هل اقترب الانفجار من منطقة الشرق الأوسط؟ 2-3

ترجمة: اسماء بجاش| المراسل نت:

ارتفعت وتيرة أعمال العنف في عدة بلدان في منطقة الشرق الأوسط, فمن الوجود العسكري لدول حلف شمال الأطلسي “الناتو” في منطقة حوض المشرقي في سوريا والحرب التي تقودها ضد ما يعرف بتنظيم داعش, إلى  انجرار القوات الأمريكية وراء العمليات القتالية في مدينة الموصل العراقية التي اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 105 شخص,  وانتهاءً  بالهجوم الذي استهدف الطائفة القبطية  في مصر في الآونة الأخيرة. بالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو عما هي المخاطر التي ستؤدي إلى انفجار الوضع في منطقة الشرق الأوسط اليوم؟

الكسندر ديل فالي|موقع “اتلانتيكو” الفرنسي:

يضم  العالم العربي والاسلامي العديد من التيارات،  منها تلك التي  تصعد إلى  السلطة عن طريق فوزها بالانتخابات كما هو حال القوميين،  ومنها تلك التي تأخذ على عاتقها ترويع السكان وممارسة العنف والاعمال العدائية مثل ما هو حال الجماعات الجهادية.

 

وإن مما يوضح ذلك هو ما يجري في سوريا الاسد، ومصر السيسي ،او التباين الحاصل في الجزائر، حيث تسعى التيارات الجهادية إلى مواجهة الدول القومية التي اصبحت في امس الحاجة إلى هزيمة أعدائها الثيوقراطيين.

فقد أصبحت سوريا ومصر بؤرة لصراع بين التيارين القومي والإسلامي,  بينما يختلف الوضع تماما  في الوقت الراهن في كلا من العراق واليمن وكذلك سوريا. إذ  أصبحت هذه الدول  ساحة لحرب أهلية دينية ابطالها المذهب الشيعي والمذهب السني.

 

ومما لا شك فيه فقد عملت الفتنة المشتعلة بين الشيعة والسنه على تشجيع واعادة تنشيط الفوضى الحاصلة في العراق, وهكذا تم خلق حالة من عدم الاستقرار  التي اصبحت عميقة جدا ومتعددة الاوجة.

 

ولهذا الوضع عدة أسباب منها: الدول الفاشلة, الحروب السنية/ الشيعية التي تتواراى خلفها الحرب القائمة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، حالة الظلم الاجتماعي، والمعارضة السياسية. وكل هذه الاسباب كانت كفيلة بزعزعة الاستقرار  الداخلي والإقليمي والدولي.

تؤيد روسيا بصورة عامة المحور الشيعي الموالي لطهران، في حين لمسنا في الآونة الأخيرة الدعم الذي يوليه الرئيس دونالد ترامب ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية. حيث يتم هذا دون تمحيص وتجاهل للمسؤولية الضخمة التي تقع على عاتق السعودية في الانفجار السني/ السلفي الجهادي الإرهابي العالمي وتداعياته التي تواترت بسرعة كبيرة جدا.

 

هل يعمل الوجود المتزايد للقوات الغربية بشكل او بآخر على تأجيج الوضع؟

اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الذي استضافته قمة حلف شمال الاطلسي ” الناتو” عن الحاجة الماسة إلى التركيز على التهديد الإرهابي.

وفي اعتقادي الشخصي, لم تعد الولايات المتحدة الامريكية قلقة ازاء الموقف الروسي وحلفائه وبالتالي فعليها العمل على اصلاح الناتو واعادة تحديد التهديد الرئيسي.

وهذا يعني عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى التي لم تعمل على مهاجمتنا، وبدء العمل الجاد والبناء من اجل خلق بيئة ملائمة للعودة إلى طاولة الحوار مع روسيا.

في المقابل، لم يكن الغرب على صواب وخصوصاً الولايات المتحدة الامريكية حين عمل الرئيس باراك أوباما على تأييد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  عندما مد يد العون للمعارضة السنية الاسلامية في كلا من سوريا وليبيا.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

كما أنهم أخطأوا عندما قدموا الدعم للإسلاميين في تركيا ضد التيار الكمالي- تيار ينسب إلى مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة الذي أطاح بالخلافة العثمانية وأقر دستوراً علمانياً-  الذي لم يمنح الجماعات أو المنظمات الدينية اي مزايا دستورية في تركيا، وهذا الموقف وتطبيق العلمانية بشكل عام في تركيا نبع من الفكر الكمالي بحيث لا يتم دعم منظمات الديانات الأخرى بشكل رسمي، ولكنها في المقابل تتمتع بإدارة ذاتية وحرية العمل. واخطأ  الغرب ايضا عندما عملوا  على تسهيل عملية ترشيح تركيا في الاتحاد الأوروبي والتي استفاد منها أردوغان لتبرير تفكيك الجيش الكمالي لصالح المعايير الديمقراطية الأوروبية .

واخطأ حلف شمال الأطلسي” الناتو” عندما فسح المجال امام تركيا عندما  جعل منها تحديا للدول الأوروبية. في حين اخطأت الدول الغربية عندما عملت على زعزعة الاستقرار في كلا من العراق, ليبيا وسوريا.

 

كثرت اخطاء الادارة الامريكية, فأعظمها كان عندما تم اعتبار روسيا, سوريا و جمهورية ايران الاسلامية العدو اللدود لها, في الوقت الذي كان فيه التهديد الذي ضرب بصورة منتظمة المواطنين الأوروبيين والأمريكيين ينتمي إلى التيار السني-الجهادي وليس الشيعي.

بالتالي، فإن الأجدر بها التركيز على مصالحها الحيوية، بالاضافة إلى عدم التدخل تحت مسمى حقوق الانسان وإتباع  المظلليين الذين يفتقدون للمصداقيه.

بيد أنه سيكون من الصعب جداً فهم ما يصبوا اليه أنصار دعاة الحرب الغربية الإمبريالية الجدد.

 

اقرأ أيضاً:

هل أصبح الوضع في منطقة الشرق الأوسط على وشك الانفجار؟ 1-3

 

 

(306)

الأقسام: الاخبار,صحافة وترجمات

Tags: