كيف أخلّت قضية قطر بتوازن المنطقة برمتها؟

 ترجمة:هاشم المطري| المراسل نت:

مازال الشرق الأوسط بعيداً عن الاستقرار. ففي حين ساد لدى كثير من المراقبين قناعة أن الشرق الأوسط لن يصاب بأكثر مما هو عليه الان انتقال  الصراع الآن إلى مستوى جديد ليزيد من وطأة الفوضى في المنطقة وذلك من خلال اللغط الدبلوماسي حول دولة قطر مما أخرج منظومة القوى عن توازنها الهادف بصورة تهكمية في إيجاد استقرار على الأقل للنخب الحاكمة.

لينارت بفالر|صحيفة”هوفينج تون بوست” الألمانية:

نحن اليوم أمام خطر يهدد بتصعيد الصراع بين إيران الشيعية وبين القوة الإقليمية السنية السعودية بجانب تلك الحروب الدموية في سوريا والعراق  واليمن. فقد أعلنت كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين واليمن ومصر يوم الأحد الماضي قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر بتهمة تمويل المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الإخوان المسلمين وداعش. زد على ذلك تعارض مصالح تلك الدول مع العلاقات الحميمة بين قطر وإيران.

صدر هذا القرار بعد فترة وجيزة من زيارة ترامب للرياض الذي وصف هذا الصدع بنجاح سياسي حيث قال في تغريده له على توتير “أثناء زيارتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، قلت إنه لا يُمكن الاستمرار في تمويل الفكر المتطرف الراديكالي، فأشار قادة المنطقة إلى قطر- انظروا”. قناة الـ سي.إن.إن الأمريكية كشفت يوم الأربعاء عن احتمالية سعي القراصنة الروس إلى نشر أكاذيب حول أسباب تلك الأزمة.

بعد ذلك في يوم الأربعاء تعرضت إيران لعمليتين إرهابيتين هزتا العاصمة طهران وتبنى تنظيم داعش ذلك. الحكومة الإيرانية من جانبها اتهمت السعودية وواشنطن أنهما وراء تلك العمليتين. أما الحكومة التركية فقد صرحت أيضا يوم الأربعاء عن عزمها في تعزيز التعاون العسكري مع قطر وإرسال ما يقارب 3000 جندي تركي إضافي إلى قطر مستقبلاً.

 

حتى هذه اللحظة تعتبر تلك التصريحات مادة للتكهنات غير أن تسلسل الأحداث يتسارع بشكل مخيف. فقبل الأزمة كانت قطر إحدى الدول القليلة التي مازالت تتمتع بعلاقات هامة مع السعودية وكذلك مع إيران. فقطر تعتبر أحد الدول الست في منظومة مجلس التعاون الخليجي الذي يتعاون فيما بينه في مكافحة الإرهاب وتشكل بذلك عامل توازن بين دول الخليج وإيران.

 

حكومة تميم سعت كذلك في الوقت نفسه إلى تحاشى أي صراع مع إيران لأسباب منها الحفاظ على المصالح الاقتصادية المشتركة فيما بينهم. الآن- وفقا لتصريح الخبير في الشئون الاقتصادية بلال صعب في المجلة الأمريكية المشهورة “فورين افيرس”- يمكن أن تضطر قطر إلى بناء علاقات أقوى مع إيران كون ذلك البلد أصبح اليوم في عزلة عن جيرانه الخليجيين.

 

وفي حين تتوقع دول الخليج استمرار الخلاف لأشهر، فإن واشنطن ترى في ذلك تصرف غير مهيأ له. هذا ما تمت الإشارة إليه في تغريده ترامب وردة فعل وزارة الدفاع الأمريكية . حيث ظهر البنتاجون -هكذا ذكرت صحيفة نيويورك تايمز – مصدوما من تصريحات ترامب المتهورة حيال قطر، ذلك  أن في قطر تتواجد اكبر قاعدة أمريكية في المنطقة وكذا قاعدة خاصة بجهاز الاستخبارات الأمريكي الـ سي.أي.إيه، وتضم قاعدة العيديد الجوية التي تحوي 11 ألف جندي أمريكي وكذا من جنسيات مختلفة تابعة للقوى المتحالفة. فهل يعلم الرئيس الأمريكي ترامب بذلك؟ إن ذلك يهدد بتوسع النفوذ الإيراني اليوم، أليس الأمر كذلك؟

 

اتهامات طهران أن السعودية وراء الهجوم الإرهابي الذي شهدته طهران يوم الأربعاء، يبرهن  مدى خطورة الصراع المتفجر بين القوتين حول قطر ومع انضمام قطر يمكن لإيران أن تكسب شريكاً جديد ضد السعوديين إلى جانبها. غير أن الحرب بين كلا الدولتين حول قطر مازالت باردة مقارنة بالصراع الذي يغلي في اليمن وسوريا.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

الصراع حول قطر قد يأخذ منحنى أكثر تعقيداً نظراً للتحالف المتين بين الحكومة التركية مع قطر،  بجانب انضمامها التقليدي في كتلة التحالف السني في الشرق الأوسط.

الصحيفة الأمريكية “فانشيل تايمز” وصفت خطوة اردوغان أنها “مسار تصادمي” في تأكيد التمسك بدعم قطر حيث قال” نحن لن نسمح بضرب قطر”. العامل المشترك بين الدوحة وأنقرة هو تقاربهما بالجماعات المتطرفة السنية مثل الإخوان المسلمين ولا يخفي الرئيس التركي دعمه للجماعة التي تعتبرها المملكة العربية السعودية وكذا دول كثيرة اخرى أنها منظمة إرهابية. يترقب اليوم الكثير من ردة فعل السعودية ضد التحالف بين تميم وأردوغان.فهل يستطيع ترامب السيطرة على تلك النار المتقدة؟

 

الحكومة الأمريكية تراجعت نوعا ما في مواقفها وصرحت أن الرئيس اقترح في اتصال هاتفي مع أمير قطر تقديم المساعدة في رأب الصدع الحادث بين الطرفين إلا انه من المشكوك فيه أن ذلك سيساعد في حلحلة الصراع. فترامب عبر عن ذلك الصراع بقوله “وقع الدمار”.

(243)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: ,,,,,,,,,,,,,,