تفاصيل خاصة: الإمارات تحتل مدن ونفط شبوة وتطرد الشرعية وحليفها الاخواني والسعودية خارج اللعبة

تقارير| المراسل نت:  

تدخل العلاقة بين الإمارات والحكومة المعترف بها دولياً وإلى جانبها حزب الإصلاح الاخواني، مرحلة جديدة من الصراع، وسط انزياح إماراتي عن السعودية والتحالف باتجاه الولايات المتحدة، على وقع العملية العسكرية الإماراتية-الأمريكية، اليوم الخميس، في محافظة شبوة جنوبي اليمن.

الجيش الإماراتي أعلن اليوم عن عملية عسكرية لقواته مع القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في محافظة شبوة ودفعت بمقاتلي قوات ما يسمى “النخبة” الذين تولت أبوظبي تشكيلها وتدريبها وتمويلها بعيداً عن حكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.

بيان الجيش الإماراتي، الذي أطلع عليه المراسل نت، أوضح أن العملية قادتها القوات الأمريكية والإماراتية ولم يتم التطرق لقوات التحالف بقيادة السعودية أو حكومة هادي، وهو ما يعني أن الإمارات دخلت مرحلة جديدة عملياً بعيداً عن قيادة الرياض وشعار “دعم الشرعية” الذي رفعه التحالف، بالإضافة إلى أن مصدر عسكري إماراتي قال لقناة “سكاي نيوز” الإماراتية أن العمليات في شبوة تهدف لدعم الشعب اليمني، في تجنبٍ واضح لشعار التحالف المتعلق بإعادة الشرعية.

ووفقاً لبان الجيش الإماراتي، تركزت العملية الأمريكية الإماراتية في شبوة على طرد القاعدة من مدن عزان وعتق والعقلة وجبان والحوطة، وفي حقيقة الأمر، وفقاً لمصادر المراسل نت، فإن تلك المدن كانت تشهد تواجداً قوياً لحزب الإصلاح المصنف بقائمة الإرهاب الإماراتية باعتباره فرعاً لتنظيم الاخوان المسلمين، رغم أنه يتواجد بقوة في حكومة هادي.

وجود الإصلاح في شبوة غير منفصل عن وجود تنظيم القاعدة، فالعلاقة بين الطرفين وثيقة بالإضافة لعلاقة الإصلاح بتنظيم داعش في اليمن، وعلى سبيل المثال فإن العمليات التي يعلن عنها داعش أو القاعدة ضد الجيش والحوثيين يجري تناولها في الإعلام الرسمي السعودي وإعلام حزب الإصلاح باعتبارها عمليات تنفذها ما تسمى “المقاومة الشعبية”.

 

أهداف إماراتية متعددة

الحرب على الإرهاب ممثلاً بتنظيم القاعدة، لم يكن إلا عنواناً للعملية الأمريكية الإماراتية المشتركة في شبوة، لكن هناك أهداف أخرى تتعلق باستكمال الإمارات لسيطرتها على الجنوب اليمني عبر قوات النخبة التي انطلقت من حضرموت أو قوات الحزام الأمني في عدن وكلها تشكيلات عسكرية تدين بالولاء المطلق للإمارات.

أيضاً في شبوة يوجد النفط والغاز وأنابيب النقل وشركات النفط، وكل ذلك كان في قمة أولويات الإمارات وأهدافها في الجنوب بالإضافة لهدف النفوذ العسكري في باب المندب والجزر اليمنية.

مسارعة قوات ما تسمى “النخبة” لدخول شركة النفط في منطقة العقلة بمدينة عتق عاصمة شبوة، هو أمر يؤكد طبيعة الأهداف الإماراتية من وراء التحرك في هذه المحافظة.

 

الإصلاح بين الخطر والتردد

علاقة حزب الإصلاح الإخواني بمحافظة شبوة ليست بعيدة عن العلاقة بين الإمارات والمحافظة ذاتها، فالسيطرة على النفط كانت سبب تواجد الأول عبر زعيمه الروحي الجنرال علي محسن الأحمر، والذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية.

من جانب آخر فإن العملية العسكرية الأمريكية الإماراتية في شبوة دقت ناقوس الخطر في أروقة حزب الإصلاح، ليس لكونه مجرد خطر على سيطرته على النفط، وإنما خطر استمرار انحسار نفوذه في اليمن، فالإمارات أشرفت على إخراجه من حضرموت وإضعافه في عدن، واليوم تطرده من شبوة.

ووفقاً لمعلومات حصل عليها المراسل نت، وانطلاقاً من شعوره بالخطر، قام حزب الإصلاح عبر مسلحيه، أمس الأربعاء، بنصب كمين مسلح لطقم عسكري تابع لقوات النخبة القادمة من حضرموت إلى شبوة، لكن مصادر سياسية تقول أن الإصلاح يعيش مرحلة ضعف ناتجة عن الأزمة الخليجية بسبب علاقته مع قطر، الأمر الذي يقلل من التوقعات بأن ينبري للمواجهة.

وتوضح المعلومات أن مسلحي الإصلاح فجروا عبوة ناسفة بطقم عسكري محمل بأفراد من قوات النخبة أثناء مرورها بمفرق رضوم بمحافظة شبوة، ما أدى لمقتل 5 منهم ينتمون لقبيلة آل باداس وآل عضم بشبوة وإصابة 6 ينتمون لقبيلة القشاعير.

قبل الهجوم، أكدت مصادر لـ المراسل نت أن الجنرال الاخواني علي محسن الأحمر، اتصل برئيس هيئة الأركان بقوات هادي اللواء محمد علي المقدشي المتواجد في مأرب، وعقد الأخير اجتماعات مع عدة قيادات للتباحث في إمكانية مواجهة قوات النخبة التابعة للإمارات، واتهموا الأخيرة بالسعي للسيطرة على النفط، وهو ما حدث بالفعل بدخول أتباعها لشرطة النفط في عتق.

 

استعراض وترهيب

مع دخول قوات النخبة بقيادة ضباط إماراتيين لمدينة عزّان بشبوة ومدن أخرى، تؤكد مصادر محلية لـ المراسل نت، أنها قامت باستعراض يهدف لترهيب المناوئين لدخولها على رأسهم حزب الإصلاح عبر إطلاق النيران بكثافة في الهواء لتسقط بعض الأعيرة النارية وتصيب بعض المدنيين.

وبدأت تلك القوات أيضاً بحملة اعتقالات ومداهمات للمنازل بحجة البحث عن عناصر تابعة للقاعدة والإصلاح واعتقلت عدة أشخاص تشتبه بانتمائهم للقاعدة.

وقبل نحو أسبوعين من العملية، تواجد قائد القوات الإماراتية في شبوة وعقد اجتماع مع بعض القيادات الموالية وخطب فيهم من منطلق “صاحب السلطة” وفقاً لوصف بعض النشطاء، متوعداً باقتلاع حزب الإصلاح واصفاً إياه بالتنظيم الإرهابي.

(412)

الأقسام: الاخبار,المراسل السياسي,اهم الاخبار,تقارير المراسل,عاجل

Tags: ,,,,,,