز. ويرجع ذلك إلى العلاقات الاقتصادية التي ستتأثر بفعل ذلك. فقد قطعت كافة دول الجوار الحدود معها. وهذا قد يهدد بعدم استضافة قطر لكأس العالم. يجب أن تركل الكرة الأولى بعد أقل من خمس سنوات. ولكن ما يزال الوقت كاف لحل الصراع بشكل أخوي بين دول الخليج.

(232)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,,,