خاص|المراسل نت:
ليست المرة الأولى التي تدعم فيها واشنطن أطرافاً سياسية وتتهمها بالإرهاب فالسياسة الأمريكية معقدة لدرجة جمعها لكل التناقضات التي يتسم بها المشهد السياسي والعسكري اليمني.
وبهذا الخصوص أعادت واشنطن إثارة الجدل في مضمار الإرهاب عندما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على محافظ محافظة البيضاء الموالي لهادي وهو الشيخ نائف صالح القيسي، واتهمته بأنه مسؤول كبير بتنظيم “القاعدة” في جزيرة العرب.
وجاء اتهام القيسي، في بيان صحافي صادر عن الوزارة أمس الخميس 19 مايو/أيار ، إلى جانب خمسة آخرين، أحدهم يمني، والآخرون في سورية وليبيا.
واتهمت الوزارة القيسي بأنه عمل على تقديم الدعم المالي لتنظيم “القاعدة”، وأنه اعتباراً من العام 2016 بات مسؤولاً كبيراً في التنظيم، وحصل على دعم مالي للقاعدة من أطراف خارج اليمن، كما اتهمته باستغلال منصبه، كمحافظ لمحافظة البيضاء، لتقديم تسهيلات بتوسيع “القاعدة” في المحافظة، وتيسير نقل الأموال والأسلحة إلى مقاتلي التنظيم.
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من تأكيدات أمريكية عن طريق وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للرئيس هادي تفيد بتمسكها بشرعيته وعدم السماح بتجاوزها.
وفيما يحيط الرئيس هادي نفسه بمسؤولين تضع الولايات المتحدة عليهم محاذير وتدعمهم ضمن منظومة الشرعية حيث سبق للولايات المتحدة اتهام رئيس حزب الرشاد السلفي عبدالوهاب الحميقاني بدعم الارهاب ليصبح بعد ذلك مستشاراً لهادي وعضواً في وفد الرياض الى مفاوضات الكويت ومن المفارقات أنه ولدى اندلاع عاصفة الحزم وجهت الاحزاب والشخصيات الموالية للرياض رسالة للرئيس الأمريكي باراك أوباما تطالبه بدعم الشرعية وكان الحميقاني ضمن الموقعين على الرسالة المنمقة والموجهة للرئيس الأمريكي.
ففي ديسمبر 2013 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على الحميقاني وضم إسمه إلى لائحة «داعمي الإرهاب» متهمة إياه بنصرة تنظيم القاعدة.
وفي صورة أخرى للتناقضات اليمنية كانت جماعة أنصارالله هي الوحيدة التي أدانت القرار الأمريكي ضد الحميقاني فيما التزمت الاحزاب الأخرى بما فيها جماعة الاخوان (الاصلاح) الصمت تجاه القرار.
أما الإمارات والتي تعد الدولة الثانية من ناحية الأهمية وحجم دورها في التحالف الذي تقوده السعودية دعما لشرعية هادي تتخذ في ذات الوقت موقفاً معادياً ومعلناً تجاه حزب الاصلاح وتصنفه ضمن قوائم الارهاب وفي ذات الوقت يعمل الاصلاح والامارات ضمن هدف واحد في مواجهة الحوثيين.
(114)
