أحمد حاشد هاشم:ما بحت به لـ “هيفاء” بعد ربع قرن

فيسبوك|المراسل نت:

أحمد حاشد هاشم:
ما بحت به لـ “هيفاء” بعد ربع قرن:

• كنت مسؤولا عن خلية حزبية مكونه من ثلاث أو أربع فتيات جامعيات وطالب ومناضلة يشار لها بالبنان.. مناضلة لم يسحقها التعذيب في سجون الشمال إبان عهد سيء الذكر محمد خميس.. لم تُذل لنظام أو تستسلم لإرادة جلاد.. ولدت في السجن وقاومت جدرانه بصلابة الفولاذ، ولم تنكسر رغم أن الجلادين أطاحوا بأسنانها وكسروا عمودها الفقري وتحملَّت من التعذيب ما لا يقوى على تحمله أكثر الرجال.. لم تلين ولم تستكين أو تعترف بأسماء رفاقها حتى عندما أتوا بزوجها إلى أمامها دامياً ومثقلاً بالتعذيب ومثخناً بالجراح.

• كانت ضمن قوام تلك الخلية أختك الجميلة والمخطوبة لقريب.. لم أكن أعرف أن لها أخت بجمالك.. كنت أعامل أختك بمثالية قديس.. كنّا كبار كبر تلك المبادي التي تعلمتها من جازم العريقي مسؤولي الحزبي النبيل.

• قبل أن تلتحقين بالكلية كنت أتوقع أن ثمة حلم جميل سيأتي ويزاملني في الدراسة، وكنت أشعر أن بذرة حب سأزرعها تحت مفرق رأسك أو في تلافيف الوعي وأعماق الذاكرة..

• أول ما شاهدتك في باحة الكلية لم أتريث ولم يمهلني الحب أسبوعا.. تسلل إلى دمي والوعي كخمرة أثملتني خلال ثلاث أيام واستحوذت على كل كياني.. حبك تضاعف سريعا حتى ابتلعني من ساسي إلى رأسي وفي حبائله ماتت حيلتي وأنقطع النفس.

• قطعاً كنتِ تلاحظين وجلي وخجلي وارتباك تفاصيل وجهي والجسد إن تقابلنا أو تحدثنا في لقاء عابر.. ألم تسألين نفسك يوما ما سر هذا الارتباك الذي كانت تحس به الحجر والشجر؟!.. هل كان غباك فاحش إلى ذلك الحد الذي لا يرى اضطرابي الذي كان يشبه حال شجرة في وجه إعصار أو عاصفة!!

• كنت أبحث عن حدوث صدفة كونية في أعماق وجداننا تلتطم أو تصطدم عواطفنا على نحو يشبه الانفجار الكوني العظيم ولاد هذه المجرات والأكوان والخلائق والحياة.

• كنت أحلم بك مرارا .. أستحضر روحك كل ليلة كمن يستحضر أرواح الأموات لأبلغك رسائل وجدي واشتعالاتي وما أخبوه من سر كان يشبه عظمة هذا الكون وسره..

• حاولت أستخدم حواسي السادسة والسابعة والعاشرة لأبلغك بعض ما يجيش لك من حب في صدري يشبه البراكين والأعاصير والعواصف، ولكن في غمار المحاولة اكتشفت أنني معطوب أنا وكل حواسي.. شككت في قدراتي وحواسي الخمس الأولى ومحاولة كشف ما عداها وجدته عبث في عبث.

• خانتني كل الحواس واستعمرني الخجل والوجل والخوف من رفضك لي إن صارحتك بحبي، لأن هذا الرفض كان بالنسبة لي يعني انتحاري، أو نهاية زجاج تطاير بعنف في الهواء بعد أن حاول أن يقف أمام غضب الطبيعة وقواها القاهرة؛ فآثرت أن أنتظر وأعيش وهم لا يخلص إلى نتيجة.. آثرت السلامة والانتظار وأنا المغامر، وتعلقت بوهم أفقدني حياة لطالما رمتها، وغرقت بالتمني بدلا من المحاولة.

(55)

الأقسام: هاشتاق