الخطوة القادمة نحو السلام في سوريا.. ماذا يناقشون في أستانة؟

سوريا: أحمد صلاح| المراسل نت:

بدأت في عاصمة كازاخستان أستانة، يوم الثلاثاء 4 يوليو، الجولة الخامسة للمحادثات بشأن التسوية السورية بهدف تخفيض التوتر والعنف بالشكل الملموس في الجمهورية العربية السورية. وقدر خبراء سوريون الوضع في مناطق تخفيف التصعيد بأنه “مستقر” رغم انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل “هيئة تحرير الشام” وغيرها من التنظيمات المصنفة في القوائم الإرهابية.

تلك التنظيمات حاولت عرقلة محادثات السلام في أستانة مرارا وتكرارا. ونفذت عمليات تفجير أودت بحياة مدنيين أبرياء في دمشق، عقب أيام من استعادة الولايات المتحدة لذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب من أجل إلقاء اللوم على حكومة بشار الأسد على ذلك. وشهدت مواقع التواصل بث شرائط فيديو مزيفة مع “ضحايا الهجوم الكيميائي” عندما قام الجيش السوري وحلفائه بالعمليات الهجومية الناجحة ضد المتشددين. ولكن الهجمات الإرهابية أو الاستفزازات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية لم تمنع الأطراف جلوس إلى طاولة المفاوضات.

وكانت جولات المحادثات السابقة في استانة فد أفضت إلى الاتفاق حول تشكيل الفريق العامل المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سوريا وتوقيع المذكرة حول إنشاء مناطق تخفيف التصعيد من قبل الدول الضامنة فيما بينها روسيا وتركيا وإيران والتي تهدف إلى تخفيف العنف والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي البلاد والتسوية السياسية للنزاع السوري.

في الجولة الأخيرة يوم الثلاثاء ناقشت الأطراف خلال اليوم الأول من المحادثات آليات عمل مناطق تخفيف التصعيد. وقال مصدر مقرب من المحادثات إنه يمكن اطلاق المراقبة على مناطق تخفيف التصعيد في سوريا من جانب الدول الضامنة لمدة ثلاثة أشهر مع إمكانية تمديدها وتوزيع مسؤولية عليها على النحو التالي: في الشمال روسيا وتركيا، في وسط البلاد إيران وروسيا وفي الجنوب روسيا. ويستغرق نشر القوات في هذه المناطق مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع لتطبيق الوثيقة “على الأرض”.

في ختام الجولة الخامسة من المحادثات في أستانا عزمت الأطراف على توقيع الوثيقة النهائية حول تخطيط حدود مناطق تخفيف التصعيد ونظام سيطرتها. وانتهى أستانة-5 من دون توقيع هذه الوثيقة وتأجيل ذلك إلى الجولة المقبلة التي ستعقد في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس المقبل. ومع ذلك، لا بد من القول إن الأطراف وصلت إلى نتائج إيجابية خلال الجولة الخامسة من المحادثات. على وجه الخصوص، اتخذت الأطراف القرار حول تشكيل الفريق العامل المشترك الذي سوف تستكمل كل المتطلبات التشغيلية والفنية لجميع مناطق تخفيف التصعيد، وسيعقد لقاءه في 1 و2 من أغسطس المقبل في طهران.

أما المسائل المتعلقة بعملية تبادل الأسرى وإزالة الألغام من المواقع الثقافية التي تكون تحت اشراف اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي وتشكيل لجنة المصالحة الوطنية فسيتم مناقشتها والاتفاق حولها في الجولة المقبلة.

ومن الواضح أن هناك ما يكفي من الوقت للوفود لموافقة على كافة المسائل التي تم إدراجها في جدول أعمال المحادثات. وفي الوقت نفسه، أصبحت منصة أستانة مكانا هاما لمناقشة عدد من القضايا الصعبة لحل النزاع السوري مجددا. وفي أي حال تعتبر هذه المحادثات خطوة حقيقية أخرى نحو السلام ليس في سوريا فقط فحسب بل في الشرق الأوسط كله في المستقبل القريب، وفقا لمراقبين.

(51)

الأقسام: الاخبار,المراسل العالمي,اهم الاخبار

Tags: ,,