ترجمة: نشوى الرازحي| المراسل نت:
رفع المحرر السابق لأخبار المساء في برنامج “تاجس شاو”، فولكر برويتيجام و الرئيس السابق لمجموعة قنوات NDR (شمال ألمانيا) الرسمية، فريدهيلم كلينكهامر، شكوى ضد برنامج “تاجس شاو” الإخباري. والتهمة هي: التضليل المُنظم حول الحرب على اليمن. ووثقت وكالة آر تي باللغة الألمانية نص الشكوى حرفيا كما يلي:
شكوى ضد البرنامج: التظليل المنظم حول الحرب على اليمن
السيد/ انتندانت مارمور المحترم
“الكوليرا آخذة في الانتشار في البلد الذي تستعر فيه الحرب الأهلية، اليمن (…)”
هذا هو التضليل المشين حول الأحداث الدائرة في شبه الجزيرة العربية. وهكذا بالضبط بدأ برنامج “تاجس شاو” في 21 مايو2017 أيضا في إعداد تقرير مزور حول الحرب، التي لم تعد منذ أعوام “حرباً أهلية” أبدا، بل إرهابا دمويا شنته المملكة العربية السعودية الغنية وحلفائها المدعومون عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على أحد أفقر بلدان العالم.
هناك انتهاك آخر للقانون الدولي مضافا إلى ما تقترفه تلك الدول بشكل يومي تقريبا من جرائم حرب، متمثلة بقصف الأهداف المدنية و تَحَمُّل مسؤولية إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الناس. وفيما يلي عرض فاضح لبرنامج “تاجس شا” من مخرجات مطبخ السم للدعاية الأطلسية:
[…] زادت حدة الاشتباكات في البلاد منذ العام 2015. يقاتل متمردو الحوثي المدعومون من قبل إيران ضد الحكومة التي تتلقى بدورها الدعم من المملكة العربية السعودية.[…] ”
هل الحوثيون وإيران هم “الجناة”؟ صحيح أن إيران حاولت مرارا وتكرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، لكنها فشلت بالطبع وأساسا بسبب الحصار المفروض من قبل السعوديين وحلفائهم الضالعون في جريمة الحرب التي يقترفونها على اليمن. في حين ليس هناك أدلة موثوقة على التدخل العسكري لإيران في اليمن.
(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)
حتى في الويكيبيديا المؤيدة للولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن العثور على مثل هذه الأدلة. كما أن المؤسسة الفكرية الأطلسية “مؤسسة العلوم والسياسة” SWP، المقربة من الحكومة الألمانية، قد نفت صراحة وجود أي تدخل عسكري لإيران في اليمن.
وفي المقابل تقصف قوات التحالف السعودي المدعومة من قبل الولايات المتحدة منذ أشهر البنية التحتية للبلاد، مثل المياه والكهرباء والجسور والمدارس والمستشفيات والأسواق التي تزود السكان بالمواد الغذائية. وهي المسبب الرئيسي لكارثة وباء الكوليرا، التي تجتاح اليمن في الوقت الحالي.
فوفقا لمنظمة الصليب الأحمر الدولية هناك أكثر من 11 ألف حالة إصابة بالوباء ولقي أكثر من ألف شخص حتفهم بسببه، معظمهم أطفال ومراهقين.
وقد غطت قناة ARD على مدى أشهر على الجرائم بحق الشعب اليمني والبؤس الذي نتج عنها من خلال الصمت وعدم تقديم المعلومات حولها وذلك العمل المخجل لا يقل عن ما تفعله المستشارة أنجيلا مريكل وحكومتها.
فقد تجنبت بكل عناية كشف سياسة الحكومة المثيرة للاشمئزاز وتجنب برنامج “تاجس شاو” الذي يحمل على عاتقة مهمة تقديم معلومات حديثة حول الخلفيات ومصالح المشاركين في هذه الحرب. ولا يتطرق برنامج “تاجس شاو” الإخباري أبدا لذكر ما يدور حول المصالح الجيوستراتيجية في الخليج الفارسي والبحر العربي، التي يعتزم السعوديون في سبيلها خوض مغامرة الحرب في إيران، وهي واضحة الآن من خلال دفع الرئيس الأمريكي ترامب لها (وقد ساعد بالفعل من خلال قصف أهداف يمنية بالطائرات بدون طيار).
كما يتجلى التظليل المنظم في تجاهل قناة ARD الرسمية المشاركة الألمانية غير المباشرة في هذه الحرب (من خلال مبيعات الأسلحة للسعوديين و سياسة التحالف مع هذه الدولة الطاغية) كما تتجاهل قناة ARD المعايير المزدوجة للحكومة الاتحادية بكل تعمد.
(332)
