وكالة روسية: المانيا عقدت اتفاقاً مع الشيطان ضد اليمن

ترجمة: نشوى الرازحي| المراسل نت:

يعظ النظام الملكي الخليجي الوهابي أطفال المدارس بالكراهية والجهاد ويمول القوى المتطرفة في جميع أنحاء العالم ويشن الحرب على جيرانه ومع ذلك لا تريد برلين الإقلاع عن عقد الصفقات التجارية المربحة مع الرياض.

تسلاتكو برسينيس|موقع وكالة آر تي الروسية باللغة الألمانية:

لقد فعلتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. بسبب الجشع المزري، عقدت في آخر زيارة لها للمملكة العربية السعودية اتفاقا مع الشيطان. وذلك ليس بالأمر المستغرب. فهي دائما متواجدة في مجتمع مخدوع مع نظرائها في لندن أو مع من نصب نفسه منقذ الاتحاد الأوربي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناهيك عن الرئيس الأميركي.

جميعهم تحكمهم الأعمال التجارية الكبيرة وحكاية غريبة عنوانها بيع الشعوب وربما تكون السعودية فعلا “عامل استقرار” في المنطقة، كما وصف المتحدث باسم الحكومة الاتحادية ستيفان زايبرت بكل سرور وأكدت المستشارة ميركل على ذلك بنفسها وتابعت القول بأن “إيران تشكل تهديدا كبيرا”.

كون جهاز مخابرات ألمانيا الاتحادية لا ينظر للأمر كما تراه الحكومة، فذلك مدعاة للانزعاج ناهيك عن كونه أمر لا بد من إيقافه. لقد ذكر تحليل جهاز مخابرات ألمانيا الاتحادية بخصوص العدوان السعودي على اليمن، أن السعودية تريد أن تثبت أنها قادرة على التعامل مع المخاطر “العسكرية والمالية والسياسية” التي لا مثيل لها لكي لا تتراجع للخلف في السياسة الإقليمية.”

ويرى رئيس وزارة الدفاع البريطانية، المسئول عن إمداد المملكة الوهابية بمقاتلات تورنادو الأمر بمجمله بشكل مختلف نوعا بطبيعة الحال:

“الحملة التي تقودها السعودية هي عمل للدفاع عن النفس ضد الإرهاب. هي (أي السعودية) ليست المعتدي […] هي دافعت عن نفسها.

وربما كان قول ستيفن زايبرت مشابها، عندما أخذ يُجمِّل زيارة المستشارة إلى السعودية ولكن بلغة أكثر غطرسة.

 جهاز المخابرات الاتحادي: لا فرق بين التبشير والسلفية الجهادية

وفي النهاية نقول أن كل شيء يجري وفقا للمصالح. وهنا من الواضح تماما أن لا دور أبدا للفت جهاز المخابرات الاتحادي وحماية الدستور أن السعودية أو غيرها من المشايخ هي من ينشر العقيدة الوهابية في ألمانيا تحت مصطلح السلفية.

وكتصحيح يقال هناك بأنه لا يوجد “فرق منطقي بين السلفية الدعوية والسلفية الجهادية”. وقد سبق وأن قدم تحليل قبل ثلاث سنوات للبرلمان الأوربي يقول أن الوهابية تشكل “خطر” على تلك الدول، التي تقيم فيها السعودية ما يسمى بالمراكز الإسلامية التي تمول المدارس والمساجد.

والهدف هو نفسه في كل مكان: ففي النهاية المسألة هي مسألة نفوذ سياسي عبر هذه المؤسسات في تلك البلدان. وكما تأمل معظم الحكومات الغربية في عقد صفقات بالمليارات مع السعوديين، تتصرف الحكومة الألمانية بصورة ملفتة في موضوع الأزمة الحالية في شبه الجزيرة العربية، حيثما تتهم الرياض بالذات جارتها الصغيرة قطر بدعم الإرهاب.

