الأكراد يواجهون الجيش التركي في سوريا لوحدهم

مريام الحجاب

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الأيام الماضية عن استعداد بلاده لإجراء عملية عسكرية جديدة شمال سورية لمنع قيام “دولة كردية” هناك. وأكدت تركيا جديتها مرارا وتكرارا. ويدل على ذلك الاشتباكات الجارية بين الأطراف المتحاربة والضربات الجوية الأخيرة التي نفذتها أنقرة على مواقع القوات الكردية إضافة إلى ذلك قد أرسلت تركيا عدة وحدات عسكرية مزودة بآليات ومدرعات إلى منطقة أعزاز.

وفي هذا السياق، ظهرت تصريحات القادة الأكراد على نحو متزايد حول ضرورة تدخّل الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه لحماية مصالح الشعب الكردي من العدوان الخارجي.

ويعتقد الخبير السوري والمحلل السياسي زياد شبلي أنه يواجه الأكراد السوريون العدوان التركي لوحدهم نظرا لبعض الأسباب الموضوعية.

وفي الواقع يلعب الأكراد لعبة مزدوجة من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة. ويلعب القادة الأكراد جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة ويفعلون كل شيء لقطع علاقاتهم مع دمشق وحلفائها. وباع الأكراد ولاءهم مقابل توريدات الأسلحة، عولى وجه الخصوص سلم البنتاغون خلال الأسبوع الماضي للقوات الكردية أكثر من 100 شاحنة محملة بأسلحة فيما بينها 12 ألف بندقية آلية و10 آلاف رشاش و4 آلاف قاذف قنابل ونحو 300 هاون.

ولكن هذه الأسلحة لا تُستخدم لمحاربة تنظيم داعش. وليس سرا أن الفصائل الكردية سمحت للإرهابيين بالخروج من منطقة محاصرة في الرقة وذلك لتعزيز الجماعات الإرهابية في مدينتين تدمر ودير الزور. ثم تؤكد هذه المعلومات قناة العربية السعودية وأعلنت أن “مجلس الرقة” الذي تم أنشاؤه من قبل الأكراد والمعارضون السوريون بدعم الولايات المتحدة عفا عن عشرات متشددي داعش.

من الواضح أن تعارض أعمال التشكيلات الكردية مع مصالح دمشق وحليفه الرئيسي في محاربة الإرهاب روسيا.

ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن قادة قوات سوريا الديمقراطية يتجاهلون المستشارين العسكريين الروس الذين اقنعوا قيادة القوات المسلحة السورية باستخدام وحدات الجيش السوري لحماية الجيوب الكردية في عفرين ومنبج. لكن قام الأكراد بالاشتباكات مع الجيش العربي السوري بسبب تقاربهم مع الأمريكيين.

مع ذلك فكر القادة الأكراد بدعم دمشق والقوات الجوية الفضائية الروسية بعد ظهور تهديد الاصطدام المباشر مع تركيا. ويفهم الأكراد بوضوح أن الولايات المتحدة لن تدعمهم في هذا الصراع. ومن غير المحتمل أن تدخل واشنطن ضد دولة عضو في إطار الناتو. وإذا ازدادت التناقضات بين الولايات المتحدة وتركيا في القضية الكردية فإن أنقرة قد تقوم باغلاق قاعدة إنجرليك الجوية الأمريكية التي تقع في ولاية أضنة التركية.

لا أحد يحب الخونة. وعلى ما يبدو، سيواجه الأكراد التهديد التركي لوحدهم. لن تقدم دمشق وموسكو أي دعم لهم وستترك مسؤولية ذلك على عاتق القادة الأكراد فقط.

 

 

(93)

الأقسام: آراء