تقارير| المراسل نت:
وصلت الخلافات بين حزب الإصلاح الاخواني المدعوم سعودياً والسلفيين المدعومين من الإمارات لمستوى متطور تجلت في المواجهات الدموية غير المسبوقة يوم الجمعة من حيث عدد القتلى وسقوط القيادات ومن حيث امتداد المواجهات بالتزامن من وسط المدينة إلى مديرية المسراخ.
في شارع جمال وسوق ديلوكس ومحيطهما وشارع العواضي وحي التحرير وسط مدينة تعز، خاضت كتائب حسم التابعة لحزب الإصلاح من جهة ومسلحو جماعة أبو العباس السلفية حرب شوارع دموية استخدم فيها الطرفان المدرعات ومضادات الطيران وأسلحة متوسطة وثقيلة.
بحسب مراسل المراسل نت في تعز ومع اشتداد المعارك وسط الأحياء السكنية المزدحمة، تصاعدت أعمدة الدخان من وسط المنازل التي تعرضت للنيران، ليسقط عدد من المدنيين.
ووفقاً للدكتور احمد الدميني رئيس قسم الطوارئ بمستشفى الثورة في تعز الواقع تحت سيطرة الموالين للتحالف، استقبل المستشفى في بداية المواجهات قتيلين وثلاثة جرحى كلهم من المدنيين.
جماعة أبوالعباس نشرته عبر صفحتها بالفيسبوك منشوراً رصده المراسل نت في بداية المواجهات اتهمت فيه القيادي الميداني التابع للإصلاح “غزوان المخلافي” بالوقوف وراء إطلاق نار على طقم عسكري تابع للجماعة في التحرير الأسفل وسط المدينة ما أدى لإصابة السائق بثلاث طلقات في الصدر واليد ونقل للمستشفى، وفي وقت لاحق أفاد مراسل المراسل نت بمقتل السائق.
ورغم أن “غزوان” ما يزال شاباً يافعاً إلا أنه يمثل أحد أسباب الصداع الذي تعاني منه مدينة تعز في مناطق سيطرة المسلحين ويمثّل وأتباعه هاجساً مقلقاً للسلفيين الموالين للإمارات.
وتمددت المعارك، وقال مصدر ميداني لـ المراسل نت أن أبوالعباس قائد الجماعة السلفية أرسل تعزيزات مكونة من ثلاث دبابات إلى جولة شارع العواضي قرب مصرف الكريمي وتعزيزات أخرى بينها مدرعات إلى التبة السوداء ومنطقة المسبح حيث توسعت المعارك وأثارت رعب سكان الأحياء في مناطق الاشتباكات، وسط انتشار مكثف للمسلحين السلفيين.
جماعة أبوالعباس عادت عبر صفحتها في الفيسبوك واتهمت العميد صادق سرحان قائد اللواء22 التابع للإصلاح بالوقوف وراء “غزوان المخلافي” وحمايته مشيرة إلى أن العميد سرحان ينهب إيرادات سوق ديلوكس الذي شهد بداية المواجهات والتي تبلغ 30 مليون شهرياً.
وبعدها بدأت أبوالعباس بقصف خصومها من مواقعها في قلعة القاهرة المطلة على المدينة، وقامت بقطع خط الضباب أحد منافذ المدينة، فيما نشرت صور منازل تعرضت لنيران مضادات الطيران عيار 14.5.
إلى ذلك الوقت تحدثت المصادر عن مقتل 10 مسلحين وإصابة عدد أكبر من الطرفين، فيما قتل مواطن يدعى “أمين مغلس” في حي المسبح بنيران المسلحين ليرتفع عدد الضحايا المدنين إلى ثلاثة.
ومع اشتداد المعارك وجه قائد محور تعز اللواء ركن خالد فاضل بالقبض على “غزوان المخلافي” وتم القبض عليه لكن مصادر قالت أنه الأخير يتمتع بشبكة علاقات بقيادات كبرى قامت بتهريبه وهي التي قامت بالقبض عليه، فيما قال مصدر مطلع في تعز لـ المراسل نت أن المشاكل التي يثيرها المخلافي متعلقة بالتنافس على الاستحواذ على الإيرادات من الأسواق وفرض الاتاوات، وأن المشكلة لن تنتهي بالقبض عليه كون الصراع يتجاوز الصراع على النفوذ إلى صراع يتعلق بالأجندة الخارجية المرتبطة بتباين الأهداف السعودية والأهداف الإماراتية.
ووفقاً لطبيعة الصراع أكد العميد صادق سرحان قائد اللواء 22 في مداخلة تلفزيونية رصدها المراسل نت، أن ” الأجهزة الامنية في تعز ليس لديها القدرة على السيطرة على المدينة بشكل كامل”.
ولأن الصراع أخطر مما تحاول أطرافه توصيفه، فقد اندلعت اشتباكات دموية أخرى بين الإصلاح المدعوم سعودياً والسلفيين المدعومين من الإمارات، في مديرية المسراخ بمحافظة تعز عقب صلاح الجمعة، أسفرت عن مقتل أكثر 12 مسلحاً من الطرفين بينهم قيادات أمنية كبيرة.
وبدأت الاشتباكات بالهجوم على مدير أمن منطقة نجد قسيم “محمد عبدالله يحيى” وثلاثة من مرافقيه وثلاثة من عناصر إدارة أمن المنطقة.
الاتهامات وجهت لمدير أمن مديرية المسراخ عبد الباسط الهمداني وتم قتله وأحد أبنائه وعدد من أتباعه وبعد ذلك تفجير منزله.
جماعة أبو العباس شنت حملة انتقامية، وأفاد مراسل المراسل نت أن مسلحي الجماعة السلفية قاموا باقتحام قرية الجنان في مديرية جبل حبش وهاجموا منازل قيادات إصلاحية واعتقلوا عدد من أبناء القرية من المنتمين لحزب الإصلاح الإخواني.
ورغم أن المواجهات توسعت وامتدت إلى خارج مدينة تعز، إلا أنها وفقاً للمعطيات ما تزال بداية مواجهات أكبر، حيث يرجح أن الإماراتيين اتخذوا قراراً بحسم الوضع وإنهاء تواجد حزب الإصلاح المصنف في الامارات بقائمة الإرهاب باعتباره فرع تنظيم الاخوان.
(582)