بهذا الخصوص قام البرلمان الأوروبي بالتحقيق الذي خلص إلى أن كلا الدولتان – وبخاصة المؤسسات الوهابية من حيث الأيديولوجية الكامنة وراءها- تدعمان الإرهاب وتؤججانه في كل من سورية وليبيا وتونس ومصر والمغرب والساحل الإفريقي وأفغانستان وباكستان وإندونيسيا والفلبين.

وكما قلت: ميركل لديها مصالح ملموسة مع المملكة العربية السعودية. فمنذ أعوام على سبيل المثال ومصلحة حماية الحدود الألمانية تشارك بكل نشاط في المملكة الوهابية في إنشاء خدمات مماثلة لتلك التي تتمتع بها برلين.

وما مهد الطريق لذلك هو شركات تصنيع الأسلحة، إيرباص ديفينس سبيس ومقرها مدينة تاوفكيرشين في ولاية بافاريا، التي نفذت عملية بيع السياج الحدودي ذو التكنولوجيا العالية مع فريق من حرس الحدود الاتحادي. وقد نفذت هذا العمل كخدمة مقدمة من شركة إيرباص ديفينس&سبيس للمملكة.

ووفقا لأبحاث مجلة “إم دي أر مجازين فاكت” بخصوص هذه الرحلة الخدمية كان ذلك بمثابة العرض المسرحي بالنسبة للمسئولين الألمان والتعايش مع عمليات الجلد أمام الملأ وحتى تطبيق أحكام الإعدام رجما أو قطع الرأس.

لوائح صارمة لتصدير الأسلحة؟ لا مشكلة مع وجود الشركات التابعة:

ولكن الآن يفترض أن ينتهي كل ذلك، لو أمكننا تصديق الكلمات التي قالتها المستشارة أنجيلا ميركل فعلا. حيث قالت: ” لدينا لوائح صارمة جدا بخصوص تصدير الأسلحة”.

وحتى نائب وزير الاقتصاد السعودي يرى من الآن فصاعدا أنه ليس هناك احتياج للأسلحة الألمانية، كما صرح في إحدى المقابلات التي أجريت معه. ولكن ما أخفاه كلاهما هو إمكانية نقل الأسلحة بطرق ملتوية، كما فعلت على سبيل المثال شركة تصنيع الأسلحة الألمانية راينميتال.

فقد نقل طرفي العقد الأسلحة بالشاحنات إلى الشركة التابعة لشركة راينميتال ومقرها جزيرة سردينيا في إيطاليا، ومن هناك يتم نقلها جوا أو بحرا إلى السعودية. وبهذه الطريقة لا يكون هناك اختراق “للوائح الصارمة”.

(الترجمة خاصة بموقع المراسل نت ويرجى التنويه لذلك في حال الاقتباس أو إعادة النشر وكذلك المصدر)

كما أنه عوضا عن ذلك عقدت وزارة الدفاع بقيادة أورسولا فون در لاين اتفاقاً مع الرياض ينص على أن تتولى ألمانيا مهمة تدريب أجزاء من الجيش السعودي. ووفقا لوزير الدفاع في برلين، يُنظر للسعوديين في المنطقة على أنهم شريك صعب بل و رئيسي في المنطقة.”

والأمر المحوري هنا هو أن ألمانيا تريد أن تبرز كأكبر شريك تجاري للمملكة الوهابية. وأن هذا يخدم الأساس لـ”رؤية 2030″ التي أعدها ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان. وبالفعل، لقد أعدت شركة ماكينزي الاستشارية هذه الورقة. والتي تمثل في نظر العديد من المحللين الفكرة المثالية لتحديث نظام الدولة ذات التوجه الأصولي البحت.

ووفقا لـ “رؤية 2030″هذه ستطبق المملكة العربية السعودية برنامجا استثماريا رائعا قيمته أربعة تريليونات لكي تتمكن الرؤية من تمويل “اقتصاد مزدهر ومجتمع ديناميكي وأمة طموحة”. ومن البديهي أن تجعل هذه الرؤية من صوت الدولار يرن في أذان كثير من الحكومات.

ولكن، بدون “تغيُّر العرف الاجتماعي والثقافي المتأصل في المجتمع السعودي” من الصعب أن نتصور كيف يمكن تحقيق حتى شرط واحد من الشروط الواجب توافرها هذا المشروع الضخم.

نظرية التطور باللغة السعودية:

وفقط من أجل إدراك ماذا يعني تطبيق هذا النوع من التحول في المجتمع الذي ترسخت فيه العقيدة الوهابية، ينبغي علينا إلقاء نظرة على منهج المدارس الحكومية في المملكة العربية السعودية:

ـ كتب الصف الرابع، توضح للتلاميذ ضرورة الكراهية للـ “المشركين والكفار”، حتى يجدوا الإيمان الحقيقي.

ـ كتب الصف الخامس، تعلم التلاميذ أن “على المسلمين أن لا يحبوا أعدائهم الكفار ولا يساعدونهم”. واليهود والمسيحيين والشيعة هم “الكفار أعداء الله” قبل غيرهم.

وعلى النقيض تماما من تركيا، التي حظرت مؤخرا نظرية التطور من المناهج المدرسية، قامت الرياض بتقديم نظريتها الخاصة بها والتي تقول فيها أن اليهود هم أحفاد القردة والمسيحيين أحفاد الخنازير.

ـ كتب الصف السادس والسابق تتناول ضمن جملة أمور مواصفات العالم الإسلامي. والذي لا يسمح فيه على سبيل المثال أثناء عملية الدفن بالحديث سوى لرجال الدين. كما لا ينبغي على أقارب المتوفي إظهار مشاعرهم ولا يُسمح لهم الدعاء عند القبر. ومن يفعل ذلك كله، فهو يفعل ما يفعله “الكفار” ويعامل على ضوء ذلك، لأن هذه “الجرائم” هي تقليد مباشر للمسيحيين.

 

وصفة لليمن: تحسين اختيار الهدف

يبدو أن الحقائق المذكورة آنفا ليس لها سوى دور ثانوي عموما لدى المستشارة الاتحادية، أنجيلا ميركل بالنظر إلى إحدى الأوراق التي ضمت مشروع الأربعة تريليونات دولار امريكى الاستثماري، التي كتب فيها وفقا لمعلومات سعودية أنه سيتعين على ألمانيا تولي دورا رئيسيا في رؤية 2030.

كما أن المملكة العربية السعودية، القوية، عزيزة على قلب الأكاديمية الاتحادية للسياسة الأمنية وهي مؤسسة حكومية من مؤسسات جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتي تتصرف نيابة عن مجلس الأمن الاتحادي.

وهذا الموقف المتسامح لا يقل كثيرا عن موقف الحكومة الأميركية وليس من شأنه أن ينهي عقد صفقات تجارية بالمليارات مع السعودية ويوقف مبيعات الأسلحة. حتى أن الحكومة البريطانية اعترفت أنه “سيتم تحسين عملية اختيار الأهداف”، لجعل الحرب الوحشية على اليمن أكثر وحشية. وألمانيا  بالطبع لا تريد التخلي طوعا عن أخذ قطعة من هذه الكعكة.

حتى وإن كان الثمن هو تطرف أجزاء من المجتمع المسلم من خلال “المراكز الإسلامية” التي تعمل  برعاية المملكة العربية السعودية ومن خلال المساجد في ألمانيا، والتي بدورها تزيد من خطر الهجمات الإرهابية والتجنيد المحتمل للمنظمات الإرهابية: طالما وصوت الدولار واليورو يرن، فلن تتخل برلين عن هذه الاتفاقية مع الشيطان.

(499)

الأقسام: الاخبار,اهم الاخبار,صحافة وترجمات,عاجل

Tags: ,,,,,